اختتمت لجنة الحريات الدينية التابعة للكونجرس أعمالها في مصر بلقاء مغلق مع عدد من نشطاء حقوق الإنسان في منزل نائب السفير الأمريكي بالزمالك مساء أمس الأول، عقب سلسلة من اللقاءات عقدتها مع مسئولين في وزارة الخارجية وشيخ الأزهر ووزير الأوقاف فضلا عن المجلس القومي لحقوق الإنسان. شارك في اللقاء أحمد سميح مدير مركز أندلس لدراسات التسامح ونبذ العنف ومحمد زكي من مركز ابن خلدون والناشطة إنجي حداد وأنور عصمت السادات بصفته رئيس مؤسسة السادات للتنمية وبهي الدين حسن مدير مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان وهشام قاسم في حين اعتذر ناصر أمين مدير مركز دعم استقلال القضاء عن المشاركة. وكشف الوفد الأمريكي عن حقيقة نواياه واستهدافه للأوضاع في مصر حينما أكدوا أنهم وضعوا مصر ضمن جدول أعمالهم لرصد ما أسموه بانتهاك حرية المعتقد، زاعمين أنهم لجنة مستقلة عن الخارجية الأمريكية ويستهدفون الرقابة علي أوضاع الحريات الدينية في 73 دولة علي مستوي العالم. وكشفت اللجنة أنها ستقدم تقريرها السنوي عن أوضاع الحريات الدينية في العديد من الدول مايو المقبل حيث إنها وضعت مصر بين أكثر ست دول تنتهك هذا الحق وهي إيران والسعودية والصين، معتبرة أن التوتر الطائفي في مصر يهدد المصالح الأمريكية المصرية علي حد زعمهم. في حين احتج عدد من النشطاء علي أسلوب اللجنة وأوضح أنور عصمت السادات في تصريحات ل"روزاليوسف" أن المنظمات طالبت أن تصدر بيانات اللجنة في صورة موضوعية وليست عدائية قائلا إن أي بيانات تعتمد اللهجة الصارمة سيقابلها نوع من الإدانة والرفض الشعبي والحكومي، مضيفا أنه بالرغم من وجود مشاكل تتعلق بأمور التوتر الطائفي إلا أن أحداث نجع حمادي الأخيرة كشفت عن جدية الحكومة في التعامل مع الظاهرة. وأكد السادات أمام الوفد أن حل المشكلة لا يقتصر علي إصدار قانون دور العبادة الموحد وحده ولكن الأمر يتطلب صحوة تعليمية ودينية علي المستويين الإسلامي والمسيحي لتجديد الخطاب الديني، مع ضرورة العمل علي تطبيق القانون. واللافت أن الوفد تساءل أيضا عن أوضاع جماعة الإخوان المحظورة والشيعة بشأن المحاكمات التي يتعرضون لها ومصادرة أموالهم. في حين قال أحمد سميح إن ممثلي المنظمات المشاركة أكدوا أن مصر مازالت غير مهتمة بإحداث إصلاح حقيقي في مسألة الحرية الدينية مكتفية بإثارة القضية إعلاميا، وكشف سميح أن اللجنة ممثلة في رئيسها ويدعي "ليوناردو ليو" ونائبه زارته في مقر مؤسسة أندلس بقصر العيني للحديث بشكل خاص عن قضايا البهائيين والقرآنيين حيث أكد أثناء الزيارة أن أوضاع البهائيين في تحسن خاصة بعد الحكم القضائي الأخير والذي ينص علي كتابتها في خانة الديانة.