كتب صبحي مجاهد وأحمد الطاهري وأشرف أبوالريش وهويدا يحيي أربعة لقاءات عقدها وفد لجنة الحريات الأمريكيةبالقاهرة أمس حيث التقي مسئولين بوزارة الخارجية وشيخ الأزهر ووزير الأوقاف وعدد من المنظمات الحقوقية. واعتبرت مصادر دبلوماسية التوصيف الإعلامي للزيارة التي يقوم بها وفد لجنة الحريات الدينية الأمريكية لمصر بأنها لجنة للتحقيق أو التفتيش حول أحداث نجع حمادي بالمسألة الهزلية. قالت المصادر لروزاليوسف إن عمل تلك اللجنة والتي زار وفدها يوم أمس مقر الخارجية المصرية واجتمع مع السفير وائل أبوالمجد نائب مساعد وزير الخارجية لشئون حقوق الإنسان، مقرر وفقًا لقانون أمريكي صادر منذ عام 1994 وأعضاء هذه اللجنة ليسوا نوابًا بالكونجرس الأمريكي مهمتهم هي إعداد تقرير سنوي حول الحريات الدينية في العالم لتقديمه للكونجرس الأمريكي. جددت المصادر تشديدها علي عدم وجود أي روابط بين زيارة تلك اللجنة لمصر وبين أحداث نجع حمادي مشيرة إلي أن الزيارة تم تحديدها من قبل وقوع الأحداث بستة أسابيع. وأوضحت أن لقاءات أعضاء اللجنة مع المسئولين في مصر ليست استجوابات، ولكن حوارًا مباشرًا اتسم بالوضوح والصراحة بين الجانبين. اللافت أن أعضاء اللجنة رفضوا جميعهم الإدلاء بأي تصريحات صحفية عقب اجتماعهم مع المسئولين بالخارجية الذي استمر نحو الساعتين. في السياق ذاته استقبل الدكتور محمود حمدي زقزوق وزير الأوقاف وفد لجنة الحريات الدينية وأكد أن مصر لم تعرف الاضطهاد الديني عبر تاريخها الذي قدمت خلاله تجربة فريدة في احتضان الجميع، وإذا كان هناك بعض أحداث بين فترة وأخري أطرافها مسلمون ومسيحيون فهذا أمر طبيعي قد يحدث بين مسلم ومسلم ومسيحي ومسيحي لكن الإعلام الغربي وبعض المتربصين من أقباط المهجر يلتقطون أي حادثة بين مسلم ومسيحي ويضخمونها ليصوروا للعالم أن بمصر اضطهادًا دينيا علي غير الحقيقة. وقال إن هناك مشروعًا مطروحًا للمناقشة لاستصدار قانون موحد لبناء دور العبادة ينتظر أن يعرض خلال الدورة البرلمانية المقبلة وعند ظهوره سيقضي علي أي شكاوي حول بناء الكنائس. وأوضح أن ذكر خانة الديانة في بطاقة الهوية مجرد إجراء إحصائي لا يترتب عليه أي إجراءات تمييزية أو عقائدية بين المسلم والمسيحي. وشدد الوزير علي أنه لا يسمح لأي إمام يعمل في المساجد التابعة للوزارة والتي بلغ عددها ما يزيد علي 104 آلاف مسجد وزاوية بالإساءة إلي الأقباط خلال خطبة الجمعة أو الدروس الدينية بل إن التعليمات حاسمة لجميع الأئمة بترسيخ قيم التعايش والمواطنة. كما التقي الوفد بشيخ الأزهر د. سيد طنطاوي وأكد أن الأزهر ليس طرفاً أو سبباً في أحداث العنف حول العالم، في حين رحب طنطاوي بأي حوار مع أي طرف. وفي لقائهم مع نفس الوفد مساء أمس الأول أكدت الطرق الصوفية حرية ممارستهم لنشاطهم دون عوائق وعدم وجود أي حساسيات دينية أو عقدية أو اضطهاد ديني في مصر، وقال الشيخ محمد عبدالخالق الشبراوي شيخ الطريقة الشبراوية إن سياسة الطرق الصوفية تعتمد علي التعامل مع المجتمع بكل طوائفه وتحقيق التلاحم بين أفراد المجتمع. ولفت الشيخ الشبراوي إلي أن الطرق الصوفية تبتعد عن التعصب كحزب أو جماعة وتأخذ الحيطة والحذر ضد المؤتمرات التي تحاك هنا أو هناك خاصة أن مصر تعيش في ظل كيان واحد بلا اضطهاد علي أساس الدين أو العقيدة، مشيرًا إلي أن المسلمين لا يعرفون الاضطهاد الديني، ويتعاملون مع المسيحيين بأخوة. وأكد رئيس الوفد أنهم لن يأتوا لأصدار أحكام علي الإسلام كدين أو علي المسلمين، ولكن لتقييم القوانين المطبقة وتوافقها لحقوق الإنسان في مجال حرية العقيدة، فلا نستهدف المسلمين، حيث إن لنا منهم أصدقاء فلي صديق باللجنة مسلم هو طلال عيد وهو من خريجي جامعة الأزهر. بينما رفض عدد من المنظمات الحقوقية الاستجابة لدعوة اللجنة الأمريكية لحضور حفل غداء في أحد منازل المسئولين بالسفارة الأمريكية في الزمالك.. واعترضت المنظمة المصرية لحقوق الإنسان علي المشاركة، المبادرة المصرية للحقوق الشخصية بجانب رفض معتز الفجيري المدير التنفيذي لمركز القاهرة ونجاد البرعي مدير المجموعة المتحدة للاستشارات القانونية. اللقاء شارك فيه أحمد سميح مدير مركز الأندلس وبهي الدين حسن مدير مركز القاهرة وناصر أمين مدير المركز العربي لاستقلال القضاء.