مملكة فارس إيران والتي كانت تتمدد من مملكة الهند شرقا إلي الأرخبيل الأغريقي غربًا، ومن بحر قزوين والقوقاز والبحر الأسود ونهر الدانوب شمالاً إلي الصحراوين العربية والنوبية جنوبًا. حلم دائم يراود حكومات الملالي المتعاقبة منذ ثورة العمائم السوداء الإيرانية في 9791. فهم - الملالي - الامتداد الحقيقي لإسماعيل الصفوي - صاحب الطريقة الصفوية الذي حولها من المذهب السني إلي المذهب الشيعي والذي استولي بداية علي إيران ثم توسع في المناطق المجاورة، مكونا الدولة الصفوية 1501م - 1785م والتي كانت خنجرًا في خاصرة الأمة العربية طوال هذه المدة. نعود لدولة الملالي ومنذ عام 1979 وهي تعمل جاهدة إلي: أولا: نشر المذهب الشيعي التشيع ثانيا: خلق نتوءات في خاصرة أو قلب كل مناطق العالم العربي المجاورة لها وأيضا البعض من بلدان آسيا وأفريقيا، مستغلة أوضاع قائمة بهذه الدول سواء مقاومة محتل أو أقليات تعتنق المذهب الشيعي أصلاً أو مشاكل حدودية أو حتي مجموعات تعاني من الفقر والاهمال. حكومة الخوميني عملت جاهدة ومن أول لحظة أعلنت خصومتها للغرب والشيطان الأكبر أمريكا والشيطان الأصغر إسرائيل، وبالتالي اعتبرتها شعوب العالم الثالث والشعوب المقهورة في ذلك الوقت طليعة من طلائع التحرر إلا أنه وبقليل من التمحص والتدقيق لاحظت الشعوب أن هؤلاء الملالي يمارسون عقيدة أساسية في مذهبهم تسمي التقية وهي ببساطة إظهار خلاف ما تبطن. وكان الدليل الدامغ وقتها هي عملية الكونترا التي خانت فيها حكومة الملالي كل هذه الشعوب المحتلة والمقهورة - لصالح كل أنواع الشياطين سواء كبروا أم صغروا. وكانت أيضا الحرب الإيرانية العراقية دليلاً أوليا صارخًا علي بداية الشهية لهؤلاء الملالي للتوسع وإحياء مملكة فارس والدولة الصفوية الغابرتين. لكن اختصارا للوقت واستغلالا للمساحة المتاحة وحيث إن عنواننا أين تتمدد إيران؟ يحتاج إلي كتاب وليس مقالاً، نحاول التركيز علي المناطق التي تتمدد فيها إيران أو تحاول أن تتمدد ولنبدأ بالعالم العربي. فإيران الآن ذات نفوذ ووجود في سوريا وجنوب لبنان بل كل لبنان حزب الله. إيران الآن في فلسطين وعلي الحدود الشرقية المصرية في غزة حركة حماس. إيران الآن في العراق من خلال حكومات شيعية، تمارس في كل من جنوب ووسط وشمال العراق، كل أساليب تصفية الخصوم والتي قد تفوق في كثير من الأحيان في خستها ونذالتها كل أساليب التطهير العرقي القديمة فهي تمارس التهجير والقتل والتشريد علي الهوية. إيران الآن تتمدد ومنذ عام 1998 شمال اليمن وجنوب السعودية عن طريق الحوثيين مستغلة منطقة مساحتها الحدودية بين البلدين 1500كم2 سواء حدود برية أو بحرية. إيران الآن في منطقة الخليج العربي فمن الجزر الثلاث بدولة الإمارات العربية المتحدة التي تحتلها إيران إلي اعتبار مملكة البحرين محافظة إيرانية امتدادًا إلي المنطقة الشرقية بالمملكة العربية السعودية والتي يعتنق عدد كبيرا من سكانها المذهب الشيعي مرورًا بدولة الكويت وظهور تكتل شيعي سواء ببرلمانها أو مؤسساتها التنفيذية. وليس آخرًا تبني دولة قطر ممثلة في قناة الجزيرة الدفاع بشكل علني أو ضمني الخط الإيراني والسياسة الإيرانية وكان الدليل علي ذلك مؤتمر القمة العربي الذي دعت إليه قطر داعية أحمدي نجاد والترويج له ولموقفه من القضية الفلسطينية خلال أحداث غزة الأخيرة. الخطر الإيراني في أنها تسعي إلي تهميش دور الدول لصالح أحزاب وجماعات من أعوانها فهي تتحالف مع حزب الله بعيدًا عن الدولة اللبنانية وتتحالف مع حركة حماس بعيدًا عن منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الفلسطينية، وتتحالف مع الحوثيين بعيدًا عن الدولة اليمنية، وتغذي فكر كثير من سكان المنطقة الشرقية بالمملكة العربية السعودية بعيدًا عن الدولة السعودية. بل ومن خلف ظهرها حتي تفاجأ المملكة العربية السعودية بظهور تيار قوي قد يطالب في يوم من الأيام بالانفصال عن المملكة وتشكيل دولة مستقلة. ولا تنسي إحياء نعرة أن سكان مملكة البحرين ليسوا سوي إيرانيين. ناهيك عن تدخل حزب الله في مصر مؤخرًا وبالتأكيد بتوجيهات وتعليمات إيرانية لاختراق الشعب المصري بحجة مساعدة أهالي قطاع غزة من خلال خلية حزب الله. لذا فمعظم السياسيين العرب يرون أن تأثير تمدد نفوذ إيران في المنطقة يشكل خطرًا كبيرًا علي المنطقة العربية يتساوي مع برنامجها النووي. من هنا أعلنت القاهرة وبحزم أنها لن تقبل أن تكون وصيفًا في بلاط المملكة الفارسية، وأنها أي القاهرة ترفض أية تسويات يمكن أن تمنح طهران نفوذًا إقليميا علي العرب. بقلم:عصام عاشور أمين تنظيم الوطني حلوان