لأكثر من 6000 عام شهد وادي النيل نشأة وتطور واحدة من أبدع الحضارات، وأكثرها اشراقا في التاريخ تاركة وراءها عملاً تاريخيا للتراث العالمي. كرستيان جاك عالم مصريات عاشق لخفايا وأسرار هذه الحضارة التي بهرت العالم كله قد كتب عدة مؤلفات تصدرت المبيعات لفترات طويلة وفي هذا الكتاب يصطحب القارئ إلي رحلة علي ضفاف نهر النيل الخالد مع أكثر من 200 صورة وعن طريق القصص التاريخية كشف الكاتب مصر كما لم يعرفها أحد من قبل وعرف مدنًا كاملة لم يعد لها وجود اليوم. وما جعل الكتاب مميزًا هو صور فيليب بليسون الذي تابع ضفاف هذا النهر الأسطوري من مدينة الإسكندرية مرورا بقلب الدلتا حتي معبد أبوسمبل علي ضفاف بحيرة ناصر وكثير من المناظر الخلابة والعريقة. وحمل هذا الكتاب في طياته وصفا فريدا لمصر ولنهر النيل، كما أن الصورة التي التقطت من طائرة مروحية أعطت رؤية شاملة ومتكاملة للمناظر وكملتها المعرفة الدقيقة والدراية الكاملة للمؤلف الذي أعطي تفاصيل ساعدت القارئ علي فهم واستيعاب الحضارة المصرية القديمة وعلم المصريات. افتتن كريستيان جاك منذ الثامنة عشرة بالحضارة الفرعونية، ثم كانت رحلة شهر العسل في الأقصر أيام الستينيات، ويبدو جاك شديد الجدية حين يحكي كيف أنه أثناء رحلته علي ضفاف النيل، بعث له الإله حورس برسالة يخبره أن جميع الآلهة حاضرون بجانبه، وكل تلك "الخيالات" من شدة تمسك جاك بمجال المصريات، حتي أنه استوحي معظم موضوعات رواياته من تاريخ مصر القديمة من أشهرها "شامبليون ومصر"، التي صدرت عام 1987، ورواية أخري يسرد فيها حياة رمسيس الثاني، صدرت عام 1993 . أجواء كريستيان جاك عن مصر ونهر النيل، ليست غريبة علي مواطن فرنسي، تخصصه الأساسي عالم جيولوجي متخصص في وادي النيل، فقد سجل في "مصر من فوق السماء" بالشرح والتحليل والتوثيق بالصور الهندسة المعمارية التي قامت عليها الحضارة المصرية، وغير ذلك من الصورة السياحية التي التقطت من فوق "الهليوكوبتر" أو "المنطاد" في مناطق القاهرةوالجيزةوالأقصر وأسوان والنوبة والإسكندرية وأيضا مجموعة من الصور المهمة من فوق السحاب لمعبد الأقصر، الذي بناه أمنحوتب الثالث علي الضفة الغربية للنيل. كما تضمن الكتاب معلومات وفيرة عن معبد الكرنك ومعبد رمسيس الثالث ومعبد حتشبسوت ومعبد أبوسمبل، وأهرامات الجيزة وهرم سقارة، ولأهمية الكتاب احتفل مؤخرا المكتب السياحي المصري بباريس بالكتاب ومؤلفه.