مكرم.. لماذا؟

التغيير ليس معناه خداع الشباب بشعارات كاذبة
1
استقلال نقابة الصحفيين معناه حمايتها من التيارات السياسية والحزبية التي تحاول غزوها، لا نريد أن يكون مصيرها مثل نقابتي المحامين والمهندسين، وغيرهما من النقابات التي تحولت الي أطلال.
الصحفيون هم أصحاب المصلحة الحقيقية في تأمين نقابتهم التي ظلت طوال تاريخها قلعة حصينة للدفاع عن الحريات، والابتعاد عن الصراعات بمختلف أشكالها.
الاستقلال ليس معناه أن نرفع شعارات زائفة لتضليل جموع الصحفيين، خصوصاً الشباب الذين لم يعاصروا مجد نقابات عريقة مثل المحامين، التي تحولت بفضل الإخوان إلي خرابة.
2
التغيير ليس معناه التخلص من رموز المهنة وأساتذتها تحت شعار تجديد الدماء، ولكن معناه تواصل الأجيال وتلاحمها، وأن تظل لغة التقدير والاحترام العملة السائدة بين الجميع.
الصحفيون ليسوا مثل خيل الحكومة، بمجرد أن تكبر بهم السن تطلق عليهم رصاصة الرحمة.. العكس صحيح فهم يزدادون خبرة وتألقاً وعطاءً.
التغيير ليس بوابة مفتوحة علي مصراعيها لكل مشتاق كي يهدم الثوابت التي تعلمناها في هذه المهنة المحترمة، وهي إجلال الأساتذة والاعتراف بفضلهم وأن نخاطبهم بلقب "يا ريس".
3
تأليب الأجيال علي بعضها ليس في صالح المهنة، وإثارة النعرات الدينية والقبلية تقضي علي البقية الباقية من هيبة المهنة واحترامها.
ليس معقولاً ولا مقبولاً أن يرفع المرشح المنافس للأستاذ مكرم محمد أحمد مقولة أنه صعيدي ويجب أن ينتخبه الصعايدة، ولكن المهم أن يقول "أنا صحفي" أيا كان موطنه.
تأليب الأجيال علي بعضها هو الذي قاد الصحفيين إلي أوضاع سيئة لم تعرفها الصحافة المصرية في تاريخها، تتجسد في نظرات التربص والتحفز التي يشعر بها الشباب تجاه الشيوخ.
4
نعم.. كانت هناك محاولات جادة لإفساد عرس انتخابات النقابة قام بها المرشح المنافس لمكرم محمد أحمد، وتمثلت في الزعم بتزوير الانتخابات قبل إعلان النتيجة.
يشترط القانون إعلان النتيجة النهائية في محكمة جنوب القاهرة وعندما أراد المستشار المشرف علي الانتخابات أن ينفذ القانون، صاحوا في وجهه "تزوير.. تزوير".
فعلوا نفس الشيء في المحكمة وقدم المرشح المنافس طعناً تليفزيونياً أعلنه في الفضائيات وسط هتافات أنصاره "تزوير.. تزوير" وبعد دقائق أعلنت النتيجة، وباءت المحاولة بالفشل.
5
الصحفيون ليسوا أعداء الدولة، وليست بينها وبينهم خصومة، ومن يحاول أن يخلق هذا العداء الوهمي يضرب مصالح الصحفيين في مقتل.
عندما تقدم الدولة دعماً لنقابة الصحفيين قدره 51 مليون جنيه لبناء نقابة عصرية بدلا من مبناها القديم الآيل للسقوط، يجب أن نقول لها شكراً، ولا نسعي إلي عداء مفتعل.
عندما تقدم الدولة دعماً للمعاشات والتكنولوجيا يحصل عليه جميع الصحفيين في الصحف القومية والخاصة والحزبية، هل نقول لها "بلاش" لا نريد؟
6
القادم أحسن ويجب أن تتضافر الجهود مع المرشح القوي الذي يستطيع أن ينفذ برنامجاً طموحاً يحقق مطالب الصحفيين، ورأيي أن مكرم محمد أحمد هو الأفضل.
مشروع المدينة السكنية للصحفيين في 6 أكتوبر هو الحل الحاسم لأزمة الإسكان لدي شباب الصحفيين، وسوف يشهد المشروع مفاجآت كبيرة تسعد الصحفيين جميعاً.
الزيادة المطردة التي تقدمها الدولة للصحفيين حتي وصلت إلي 670 جنيها شهريا نحصل عليها بعزة وكرامة وكبرياء، رغم أن البعض يحاول أن يعكر علي الصحفيين هذه الميزة.
7
الرشاوي الانتخابية التي يتحدث عنها المرشح المنافس هي من قبيل إفساد العُرس الصحفي، فما الذي يضير الصحفيين إذا حصلوا علي مزايا مشروعة مثل غيرهم، ولماذا نسمي ذلك رشاوي؟
لماذا نسمم علي الصحفيين ما يحصلون عليه من حقوق.. وإلي متي تختفي هذه الشعارات التي تسيء للمهنة وأعضائها؟
إذا كان من يزعمون أن البدل والمعاش "رشوة" فلماذا لا يتنازل عنه ويتركه لغيره ممن يحتاجون ذلك.. أم أن المسألة هي شعارات وحنجورية فقط؟
8
سُلم نقابة الصحفيين تحول إلي وبال عليها بسبب حركات الاحتجاج والتمرد والهتاف والتظاهر التي تعرقل استثمار بعض الأدوار في المبني، وتقدر قيمتها الإيجارية بالملايين كل عام.
من هو المستثمر المغامر الذي يختار مقره في مبني نقابة يزدحم سلمها يومياً بكل أنواع الفوضي والتظاهر ويخاف الناس من الاقتراب منها.
لكل هذه الأسباب نؤيد مكرم محمد أحمد لأنه الأقوي والأكثر تأثيراً والأوسع علاقات.. وكلها أمور ضرورية لتنفيذ البرنامج الطموح الذي يخدم الصحفيين وييسر أحوالهم المعيشية والمهنية.
9
عاجل جداً.. اتصل بي الدكتور أحمد درويش وزير التنمية الإدارية موضحاً موقفه مما كتبته أمس حول تصريحات نشرتها الصحف علي لسانه يقول فيها إن الفساد في مصر هو سبب هروب رؤوس الأموال.
الدكتور درويش نفي ذلك رغم أن تصريحاته نشرت في صحيفة خاصة وصحيفتين قوميتين، وقال إنه سيرسل الكلمة التي ألقاها في المؤتمر.
من حق الدكتور درويش الرد ومن حقي التعقيب، خصوصا أنه خرجت عنه تصريحات في الفترة الأخيرة كانت مثل النيران الصديقة التي تصيب رءوس زملائه الوزراء.. وغداً نستكمل.
E-Mail : Karam_gabr@rosaonline.net