يرفع البعض العلم اعتزازا وينادى البعض الآخر بتغييره، وبين هذا وذاك آخرون يرون "تحية العلم من عبادة الأصنام". هذا ما تؤمن به التيارات السلفية المتشددة، حيث ترى أن حب الوطن، وتحية علمه، والتغنى بأغانيه، ورفع شعاراته أمور تجمع بين الشرك بالله والبدع، مستندين إلى الآية الكريمة "ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله "مشيرين إلى أننا فى أيام الرسول الكريم لم نسمع أنهم احتفلوا باليوم الوطنى للبلد أوانهم تغنوا بشعاراته، وبالتالى يرى هذا التيار أن تحية العلم من أكثر الأشياء التى تظهر فيها عبادة الوطن فهم يؤمنون أن من علامات قيام الساعة عودة الناس لعبادة الأصنام، ومن هنا يرى أصحاب هذا التيار أن هذه العلامة تنطبق فى حالة تحية العلم، الذى هو قطعة قماش تخشع لها الأبصار والقلوب كل يوم أثناء تحية العلم فى المدارس والمعسكرات، ومن يحيى العلم كمن يحيى الصنم! ومن جهتها قالت الدكتورة سعاد صالح أستاذة الفقه المقارن بجامعة الأزهر تعليقاً على ماسبق: "هذا التيار تيار متشدد متنطع والرسول الكريم نهانا عن ذلك بقوله صلى الله عليه وسلم: "إياكم والتنطع" وفى حديث آخر "هلك المتنطعين"، فهذا التيار يتدخل فى كل شئون البشر اليومية، ويريدون أن يضيقوا على الناس من أجل ترك المدينة والزحف إلى الصحراء والرجوع إلى عصر الخيمة، وهم يعتبرون أن كل الأشياء التى لم تحدث فى أيام الرسول والتى لم يفعلها ومنها تحية العلم هى بدعة وضلالة، ونسوا أنه قال: "أنتم أعلم بشئون دنياكم"، فالعلم يعد رمزا وشعارا للبلاد وليس صنماً، وهناك فرق بين البدعة وبين السنة الحسنة، فالبدع هى كل مخالفة لنص شرعى ثابت فى القرآن والسنة مثل خلع الحجاب أو التعامل بالربا، أما السنة الحسنة فهى التى لم يرد فيها أى نص بالنهى، سواء فى القران أو السنة وتسمى فى الشرعية الإسلامية "باب المصالح المرسلة" مثل صك النقود أو تحية العلم.