في محاولة لرأب الصدع الذي ضرب مؤخرًا جدران بيت اليسار من الداخل، كشفت مصادر بالحزب لروزاليوسف عن أن لقاء جمع بين كل من جبهتي الحزب المتصارعتين التجمع الموحد والإصلاح والتغيير أمس الأول بمكتب حسين أشرف أمين محافظة القاهرة، وأحد الكوادر المؤثرة بالتجمع الموحد. اللقاء حضره كل من الدكتور رفعت السعيد رئيس الحزب وسيد عبدالعال الأمين العام ورأفت سيف عضو المجلس الرئاسي وسمير فياض نائب رئيس الحزب وطلعت فهمي أمين محافظة الجيزة عن جبهة التغيير، في حين تغيب كل من محمد سعيد الأمين المساعد للعمل الجماهيري وأحمد نصار أمين المنوفية. وضمت قائمة التجمع الموحد إلي جانب حسين أشرف كلا من مجدي شرابية الأمين العام المساعد للتنظيم وسيد شعبان أمين التنظيم. واستمر اللقاء منذ الساعة 11 صباحًا وحتي الخامسة عصرًا تقريبًا وتم خلاله تبادل وجهات النظر الخاصة بالانقسامات الداخلية بالحزب ومحاولة التقريب والتوافق بين الجبهتين المتصارعتين، وذلك بعد انتشار الاتهامات في الآونة الأخيرة حول محاولات سيطرة جبهة التجمع الموحد علي الحزب ولجان المحافظات. كما تردد اتهام قيادات من الجبهة بالعضوية المزدوجة والعلاقة مع الحزب الشيوعي المصري مما أدي إلي زيادة الصراع بين الجبهتين مما يزيد من أزمة الحزب. كانت اللجنة المركزية قد اتخذت قرارًا بإدارة حوار تنظيمي داخلي وإقامة جلسات استماع بين الجبهات المتصارعة داخل الحزب في محاولة لإصلاح الأمور وانقاذ الحزب مما وقع فيه من هوجة الاتهامات والصراعات المتبادلة، بعد حالة من الشد والجذب شهدتها كلمات الأعضاء آنذاك، وهو ما عكسته كلمة الأمين العام سيد عبدالعال عندما قال موجها حديثه لأعضاء الحزب: أصارحكم يا زملاء أننا جميعًا في حاجة إلي وقفة مع النفس، نزيل فيها عوامل الاحتقان التي دبت في علاقاتنا الداخلية بعد مؤتمركم السادس، حتي يتاح لنا أن ننتقل بعد ذلك إلي طرح أسس لتوافق مبني علي إعلاء اسم الحزب والحفاظ علي تراث اليسار المصري العظيم، والمتجسد تنظيميًا في حزبنا، وذلك فوق كل اعتبار. نحن في حاجة ماسة إلي إعادة بناء عضوية الحزب.. وإعادة بناء علاقاتنا ببعض والتمسك بالديمقراطية الداخلية لأقصي مدي، ورفع مبدأ النقد والنقد الذاتي دون أسقف وتحرير الحزب من الشللية والاستقطابات الذاتية، مع التصدي لسياسات التشهير ومحاصرتها وفضحها. وكل ذلك لن يتأتي إلا بتأكيد احترامنا الدائم للتعددية السياسية داخل حزبنا.. واحترام مبدأ الانتخاب.. ونتائجه.. مع احترام صارم لقرارات الهيئات الحزبية، مع الإعلاء من شأن قرارات لجان المحافظات واحترامها من القيادة المركزية.. فإن قيادة حزبنا بالمحافظات تمثل المفتاح السحري الوحيد للخروج بحزبنا من حالة الاحتقان الداخلي إلي رحاب علاقات المجتمع والناس. ويساعد علي ذلك، بل إنه المدخل الصحيح هو إنهاء حالة المركزة الشديدة التي أصابت بناءنا الحزبي بالبيروقراطية والترهل.. والعمل علي تنفيذ قرارات المؤتمر العام السادس بنقل مركز ثقل العمل الحزبي إلي المحافظات ثم المراكز والأقسام.