تساءلت في مقال الأمس: هل كان من صالح أبو مازن أن يتحدي الإدارة الأمريكية برفضه واعتراضه علي نتائج تقرير لجنة "جولدستون" وهو علي علم ويقين بأن هناك قراراً أمريكياً يمنع تفعيل أي قرار ضد إسرائيل وإدانتها في مجلس الأمن من جهة، كما يري القرارات التي صدرت ضد إسرائيل ولم تنفذ من جهة أخري؟. كما أن واقع الأمر يؤكد علي أن إسرائيل لا زالت تقوم ببناء الجدار العازل وتشييد المستوطنات غير الشرعية، والتي يشجبها المجتمع الدولي ككل بما فيه الولاياتالمتحدةالأمريكية. بالطبع، اعترضت حماس علي النتائج التي توصل إليها التقرير، واتهمت "جولدستون" بالانحياز لإسرائيل وعدم الحيادية ورفضت نتائجه. بل ووصفت ما اتخذه أبو مازن بأنه (تخاذل) فلسطيني للتهرب من المصالحة الفلسطينية لكي تحمله وحده شق الصف الفلسطيني.. لتبعد عن نفسها ما تقوم به من خدمات جليلة ذ وعلي طبق من ذهب ذ لصالح التصرفات الإسرائيلية. ما تقوم به حماس من تصرفات غير محسوبة سياسياً.. يتماشي مع أهواء كل من سوريا وقطر. سوريا من خلال أجندتها وتوجهاتها التي تحقق لها مصالحها الخاصة وما تطمع فيه لتحقيق أهدافها الحقيقية والتي تأتي في مقدمتها عدم إتمام المصالحة الفلسطينية. وهو ما يعطي ذريعة لإسرائيل لعدم وجود شريك للتفاوض معه. ولقد استغلت قطر تلك الأحداث التي وقعت في غزة، وروجت لها علي قناتها المسمومة (الجزيرة) لكي تزيد الفجوة مع الفريق المعتدل ومن عزيمته.. لتعميق الشرخ والانقسام الفلسطيني سعياً منها لدفع أبو مازن وإجباره علي رفض التصالح مع حماس نتيجة التصرفات غير المنضبطة وطنياً وسياسياً.. والتي قام بها عناصر حماس أمام كاميرات قناة الجزيرة (بوضع الأحذية علي صور أبو مازن، وسبه والتشكيك فيه، واتهامه بالخيانة والعمالة في برامجها من خلال طرح سؤال حول: هل أبو مازن خائن؟). إنها محاولات قطر الدورية والمستمرة لمحاولة إيجاد دور سياسي لها علي الساحة العربية لتثبت أن لها وجودا سياسيا وعربيا لا يمكن الاستغناء عنه بعد سلسلة الفشل المتوالية، ومنها: فشلها في عقد المصالحة الفلسطينية علي أراضيها، وفشلها في إتمام صفقة تسليم الجندي الإسرائيلي شاليط، وفشلها في عقد مؤتمر الدوحة 2 لاستقطاب النخبة السياسية اللبنانية، وفشلها في إتمام مصالحة دارفور. من الملاحظ أن قطر بنظرتها التي تحكمها مفردات نظرية المؤامرة.. تعتقد أن مصر هي السبب في فشل دورها رغم وضوح الصورة تماماً. وهو ما جعل صديقي الفيلسوف الساخر يسألني هل تعرف ما ترمز له دولة قطر؟، فقلت له إنها دولة نفطية خليجية صغيرة جداً، فرد مسرعاً: إن قطر هي أحد اشتقاقات كلمة (قطرة).. وهي تعني (بلل) مائي صغير لا يشاهد بالعين المجردة.. فكيف يمكن ل (قطرة) أن يكون لها دور سياسي؟!.