تتناقل وكالات الأنباء في الأيام الأخيرة أخبار انزعاج فرنسا بسبب كثرة عدد الموظفين الذين يقومون بالانتحار في (فرانس تليكوم) إثر الاستغناء عنهم في إطار نظام الشركة للتخلص من معظم موظفيها وتكثيف العمل لمن تبقي في مكانه.. وقد تظاهر عدد من أعضاء المنظمات الإنسانية والهيئات النقابية للضغط علي الشركة حتي تصلح من نظامها وتراعي حالة الموظفين لديها خاصة لأهمية آخر شخص قام بالانتحار من كبار موظفي الشركة. وقد أعادت تلك الأحداث توجيه النظر إلي عملية الانتحار وأسبابها ومحاولات تجنبها بالوسائل العلمية.. وببحث صغير يتضح أن نسبة المنتحرين في العالم قد زادت بصورة مخيفة في منتصف التسعينيات من القرن الماضي.. مما لفت نظر الباحثين من علماء النفس والأطباء النفسيين لضرورة الاهتمام بدراسة الظاهرة.. كما ظهر العديد من الإحصاءات المخيفة في هذا الشأن منها: - أن عدد الذين يموتون بسبب الانتحار ضعف عدد الذين يموتون بسبب مرض الإيدز. - ونسبة الذين يموتون في جرائم قتل بالنسبة للمنتحرين تبلغ 2 إلي 3 أي يقتل اثنان فقط في مقابل انتحار ثلاثة!! - يتعدي عدد من يقومون بالانتحار عدد حالات الوفاة جراء العنف والحروب مجتمعة. - ويعتبر الانتحار هو السبب الثالث في وفاة الشباب الصغير بين 15 و 24 عاما. - ينتحر شخص كل 16 دقيقة تقريبا. - نسبة انتحار النساء للرجال تساوي سيدة واحدة لكل 4 منتحرين من الرجال!!؟؟ وفي المقابل هناك ثلاث محاولات انتحار من السيدات مقابل محاولة واحدة من الرجال.. مما يجعل محاولات الرجال للانتحار ناجحة في مقابل فشل كثير من محاولات الانتحار النسائية. - يعتبر الاكتئاب هو السبب الأول وراء الانتحار في العالم وغالبا ما تكون أسبابه الإدمان بأنواعه أو مشاكل نفسية مرتبطة بالوحدة والانفصال عن الأحباء. - وتبعا للدراسات التي أقرتها منظمة الصحة العالمية سيكون الاكتئاب هو المرض العالمي الأول- إن جاز التعبير - بحلول عام 2010 أي في غضون أقل من ثلاثة شهور!! ونحن في مصر نعاني كما العالم كله من هذه الظاهرة المرعبة وإن كنا أقل من الدول الصناعية الكبري في نسبة المنتحرين.. كما أن الدراسات قد أثبتت أن نسبة الإنتحار أقل بين الشعوب المتدينة عن غيرها.. ومع ذلك نلاحظ انتشار الاكتئاب النفسي بصورة كبيرة في مجتمعنا وهو مقدمة خطيرة للانتحار.. وإذا كان موظفو فرانس تليكوم ينتحرون عندما يتركونها، فما بالكم بالذين لا يجدون أي فرصة عمل؟ إن ناقوس الخطر يدق في هذه المرحلة وينبغي النظر لمشكلة الاكتئاب قبل أن تقود لنتائج لا نرغب في الوصول إليها.