القراء الجدد ظاهرة جديدة تجتاح مجتمعاتنا وبشكل قوي إلا أنه في عالم المقرئين تظهر الخلافات بين القديم والجديد وتتضح المشكلات التي تشوب تلك الظاهرة التي تؤثر وبشكل واضح علي مكانة قراء مصر في العالم ، حيث أن القراء الجدد للقرآن يوجه إليهم العديد من الانتقادات أولها اهتمامهم بالصوت والمقامات الموسيقية أثناء التلاوة علي حساب الأحكام القرآنية وأحكام التجويد والتلاوة كما يوجه اليهم انتقاد أخر لا يقل خطورة عن الأول وهو عدم حفظهم القرآن كاملا والاستغناء عن ذلك بالآيات التي تتلي في المحافل والمناسبات ، كما ان عددًا ليس بالقليل من القراء الجدد ليسوا ملتحقين بنقابة القراء وبالتالي فلا رقيب عليهم ولا يوجد من يحاسبهم كما تفعل اللجان التأديبية في نقابتي المحامين والصحفيين. في البداية كان لابد من التقاء عدد من هؤلاء القراء الجدد الذين اشتهروا بين الناس فكان اللقاء مع الشيخ رأفت حسين احد اشهر القراء الجدد الذي بدأ حديثه بان القراء الجدد ليسوا من فصيل جديد مختلف عن القراء القدامي حتي ينظر إليهم من منظور متدن، فلا ينقصهم شيء لا من أحكام التلاوة او بديع الصوت ولا ان يعيبهم إنهم جاءوا بمدرسة جديدة تعتمد علي القراءة وفق المقامات الموسيقية بما لا يخل بأحكام التلاوة والتجويد مشيرا إلي انه رغم استحداث طريقة جديدة في التلاوة إلا أن معظم القراء الجدد ينتمون في الأصل إلي المدارس القديمة لرواد التلاوة وابرز هذه المدارس مدرسة عبدالباسط عبدالصمد ومدرسة مصطفي إسماعيل ومدرسة محمد رفعت. وكشف " حسين " عن عدم وجود قيود تفرضها نقابة القراء علي امتهان قراءة القرآن الكريم رغم أنها من المهن الجديرة بمثل هذه القيود وعن مشواره قال بدأت في مدينة الإسكندرية وضواحيها ثم بدأت شهرتي في جميع ربوع مصر عن طريق شرائط الكاسيت والقنوات الفضائية التي تولي القراء الجدد اهتماما بالغا عكس ما يقوم به التليفزيون والإذاعة الحكومية حيث يتعمدان وضع العراقيل امام مشوارنا المهني في الوقت الذي فتحت لنا أجهزة إعلامية بدول أوروبا واسيا الباب علي مصراعيه لنا للقراءة علي شاشاتها خاصة في شهر رمضان المبارك أثناء سفرنا لإحياء لياليه بهذه الدول ، ولفت إلي انه تقدم بأوراق اختباره بإذاعة القرن الكريم وعلي استعداد تام لهذا الاختبار سواء كان في الصوت او في حفظ القرآن مؤكدا انه لن يتواني في تصعيد الأمر اذا ما لمس أي تعنت من جانب الإذاعة. فيما كشف الشيخ رضا جمعة منصور -محافظة الغربية من القراء الشباب عن عدم علمهم كقراء بأي فائدة تعود عليهم بالانضمام إلي نقابة القراء سوي " كارنيه " يحمل اسم القارئ وعليه شعار النقابة وقال :" لا ندري أيضا فائدة هذا " الكارنيه" بدليل ان من يمتهن هذه المهنة لا يسأل عن انضمامه للنقابة من عدمه كما انه لا يأخذ ترخيصا لمزاولتها كما يحدث في نقابة المحامين او الأطباء مثلا مشيرا إلي انه يجب ان يكون الالتحاق بالنقابة إجباريا وليس اختياريا كما يجب ان تكون النقابة اكثر فاعلية حتي تشجع القراء للانضمام اليها وعن الانتقادات التي توجه الي القراء الجدد قال أنها لا تأتي إلا من أبناء المهنة وقد تكون بسبب الغيرة او اختلاف المدارس التي تتغير من حين لآخر. من جانبه رفض الشيخ محمد يحيي الشرقاوي الانتقادات الموجهة إلي القراء الجدد رفض أيضا كلمة " جدد" كما اتفق مع غيره في أن نقابة القراء تكاد تكون لا دور لها سوي منح الكارنيه بصورة اختيارية قائلا لم انضم إليها سوي عام 2000 بهدف الشرعية فقط ليس أكثر وقبل هذا العام كنت أمارس العمل دون أن يعترضني احد مؤكدا أن ذلك ساعد علي وجود دخلاء علي التلاوة وليسوا قراء جددًا. مقومات القارئ وعلي صعيد القراء الجدد المعتمدين في الإذاعة والتليفزيون شدد الشيخ أنور الشحات أنور المعتمد بالإذاعة ونجل الشيخ الراحل الشحات محمد أنور علي انه لا توجد وساطة او محسوبية في اختيار القراء كما أن الإجراءات التي تفرضها لجنة الاختبار لا يمكن أن تسمح بذلك حيث أن قراراتها ليست فردية بدليل رفض اعتمادي أكثر من مرتين مما ينفي شائعات الوساطة والمحسوبية التي يطلقها الزملاء الراسبون في اختبارات الاعتماد ويري أنور أن مقومات القارئ الجيد تتمثل في تمتعه بصوت قوي ومميز وان يكون علي دراية كافية بأحكام التلاوة والترتيل فضلا عن حفظه القران الكريم كاملا مشيرا إلي أن لجوء بعض القراء إلي الفضائيات دون الإذاعة بسبب أنها تهتم بالصوت دونما أي رقابة علي أي أحكام أخري. فيما رجح الشيخ حجاج الهنداوي الذي اعتمد قارئا بالاذاعة عام 2000 تمكن بعدها بعامين فقط من القراءة علي الهواء مباشرة وظل محافظا علي أدائه حتي الآن أن يكون سبب عدم اعتماد القراء الجدد بالإذاعة الخوف والقلق من الاستديوهات وعدم وجود من يقوم بتشجيعهم أثناء التلاوة كما يحدث في المناسبات والمآتم. وفي مرة نادرة تم اعتماد قارئ بلغ من العمر 62 عاما بالاذاعة هو الشيخ عبد الله حسن طبل الذي قال حفظت القران في سن عشر سنوات وقمت بتحفيظه في السعودية واليمن أخيرا تمكنت من القراءة علي الهواء العام الماضي فقط. موقف نقابة القراء وعن موقف نقابة قراء القرآن كان هناك توجس واضح من القراء الجدد، حيث يوضح الشيخ أبو العينين شعيشع رئيس لجنة الاختبار بالإذاعة أن القراء الجدد لن يتمكنوا من سحب البساط من تحت أقدام القراء القدامي الذين لا يمكن تعويضهم بدليل ان القراء الحاليين يتعمدون تقليدهم بحثا عن الشهرة، التربح من الفضائيات ، موضحا أن نقابة القراء تقوم برصد كل أسماء القراء الجدد وإيقاف من لا يصلح منهم خاصة وان البعض يظهر كقارئ ويحرف في قراءة القرآن . وعن العراقيل التي تضعها الإذاعة في اعتماد القراء الجدد تحدثنا مع سعد عبد اللطيف مدير التخطيط الديني باذاعة القران الكريم حول المراحل التي يمر بها القارئ منذ تقدمه للاختبار بالإذاعة حيث قال أن اختيار القارئ يتم وفق إجراءات صارمة للغاية ففور تقدم القارئ بأوراق تفيد رغبته في الالتحاق بالإذاعة يتم تحديد موعد لاختباره ثم يعقد لذلك لجنة مكونة من 14 عضوا من كبار القراء والمتخصصين في احكام التلاوة والمقامات الموسيقية ويتم اولا اختباره في حفظ القران ثم الاحكام التجويدية ثم اختبار ثالث في المقامات الموسيقية اثناء قراءته بأحد الاستديوهات بعدها تقرر اللجنة نجاحه او رسوبه او نجاحه في جزء ورسوبه في الجزء الآخر ويتم منحه فرصة عدة اشهر تحددها اللجنة بعدها يتقدم للاختبار في الجزء الذي رسب فيه. وأوضح انه بعد نجاح القارئ في الاختبارات لا يسمح له بالقراءة علي الهواء مباشرة إلا بعد تسجيله عدة شرائط وإجازتها من اللجنة وإذاعتها في أوقات مخصصة للتسجيلات القصيرة كبعد صلاة الفجر مثلا وبعد عدة شرائط من التلاوات القصيرة ذات الربع ساعة تتم ترقية القارئ إلي التلاوات الطويلة ومدتها نصف ساعة بعدها يسمح للقارئ بالقراءة علي الهواء مباشرة في صلاتي الجمعة والفجر وكذلك الأمسيات والمناسبات التي تنقلها الاذاعة علي الهواء مباشرة كما يسمح لهم أيضا بالقراءة علي الهواء في إذاعات البرنامج العام وصوت العرب والشباب والرياضة وكذلك التليفزيون .
