أضفي ظهور عدد من الحركات القبطية خلال الأسابيع الماضية مزيداً من الصخب علي ملف الكنيسة الملتهب بسبب الشائعات المتناثرة حول صحة البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية تارة وخلافته تارة أخري، وتزايد حدة الجدل الذي بات مجتمع الكنيسة يشهده خلال الأيام الأخيرة. اللافت أن هذه الحركات التي تسارعت في الظهور مؤخراً أخذ أغلبها طابعاً الكترونياً أكثر من كونها حركات واقعية لها صدي في الشارع وافتقر نشاطها علي الدعوة إلي اضراب هنا أو مظاهر هناك وارسال مجموعة من الرسائل عبر البريد الإلكتروني أو موقع الفيس بوك الاجتماعي الشهير تتضمن مقالات تحريضية ضد الدولة. لعل من أبرز النماذج علي تلك المجموعات مجهولة القيادات أو المنسقين مجموعة تسمي أقباط من أجل مصر وأخري اطلقت علي نفسها اسم حركة الشباب الأقباط وفي مواجهة حركة العلمانيين الأقباط ظهرت حركة أخري تحت مسمي جبهة المثقفين الأقباط وكان آخر هذه الحركات تلك التي أعلن نجيب جبرائيل محامي البابا شنودة ورئيس مركز الكلمة لحقوق الإنسان تأسيسها تحت مسمي حركة الكونجرس الدولي. إلي أي مدي تعبر هذه الحركات الإلكترونية عن رغبات ومطالب الأقباط.. وما حجم الدور الذي يمكن أن تلعبه.. هذا ما حاولنا معرفته من خلال آراء عدد من المفكرين والنشطاء والقيادات القبطية، فكان أن أرجع القمص صليب متي ساويرس عضو المجلس الملي ظهور هذه الحركات إلي الحراك الذي يشهده المناخ السياسي العام في مصر. وأضاف ساويرس قائلاً لو كانت هذه المطالب وجدت من يتبناها من داخل الأحزاب السياسية القائمة لما ظهرت هذه الحركات داعياً إلي التعامل مع هذه الحركات بقدر حجمها الطبيعي خاصة أن بعضها يروج له أشخاص عبر رموز وهمية لا أصل له في الواقع. من جانبه أشار كمال زاخر منسق فريق الأقباط العلمانيين إلي أن هذه الحركات عشوائية ولا وجود حقيقي لها سوي علي الانترنت لأن نشاط من هذا النوع غير مكلف علي حد تعبير زاخر ولا يجبر صاحبه علي الإفصاح عن هويته وهو الأمر الذي يضعف مصداقية هذه الحركات ويحد من جدواها. وأضاف زاخر هذه الحركات لا تعكس حراكاً في الشارع القبطي وانما تشير لوجود أزمة لدي بعض الشباب بسبب غياب الحوار مع الكنيسة من جهة وداخل الأحزاب من جهة أخري سياسية. ولفت زاخر إلي أن هذه الحركات لا تعلن عن أهداف ومطالب واضحة ومحددة، مستطرداً يكفي أن أياً من هذه الحركات لم تعقد مؤتمراً تعلن فيه عن نفسها وأهدافها من خلال أوراق فعلية مما يعكس عشوائيتها. وأضاف زاخر إن هذه الحركات ولدت وتحمل بين طياتها أسباب موتها سواء من خلال الارتماء في أحضان منظمات أجنبية أو من خلال التعتيم عن المسئول الحقيقي عنها. مما أضر بالقضية القبطية ولم يفيدها في شيء.. لذا فالحل يكمن وفق رؤية زاخر في طرح المشاكل والآراء علي الحكومة بشكل عقلاني وليس طائفياً كما يحدث الآن من خلال هذه الحركات. الناشط القبطي جمال أسعد عبد الملاك أكد أن من يطلقون علي انفسهم حركات انما هم مجموعة أفراد يستهدفون تحقيق شو إعلامي وبالتالي فلا مصداقية لهم لأنهم لا يمتون للعمل السياسي بصلة ويشدد أسعد علي ضرورة التصدي لمثل هذه الحركات بأساليب سياسية لأن الخطورة تكمن في أنهم يتحركون بشعار طائفي وعلي أرضية طائفية لاثارة المشاعر الدينية. وانتقد أسعد بعض وسائل الإعلام التي تعطيهم حجماً أكبر من حجمهم مما يضر بالقضية القبطية ويخلق مناخاً طائفياً يثير المشاعر الدينية لدي المواطنين. ونفي أسعد تعبير هذه الحركات عن جموع الأقباط مشيراً إلي أن كل مواطن قبطي يستطيع التعبير عن نفسه بعيداً عنهم مهاجماً تلويح بعض المنظمات الدولية بمساندة هذه الحركات وسعي هذه الحركات للحصول علي تمويل من جهات خارجية متنوعة. فيما شبه ثروت باسيلي عضو المجلس الملي هذه الحركات بالمرض الذي يحتاج للبحث عن أسبابه وتشخيصها بدقة تمهيداً للبحث عن علاج له رافضاً عرض هذه الحركات لمطالب الأقباط بطريقة غير هادئة لأنها تظهر مطالبهم كأنها غير مشروعة وغير قانونية.