تراجعت الدراما السورية خلال شهر رمضان فقد اختفت عن شاشات الفضائيات ولم يعد لها حضور جماهيري أمام الدراما المصرية التي زحفت بقوة نحو عرش النجاح حتي مسلسل باب الحارة الذي كان يعتبر الملحمة السورية الكبري وتذكرة التألق عبر مشوار الدراما السورية خلال ثلاثة أجزاء أقول إنه فقد بريقه في الجزء الرابع ولم يعد عامل جذب للمشاهدين كما كان وبسبب هذا الأمر اختفت الأصوات التي كانت تشيد بالدراما السورية ولم يعد لها أي مكان فأين البساط الذي كانوا يقولون إن الممثلين السوريين سيخطفونه من تحت أقدام الدراما المصرية؟ هل خطفه المصريون وطاروا به إلي عنان السماء أم أن روح التعصب كانت تعمي القلوب والأبصار عن إدراك الحقيقة التي تقول إن الدراما المصرية هي صاحبة أكبر أسطول فني في الشرق الأوسط بدءاً من النجوم والمؤلفين والمخرجين والاستديوهات كما أنها تقدم أكثر من 60 مسلسلاً كل عام بينما لا تقدم الدراما السورية إلا 10 مسلسلات سقطت جميعها في بئر التجاهل وعدم النجاح وانصرف الجمهور العربي من المحيط إلي الخليج إلي مشاهدة يسرا وليلي علوي ومنة شلبي وأحمد عز وسمية الخشاب وانتزع يحيي الفخراني ونور الشريف المكانة الأولي من بين النجوم الذين حصدوا النجاح. وإذا كانت قناة MBC قد تعمدت أن تقاطع الدراما التليفزيونية المصرية فإنها خسرت جمهوراً عريضاً انصرف عن شاشتها إلي القنوات التليفزيونية المصرية التي أصبحت رقم واحد علي قائمة المشاهدات. أما الذين يقولون إن المنافسة بين الدراما المصرية والسورية هي التي جعلت النجوم المصريين يجتهدون في تقديم أعمال فنية تصل إلي درجة النجاح فإن هذا الأمر لا يمكن أن يكون وجيهاً علي الإطلاق لأنه لا مجال للمنافسة بين أعمال فقدت روح التطور وبين الدراما التي تصدرت بثقل كبير نسب التوزيع والمشاهدة علي شاشات الفضائيات. إن الأموال الهابطة من منح الخليجيين لا تصنع فناً باقياً علي الدوام بل تسهم في إحداث ضجة زائفة سرعان ما تخمد ثورتها مثل الفوار ودخان النار أما الفن النابع من الأرض فإنه مستمر رغم تبدل الظروف وانهيار البورصات.