يمثل رمضان شهرا للعطاء حيث تقبل كل الفئات مهما كانت بساطة قدراتها المادية علي توزيع الصدقات علي المحتاجين إلا أن المفاجأة تتمثل في عدم إقبال المصريين علي التبرع بالدم في رمضان فهل يعد ذلك فشلا في إدارة الحملات أم عزوفا من المصريين عن التبرع. وعن ذلك يحدثنا علي حسين مدير العلاقات العامة ببنك الدم بالهلال الأحمر فرع باكوس بالإسكندرية موضحا أن هناك تسيداً لحالة اللامبالاة رافضين شعار الأنا مالية، فبعدما خرجت أزمة التبرع بالدم من مشكلة هايدلينا، ثم الأزمة العالمية التي خفضت من نسب التبرع، تعلل المصريون بعدم التبرع في المصايف نظرا لاجهادهم حتي أن معظم حملاتنا للتبرع علي الشواطئ فشلت، ليجيء رمضان ليضرب الرقم القياسي في فشل حملات التبرع بالدم والتي تواجهه بالرفض القاطع. يضيف: نعمد دائما لإقامة الحملات بعد صلاة التراويح ولكن نكتشف أن المصريين تحولوا لسلبيين غير مكترثين باحياء النفس أما السبب الثاني فيرجع للرسوم التي اقرتها بنوك الدم وتتراوح بين 56 جنيهاً و49 جنيهاً و311 لمرضي الفشل الكلوي الذين نتعامل معهم علي أنهم ضمن العلاج بالأجر هو ما زاد الأمر سوءا لأنها أرست معتقداً خاطئاً وهو بيع الدم وبالتالي أدي بنا للتعرض للسخرية وعدم التصديق بل وعدم الثقة في القائمين بالحملة. بينما يعلق د. محمد محمود أبوالجاد منسق برنامج التبرع بالدم في جمعية مصر شريان العطاء أنه تقل الفترة الزمنية المتاحة في رمضان للتبرع لأنها مرتبطة ببعد الإفطار ولكن تواجهنا مشكلة خوف المتبرعين علي سلامتهم وعدم الوعي بثقافة التبرع وأهميته، فضلا عن تقليدية الحملات فهناك بعض الجهات التي تهتم بمنح المتبرعين هدايا، أو نقود وهي وسائل تعضيدية وتجذب أسوأ الفئات للتبرع، كذلك تغير حملات الشوارع التي تطبق في دول العالم في الظروف الطارئة فقط نظرا لما يشوبها من تلوث وعدم استهداف فئة سليمة ولكننا نواجهه في مصر بمشاكل انتشار الجهل الصحي وعدم وجود قطاع محدد وكبير من المتبرعين بالدم ولتجنب مشكلة قلة التبرع بالدم بشكل عام وفي رمضان بشكل خاص تقوم الجمعية بالتمركز أمام المساجد الكبري بعد صلاة التراويح كمسجد النور، الصديق، والأرقم والأهم علي الاطلاق جامع عمرو بن العاص خاصة في العشر الأواخر من رمضان وليلة القدر لتعويض الخسارة التي المت بنا طوال الشهر، كذلك تعميم حملة أول خميس من الشهر بالتعاون مع بعض الجمعيات الخيرية، ونبدأ في تفعيل مبادرة سفير العطاء الموجهة للشركات والهيئات العامة. وفي النهاية أكد علي حسين أن هناك أطفالاً في احتياج قطرة دم واحدة لاحيائهم فمريض الفشل الكلوي مثلا يحتاج للتبرع كل 51 يوماً ويصل عددهم للآلاف فهل هناك أمل لتتحول لصائمين متطوعين مقدرين لمعني الصوم احتياج اخواننا المرضي بدلا من السلبية والانامالية المغلفة بالصوم.