في أول انكسار سوري أعلنت وزارة الخارجية الأردنية أن الحكومة السورية قدمت أمس اعتذاراً عن الاعتداء الذي تعرضت له سفارة المملكة في دمشق أمس الأول وإنزال العلم الأردني من عليها. وقال محمد الكايد - الناطق الإعلامي باسم الوزارة -: إن الحكومة السورية قدمت اعتذارها عن الاعتداء الذي تعرضت له السفارة في دمشق، وأن الاعتذار السوري جاء أثناء اجتماع نائب وزير الخارجية السوري فيصل مقداد مع السفراء العرب في دمشق أمس الأول. ودعا العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني الرئيس السوري بشار الأسد إلي التنحي من أجل مصلحة بلاده، وذلك في مقابلة بثتها ال«بي بي سي». وقال الملك: أعتقد أنني لو كنت مكانه لتنحيت.. وكنت سأتنحي وأعمل علي ضمان أن تكون لدي أي شخص يأتي من بعدي القدرة علي تغيير الوضع الراهن الذي نراه. فيما أدان حزب جبهة العمل الإسلامي - الذراع السياسية للإخوان المسلمين في الأردن - أمس الأول الاعتداء السافر علي السفارة الأردنية في دمشق، والسفارات العربية والإسلامية والدولية، ودعا الحكومة الأردنية إلي سحب سفيرها من دمشق، معتبراً أن النظام السوري فقد عقله وبات يعد ساعاته الأخيرة. فيما أعلنت سوريا مقاطعة اجتماع وزاري عربي يبحث أزمتها بالمغرب أمس، في وقت رفض فيه مجلس التعاون الخليجي دعوة لقمة عربية طارئة، فيما كشفت مصادر مطلعة ل«روزاليوسف» أن دول مجلس التعاون الخليجي هي التي رفضت طلب وليد المعلم وزير خارجية سوريا لحضور اجتماع اللجنة الوزارية العربية المعنية بالأزمة السورية، واجتماع وزراء الخارجية، وكشفت مصادر أن وزير خارجية الجزائر ومصر أرسلا خطاباً موقعاً منهما إلي الأمين العام مطالبين بالسماح للمعلم بحضور اجتماع وزراء الخارجية إلا أن دول الخليج رفضت هذا الطلب ورفضت حضور ومشاركة سوريا في اجتماعات الجامعة، يشار في هذا إلي أن العقوبات التي فرضت علي سوريا من قبل وزراء الخارجية العربية في اجتماعهم الأخير بدأ تنفيذها أمس وسط لقاءات إيرانية - روسية بمعارضين، وتهديدات تركية بعقوبات علي نظام الرئيس بشار الأسد الذي يستعد لاستقبال وفد عربي يزور البلاد لرصد الأوضاع. وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» إن سوريا قررت عدم المشاركة في اجتماع يبحث اليوم الأزمة بالرباط علي هامش مؤتمر عربي - تركي يبحث في جزء منه الموضوع السوري أيضاً. وجاء القرار بعد إعلان مجلس التعاون الخليجي رفضه دعوة سوريا لقمة عربية طارئة، بحجة أن مجلس الجامعة العربية في حالة انعقاد وسيجتمع في الرباط للموضوع ذاته، مؤكداً تأييده والتزامه بقرارات هذه الهيئة بشأن سوريا، وفي مقدمتها المبادرة وخطة العمل العربيتان وقرار تعليق عضوية دمشق. وقد أبدت سوريا - بعد تعليق عضويتها - استعدادها لاستقبال وفد عربي كبير يضم خبراء عسكريين ومدنيين وإعلاميين لمعاينة الأوضاع. واتفق الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي ومنظمات عربية معنية بحقوق الإنسان وحماية وإغاثة المدنيين علي إرسال وفد مكون من 500 من ممثلي المنظمات العربية ووسائل الإعلام والعسكريين إلي سوريا في موعد يحدده - حسب مصدر مسئول في الجامعة - اجتماع الرباط اليوم. فيما هددت تركيا بفرض عقوبات علي نظام الأسد إن لم يوقف حملاته الأمنية، وأمل وزير خارجيتها أحمد داود أوغلو ألا تؤثر علي الشعب السوري. وهدد وزير الطاقة التركي بالتراجع عن تزويد سوريا بالكهرباء، وأعلن فعلاً وقف أنشطة التنقيب المشتركة عن النفط السوري. واعتبرت واشنطن التحرك التركي دليلاً علي عزلة متزايدة تحيط بنظام الأسد. من جهة أخري التقي ممثلون عن الجامعة العربية أمس في القاهرة معارضين سوريين وطلبوا منهم تقديم رؤاهم حول المرحلة الانتقالية، وهو ما سيبحثه مؤتمر تنظمه الجامعة لاحقاً، كما قال المعارض عبدالباسط سيدا. وفي موسكو التقي مسئولون روس ممثلين عن المجلس الوطني السوري، وحثوهم علي محاورة النظام السوري، وهو ما ردت عليه الهيئة المعارضة بدعوة موسكو للانضمام إلي دعوات دولية وجهت إلي الأسد ليتنحي. كما تحدثت صحيفة «ديلي تلغراف» البريطانية عن لقاءات مسئولين إيرانيين بمعارضين بينهم هيثم مناع من هيئة التنسيق الوطني للتغيير الديمقراطي التي تعارض بشدة التدخل الأجنبي. واعتبرت الصحيفة اللقاء مؤشراً دراماتيكياً علي العزلة المتزايدة لنظام الأسد، وقالت: إن مسئولين إيرانيين فتحوا قناة اتصال قبل شهر مع هيئة التنسيق التي تبدو أكثر قبولاً لديهم من المجلس الوطني المطالب بحماية دولية للمدنيين. هذا وقد أطلقت السلطات السورية أمس الأول سراح 1180 موقوفاً تم اعتقالهم علي خلفية الأحداث التي تشهدها البلاد ممن لم تتلطخ أيديهم بالدماء، وحسب ما أفادت بذلك وكالة الأنباء الرسمية «سانا»، بالإضافة إلي إطلاق سراح المعارض كمال اللبواني المحكوم عليه ب15 سنة سجناً بتهمة إهانة الرئيس بشار الأسد وتحريض دولة أجنبية علي غزو سوريا. هذا وقد طالب نواب كويتيون من حكومة بلادهم بالاعتراف بالمجلس الوطني السوري ممثلاً للشعب السوري، ووقع ثلاثة وثلاثون نائباً من أعضاء مجلس الأمة الكويتي بياناً - هو الثاني لأعضاء المجلس بشأن الأزمة السورية - طالبوا فيه الحكومة الكويتية بالاعتراف بالمجلس الوطني السوري. وفي موسكو اجتمع وفد من المجلس الوطني السوري المعارض مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ودعاه إلي الضغط علي الأسد للتنحي عن السلطة. وقال غليون وفقاً لما نقلته عنه وكالة «انترفاكس» الروسية الرسمية: لم نطلب بتدخل عسكري، بل بنشر عناصر من القبعات الزرقاء التابعة للأمم المتحدة في إشارة إلي قوات حفظ السلام التي ترتدي عادة القبعات الزرقاء. فيما أفاد ناشطون أمس بأن قوات من الجيش الحر المنشق عن الجيش النظامي السوري قام فجر أمس باستهداف مقر للمخابرات الجوية في ريف دمشق. وذكر اتحاد تنسيقات الثورة السورية علي الإنترنت أن الجيش الحر يقوم بضرب مقر فرع المخابرات الجوية الذي يقع علي مدخل دمشق بصواريخ وبقذائف «آر بي جي»، مشيرين إلي أن الدخان يتصاعد منه، وأنه تمت مهاجمة الفرع من ثلاث جهات.