ردًا علي قرار الجامعة العربية بتعليق عضوية سوريا بها قامت حشود كبيرة مسلحة بالعصي والسكاكين بالهجوم علي السفارتين السعودية والقطرية في دمشق والقنصليتين الفرنسية والتركية في مدينة اللاذقية. وأكدت وكالات الأنباء عن مصادر محلية أن مئات الرجال اعتدوا علي حارس مبني السفارة السعودية في حي أبورمانة وكانوا يهتفون بالروح بالدم نفديك يا بشار. فيما أكدت وزارة الخارجية السعودية في بيان لها أن متظاهرين اقتحموا مبني سفارتها في دمشق وقاموا برشقه بالحجارة ولم تقم قوات الأمن السورية بالإجراءات الكفيلة بمنعهم وأنهم عبثوا بمحتويات السفارة والبقاء لفترة بها. وشدد البيان الذي نشرته وكالة الأنباء السعودية علي استنكار حكومة المملكة العربية السعودية لهذا الحادث وتحميل السلطات السورية المسئولية عن أمن وحماية جميع مصالحها في سوريا بموجب الاتفاقيات والمعاهدات الدولية، وفي نفس الإطار هاجم متظاهرون القنصليتين الفرنسية والتركية في اللاذقية وتظاهر آخرون أمام السفارة القطرية رافعين الأعلام السورية وصورًا لبشار الأسد. وعقب صدور القرار بدأ الحديث عن تحركات دولية في مجلس الأمن والجمعية العمومية للأمم المتحدة للتحرك بالتنسيق مع دول عربية، ومن المتوقع البدء في هذه التحركات اليوم لبحث مشروع قرار يدين انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا والنظر في كيفية إعادة البحث في الشأن السوري في مجلس الأمن. ميدانيا قال ناشطون سوريون: إن 24 شخصًا علي الأقل قتلوا أمس الأول في سوريا معظمهم في حمص، بينما يستمر الجيش مدعومًا بقوي الأمن ومن يوصفون بالشبيحة شن عملياته العسكرية. وأفاد الناشطون بأن 13 شخصًا قتلوا في حمص و11 آخرين في محافظات إدلب ودرعا وريف دمشق واللاذقية. وأفاد ناشطون معارضون عن قصف عنيف وإطلاق نار كثيف أدي إلي وقوع إصابات في منطقة قلعة المضيق في حماة. كما سجل قصف عنيف استهدف حي بابا عمرو في حمص إثر وقوع انشقاق في الجيش. وتعرض متظاهرون لإطلاق نار كثيف في مدينة خان شيخون بمحافظة إدلب. وفي إطار ردود الأفعال أكدت الجزائر علي أنها لن تسحب سفيرها من دمشق كما أوصت الجامعة العربية. وأكد عمار بلاني المتحدث باسم وزارة الخارجية الجزائرية أن إقرار الجامعة يبقي قرارًا سياديا لكل دولة وأن الجزائر لن تلتزم به لأنها سيدة قراراتها. فيما دعا برهان غليون رئيس المجلس الوطني السوري الشعب السوري إلي تصعيد الثورة لتعجيل الإطاحة بالأسد وقال غليون ل«الجزيرة» أن وزراء خارجية أوروبيين أبلغوه بنية بلدانهم سحب سفرائهم من دمشق لإجبار النظام علي وقف أعمال القتل. متوقعًا زيادة الحصار علي النظام داخليا وخارجيا تمهيدًا لإسقاطه نهائيا. ووصف جبر الشوفي عضو المجلس الوطني السوري قرار الجامعة العربية بتعليق عضوية سوريا بها بالإيجابي والخطوة الأولية علي الطريق الصحيح من أجل الشعب السوري وثورته ولكنه في الوقت نفسه ليس نهاية المطاف بالنسبة للثورة ومطالب الشعب. معتبرًا أنه ميز بين الضحية الجلاد وشكل دعمًا حقيقيا للثورة ومشددًا علي أن مطالب المجلس الوطني مستمرة ولن يتم التراجع عنها وعلي رأسها تجميد عضوية النظام وسحب السفراء من دمشق وطرد سفراء النظام بالإضافة إلي تحويل ملف الانتهاكات السورية إلي مجلس الأمن علي أن تكون الجامعة بوابة المعارضة لذلك مع تحويل جرائم النظام إلي المحكمة الجنائية الدولية، كاشفًا عن لقاءات بين أعضاء المجلس الوطني وأعضاء في هيئة التنسيق الوطنية لاحتوا جميع الأطراف تحت مظلة المجلس الوطني. فيما أكد مأمون الحمص عضو مجلس الشعب السوري السابق علي إيجابية قرار الجامعة في كشف الوجه القبيح للنظام السوري بعد تطاول مندوبه في الجامعة العربية علي الدول العربية الداعمة للقرار وقيام شبيحة الأسد بالاعتداء علي السفارات العربية في دمشق معتبرًا أن سقف طموح المعارضة هو تجميد العضوية ووقف هذا الإرهاب ضد الشعب. مناشدًا الدول العربية بتسليح الجيش السوري الحر وذلك لإيقاف نزيف الدماء اليومي الذي يقوم به نظام الأسد، ومشددًا علي أن حزب الله والحكومة اللبنانية تتلقي الأوامر من إيران الداعمة للموقف السوري واصفًا الموقف العراقي بغير الواضح. ورحب د.باسل الكويفي المعارض السوري بالقاهرة بالقرار واعتبره خطوة علي الطريق الصحيح لدعم الشعب السوري وثورته ويمثل تسونامي ضد نظام الأسد الذي أوشك علي الانهيار وأن الجامعة العربية، بذلك القرار أعطت شرعية للمعارضة وأصبحت لها وجود رسمي وفعلي داخل الجامعة العربية. وفي سياق متصل دعا قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي ضبط الحدود بين لبنان وسوريا ومنع أعمال التهريب والتسلل بين البلدين. فيما كشفت مصادر مطلعة ل«روزاليوسف» عن حضور سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي اجتماعات اللجنة الوزارية العربية الذي عقد بمقر حمد بن جاسم وزير الخارجية القطري الجمعة علي الرغم من أن السعودية ليست عضوًا في اللجنة.