إذا كان المجلس العسكري قد تعامل مع أحداث الأحد الدامي، بعصبية شديدة، بدت حتي علي جنرالاته في المؤتمر الصحفي، لدرجة أن بعض أفراد الشرطة العسكرية قاموا بحملة مداهمات مروعة لقناة الحرة، حيث اقتحموا استديو الهواء، وسحبوا أجزاء السلاح علي المذيع، الذي قطع الخلف من يومها، مع أنهم جابوله طاسة الخضة، واقتحام قناة 25 يناير، والمذيعة عمالة تصوت.. أنا حامل يا جماعة، لدرجة أنني اعتقدت أن الست بتولد، ومزنوقة في داية بسرعة، ومهاجمة بعض المحلات العامة بوسط البلد، في مشهد لم تشهده القاهرة، حتي أيام شيخ المنسر الكبير، وحتي هذه اللحظة، لم يعتذر جنرالات المجلس العسكري، مما وضعهم في لحظة فارقة والتصادم بالمواطنين، فإن تليفزيون أنا والفلول وهواك.. عايشين لبعضنا.. يا ريسنا يا بتاع المانجة، مكتوب عليه دائماً.. أن يلعب دور الغازية التي تكشف لحمها المسموم لمولانا السلطان، من أيام الراجل موافي البلطجي بتاع فضايح تجنيد النسوان، وعندما قررت الست أم جمال، أن تفقع الحاج أبو جمال روسية ترقده، من أجل أن يصعد فتاها المدلل إلي الحكم، اختارت أكبر رقاص في مصر الأسطي أنس الفقي، وزيراً للإعلام، ليهشتك جمال ويركبه المراجيح، ويقدم وصلات رائعة من الرقص الشرقي والاستربتيز لسيادتها، وهو يغني لها بالصاجات.. علي حزب سوزان.. ما تودي سوزان.. ما تودي.. وياها أنا ماشي.. ماشي ولا بيدي، ثم لعب دور الجمل المكسح في الموقعة الشهيرة، ليحصل الحاج أبو جمال في طرة، ويمسك إذاعة السجن. وعندما قامت الثورة.. ووقف العيال يهتفون «ذهب الحمار يام جيمي.. فلا رجعت ولا رجع الحمار» تم إلغاء وزارة الإعلام بناء علي رغبة الثوار، واستراحت الناس من الكذب والنفاق والفجاجة، ولكنهم فجأة.. اكتشفوا أن التليفزيون من غير وزير.. زي الغطا من غير زير، وعمال ينهق ويرفس، والعيال تركبه ببلاش وتبرطع بيه علي الكورنيش، لأنه ما تعودش يمشي لوحده، من غير واحد يركبه، فقالك نجيب واحد يعرف يمسك اللجام، ويسحبه من رقبته بعيداً عن الشفخانة، عنها.. واستوزر أسامة هيكل فجأة.. زي كل حاجة بتحصل عندنا، وانضم إلي معية شيخ المشايخ والدراويش الأكبر عصام شرف اللي كل ما يقابل مشكلة ينهار وعينه تدمع ولا الولايا اللي واقفة قدام محكمة زنانيري وطبعاً.. وزير في حكومة فاشلة عاجزة عمياء، لم يجد أمامه غير التحصن في مكتبه خوفاً من أي طوبة تيجي في نافوخه لحد ما يمسك حاجة عدلة بعد كده.. وعندما بدأت أحداث ماسبيرو المروعة، خرج علينا من مخبئة ولا خرجة أسامة بن لادن، وأخذ يغني بصوت جهوري.. وأنا بحب العسكري.. أصل أنا راجل مفتري وماتعرفش يا أخي جاب الافترا ده كله منين؟! جايز خد الجنرالية من ورانا، أو بيرقع مانجة زي الراجل اللي بيلعب في مناخيره؟! ولا جاله هاتف في المنام، وقاله قوم يا أسامة.. العيال الصيع عاوزين ياخدوك مقلب حرامية، فدب صوابعك في عنيهم، قبل ما يدبوا سكينة في نافوخك. عنها.. وقام هيكل قومة أبومصعب الزرقاوي، وارتدي عمامة الامامة.. وقالك.. حي علي الجهاد يا مؤمنين، واللي يقابل فيكم مسيحي يغزه في كرشه دفاعاً عن الجيش الذي يقتلونه غدراً، ودفاعاً عن الدقون الطويلة المبروكة، اللي عاوزين ينتفوها الكفرة، عشان يبقي منظر المسلمين مسخرة، وهاجت الدنيا فعلاً ونزلت الناس للشوارع لتدافع عن القوات المسلحة ضد المسيحيين، حسب فتوي مولانا أسامة هيكل، الذي ردد خلفه الآلاف.. مالي أري رؤوساً مسيحية قد أينعت، وحان قطافها، وإني لقاطفها بإذن الله، وبعد أن غرقت الشوارع في الدماء، خلف علينا مرة أخري مرتدياًً مسوح الرهبان، لينفي أن يكون التليفزيون قد قام بالتحريض ضد المسيحيين مع أن مذيعيه ومعديه تبرأوا علناً، من تلك الفضيحة الكارثية، لكن الرجل لا يريد أن يعترف، لأنه لا يدافع عن مصالح الوطن، بقدر ما يدافع عن بقائه مستوزراً، أو ما يستجد من صعود إلي أعلي، والله الموفق، ولم يتوقف العبث والهزل عند هذا الحد، بل إنه أخذ يصرخ علي طريقة سلامتها أم حسن.. من العين ومن الحسد، أنه لا يقبل التحريض ضد التليفزيون المصري، طب بذمتك يا شيخ.. ده تليفزيون حد يحرض عليه؟! الناس يا مولانا بتحرض علي حاجة لسة فيها الروح، مش بهيمة فطسانة، ومنك لله يا شيخ علي الخراب اللي اتسببت فيه، ولذلك.. فلم يعد اعتذارك كافياً، وطالما أنت ماسك في الوزارة بإديك وسنانك، ومش عاوز تستقيل زي الراجل المحترم حازم الببلاوي، فنحن نطالب الآن بمحاكمتك طبقاً لقانون الطوارئ الذي تم تفعيله، والذي يعاقب كل من أذاع أو نشر أخباراً كاذبة أو إشاعات من شأنها تكدير الأمن العام، وإحداث البلبلة والفتنة، ومحاكمة الشيخ عصام شرف، اللي خربها وقاعد يلطم علي تلها، ونشوف فيكم يوم يا بعدا.