كان لمجيء الرئيس الراحل " محمد أنور السادات " إلي "روما إيطاليا" في رحلة إلي اوروبا الغربية خلال شهر إبريل عام 1976 حاملا دعوة للعقول المصرية في الخارج، عقب انتصارنا في أكتوبر 1973 تدعوهم للعودة إلي مصر للمشاركة في بناء الدولة الحديثة كان الرئيس الراحل، يلتقي طلاب البعثات في دول اوروبا ضمن برامج زيارته متحدثاً إليهم، وموجها تلك الدعوة متوجاً حديثه بما يعانيه (كرئيس للدولة) بأنه ورث جبالاً من الحقد في مصر، وأنه يسعي لجذب العقول المصرية من الخارج، للمعاونة في إجلاء صورة مصر المعاصرة أمام العالم . كان لوقع هذه الزيارة والاجتماع الذي تم مع الطلبة المصريين في إيطاليا وذلك في قصر "الكورينالي بروما" وكنت ضمن هؤلاء المبعوثين المصريين بل كنت أحد زعماء الطلبة في ذلك الحين،، حيث كانت إدارة البعثة التعليمية مسئولية الأستاذ الدكتور "جلال ثروت" عميد حقوق الإسكندرية فيما بعد، وكان زملائي المبعوثين من أعضاء هيئات التدريس بكليات الفنون الجميلة بالقاهرةوالإسكندرية والتربية الفنية أيضاً، مع بعض (المبعوثين من كليات الحقوق في (باري) وأيضاً من الإعلام والسينما في ( شينا شيتاه) وتحدثت ُ مع الرئيس السادات (رحمه الله) نيابة عن زملائي، بأننا نعيش في أوروبا، نتعلم، ونحمل أيضاً هموم وطننا معنا، وتحدثنا عن الآمال العريضة التي ننتظرها في مصر، بعد أناإستطاعت القوات المسلحة المصرية أن تعيد لكل مصري وكل عربي كرامته سواء داخل الوطن أو خارجه! وكانت شكوانا أننا نمتلك أكبر مركز ثقافي في روما تمتلكه مصر، وكانت تقع تحت سيطرة أحد الموظفين الكبار المرحوم (صلاح كامل) والذي جعل من الأكاديمية (عزبة خاصة) يستقبل فيها من يري أن له باع في مصر من صحفيين أو إعلاميين أو أصحاب الوساطات من البلاد. أما الطلاب والمبعوثون فممنوع عليهم الاقتراب من مبني الأكاديمية واستخدام معاملها أو الورش الملحقة بها أو حتي المسرح المقام وقاعات العرض، فكلها شبه مغلقة، ولا تفتح إلا في المناسبات. كما ذكرت الرئيس السادات، بأن هذه الأكاديمية تم بناؤها في أواخر الستينيات وتم افتتاحها أكثر من مرة، ولكن دون جدوي من وجودها حيث لا يستفيد منها أحد! كان الحديث مفعماً بالوطنية، وبالحب للبلد وكان الحديث أمام الرئيس وكذلك الوزراء المصاحبون له وأذكر السيد "إسماعيل فهمي" الله يرحمه وزير الخارجية، وفي وجود السفير المصري بروما وكذلك المرحوم ( صلاح كامل ) المسيطر علي أكاديمية مصر في روما! أي أن الحديث بالمكاشفة تماماً، وكان المسئول عن الطلاب في الخارج "السيد محمد توفيق عويضة" رحمه الله وكان أيضاً ضمن صحبة الرئيس! وانفعل المبعوثون بحديثي أمام الرئيس وكان التصفيق والتأييد للمطالب المغلفة بخطابي إلي رأس الدولة القادم إلينا في أوروبا داع للعودة إلي مصر، خير دليل علي أن هناك مطلبًا عادلاً وحقًا مسلوبًا من المصريين وواجبًا إعادته، وقد كان، حيث بمهارة شديدة أخذ الرئيس الراحل الكلمة، وقال لوعِلمتْ بذلك وأنا في القاهرة كنت َ(مجرد كلمة) وجرة قلم أنهيت مشكلة الأكاديمية المصرية في روما، فهي لكم، وأنتم المسئولو عنها من اليوم وعن إدارة هذا المنبر الثقافي في إيطاليا، وقوبلت التصريحات من الرئيس بفرحة عارمة، حيث اعتقدنا أننا حققنا أكبر انتصار!. وفي وداع الرئيس بمطار"شامبينو"العسكري، جاء موقعي في طابور المودعين قريباً من المرحوم "صلاح كامل" وحينما سلم الرئيس "السادات" عليه سمعته ومعي آخرين قريبين من المشهد، وهو يقول له " ولايهمك شيء ياصلاح من العيال دول"! وكانت الصدمة الكبري! وأول درس في السياسة تعلمته في روما 1976!