خلال تشريفه لجلسة تحديات ظاهرة الإرهاب التى عقدت بمنتدى شباب العالم فى نسخته الثالثة، وجه الرئيس عبد الفتاح السيسى تحذيرًا للعالم من خطورة استخدام الجماعات الإرهابية لمنصات التواصل الاجتماعى فى نشر أفكارها المتطرفة، وتحدث بوضوح عن استخدام أجهزة استخبارات لتلك التنظيمات لتحقيق مصالحها وهو ما يهدد الأمن والسلم الدوليين . ثم جاءت توصية المنتدى بدعوة الأممالمتحدة لتبنى بروتوكول دولى لمكافحة خطاب الكراهية والتطرف والتنمر عبر التواصل الاجتماعى، لتؤكد على استشعار شباب العالم بالخطر من استغلال التنظيمات الإرهابية لتلك المنصات، وصمت العالم حيال الجريمة اليومية التى ترتكبها الدولة التركية بسماحها لقنوات تابعة لتنظيم إرهابى من البث الفضائى لمواد تحرض على العنف والكراهية وتستخدم التنمر فى مفردات خطابها التحريضى، وهى قنوات لا تخضع لأى معايير مهنية أو لأى قوانين وتحولت إلى منصات تستهدف تدمير الدولة المصرية وأى دولة على خلاف مع تركيا، بل وتبرر استخدام الآلة العسكرية التركية واحتلال أراضى الغير وسرقة ثرواته الطبيعية كما حدث ويحدث فى ليبيا. التوصية تحمل فى طياتها تحديدًا لمخالفات تقوم بها الشركات المسئولة عن وسائل التواصل الاجتماعى والدولة التركية لتشريعات ومواثيق دولية، وهى دعوة للمفوضية السامية لحقوق الإنسان للتحقيق فيما يجرى على هذه المنصات وإدانة ما تقوم به الدولة التركية والتى تخالف يوميًا المادة 5 من إعلان مبادئ التسامح والذى اعتمده المؤتمر العام لليونسكو عن التسامح ومناهضة العنف فى دورته الثامنة والعشرين، نوفمبر 1995 والتى تنص على عمل الدول على تعزيز التسامح واللاعنف عن طريق برامج ومؤسسات تعنى بمجالات التربية والعلم والثقافة والاتصال. هذه المنصات تتضمن تحريضًا مباشرًا على قتل حكام وتمارس التنمر الفج ضد عائلاتهم، وتهين رموز الدين المسيحى وهو ما يتعارض مع إعلان الأممالمتحدة للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصرى الصادر فى 20 نوفمبر 1963 والذى يؤكد على ضرورة القضاء السريع على التمييز العنصرى فى جميع أنحاء العالم، بكافة أشكاله ومظاهره، وضرورة تأمين فهم كرامة الشخص الإنسانى واحترامها. بخلاف التجريم القانونى لهذه الممارسات التى تنتهجها أجهزة دعاية جماعة الإخوان الإرهابية منذ زمن بعيد، إلا أن استمرارها على هذا النحو يحمل تهديدًا صريحًا وواضحًا لمنظومة حقوق الإنسان التى تحمى الإنسان من الاستخدامات الضارة لحرية الرأى والتعبير والتى أوردها مجلس حقوق الإنسان بالأممالمتحدة «UNHRC» تحت عنوان الحدود »المسموح بها» المتعلقة بحرية التعبير وهى أن تحمى الدول الأعضاء فى الأممالمتحدة الناس من التصريحات غير الدقيقة والمسيئة وتحمى الخصوصية فى ظل ظروف معينة وتتيح للدولة حماية أمنها وتمنع صحافة »الكراهية»، خصوصا التى تشجع على العنصرية أو الكراهية العرقية أو الدينية كما تمنع الدعاية للحرب . كما تتعارض تلك الممارسات مع دليل منظمة اليونسكو لضبط البث الإعلامى، والذى حذر من استخدام الإعلام فى التحريض والحض على الكراهية وهو ما يعنى تجريم المحاولات التى تقوم بها تلك الجماعة عبر المنصات الإلكترونية والقنوات لدفع الشباب لقتال أجهزة الدولة وهو الأمر المجرم وفقًا لنصوص القانون الدولى حيث نصت المادة 20 من العهد الدولى الخاص بالحقوق المدنية والسياسية على حظر أي دعاية للحرب وأي دعوة إلى الكراهية القومية أو العنصرية أو الدينية تشكل تحريضًا على التمييز أو العداوة أو العنف وأيضًا نص قرار مجلس الأمن رقم 1624 والذى نص على قيام الأممالمتحدة وكافة الدول باتخاذ جميع التدابير الضرورية والمناسبة، وفقًا للقانون الدولي، على الصعيدين الوطنى والدولي، لحماية الحق فى الحياة وتجريم عمليات التحريض على العنف والدعوة لممارسة الإرهاب . شباب العالم يخاطب ضمير تلك المؤسسات، تحركوا ضد تلك الجرائم واعملوا على وقفها ..قبل فوات الأوان.