يعتبر صعيد مصر هو محطة انطلاق للفكر الوسطى من خلال الميول الصوفية التى يمتاز بها أهالى الصعيد، ومنها خرجت الساحات الصوفية الكبرى، وابرزها ساحة الطيب والساحة الرضوانية اللتان تعدان أبرز ساحتين فى الصعيد حيث تمثل تلك الساحات مراكز تنويرية تحارب الفكر المتطرف. تقع الساحة الرضوانية فى قرية البغدادى التابعة لمركز البياضية بجنوب الأقصر تعتبر الساحة الأشهر فى صعيد مصر التى يرتادها المسئولون ورجال الأعمال والفقراء، وترى الكثير منهم يتزاحمون لخدمة محبى ومريدى وزائرى الساحة. وتقول الرواية الشعبية أن جد الشيخ أحمد رضوان استقر فى هذه المنطقة الصحراوية من صعيد مصر بأمر من رسول الإسلام, حيث شاهده فى رؤيا منامية يأمره بالسفر من نجع العرب. الشيخ زين العابدين احمد رضوان شيخ الطريقة الرضوانية يؤكد أن الساحة لا تفرق بين مسلم ومسيحى مؤكدا ان رسائل الساحة تضع نصب اعينها دائما مصلحة الوطن، حيث إن الوطن لابد وان يكون مقدما على كل شىء، وان المحبة لابد وأن تكون هى أساس التعامل بين أبناء الوطن. وتعد ساحة الطيب نموذجا للتكافل الاجتماعى ونشر الفهم الصحيح للدين، وسميت ساحة «الطيب» بهذا الاسم نسبة إلى الشيخ الجليل الذى أسسها، وهو الشيخ الطيب الحسانى جد الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الذى تعلم فى الأزهر لقرابة أربعة عشر عاما وعمل بالزراعة و ورفض العمل بالوظائف الحكومية كى يتفرغ لزراعة أرضه وعلمه وخدمة الناس، حيث أنه وهب نفسه لخدمة الناس والعمل على حل مشكلات أهل الصعيد من خلال المجالس العرفية التى تشتهر بها ساحته والتى يقصدها أصحاب الحوائج. وتقع ساحة الطيب فى مركز القرنة غرب محافظة الأقصر، وعلى مساحة 5قراريط تقريبا أقيمت ساحة الطيب، إحدى أهم الساحات وأقدمها بمحافظة الأقصر، حيث يتبعون الطريقة الخلوتية إحدى الطرق الصوفية، ويظهر أصحاب الطريقة بكثرة يوم الجمعة والسبت، حيث يحين لهم لقاء شيخ الأزهر الإمام أحمد الطيب حيث يأتي لساحته نهاية كل شهر كما ذكر أبناء الساحة. الشيخ محمد الطيب إمام الطريقة الخلوتية الشقيق الأكبر لشيخ الأزهر يقول: «لا نبغى سوى مرضاة الله سبحانه وتعالى ومنهجنا هو العلم وصحيح الدين والسعى لإقامة الحق والعدل». وتأخذ ساحة الطيب مكانا متقدما بين الساحات الصوفية المنتشرة فى صعيد مصر؛ حيث ظلت الساحة مركزا لنشر الدعوة الإسلامية ودروس العلم.