تعود ساحة الشيخ الطيب بالأقصر الى احمد محمد احمد الطيب الحسانى ، جد الدكتور احمد الطيب شيخ الازهر، وهى من أكبر الساحات علي مستوي الأقصر حيث تقع بالبر الغربي للمحافظة ويتردد عليها المئات من الفقراء والمحتاجين يوميا طلبا لقضاء حوائجهم وحل مشاكلهم بالطرق الودية. وبدأت قصة تسمية الساحة حين كان هناك رجل فى منطقة روض العديسات بالأقصر يدعى احمد الطيب عاصر الشيخ أبوسلطان الذى حارب الفرنسيين واستطاع إجبارهم على الخروج من الأقصر. وساحة الشيخ الطيب يعتبرها أبناء الصعيد “,”محكمة فورية“,”، فيها تحل كل المشاكل والخلافات بين أبناء الوطن، ويلجأ إليها الأجانب في حل نزاعاتهم مع العاملين بالسياحة. وللساحة أيضا دور اجتماعي من خلال جمعية المجتمع التي ترعي الأيتام وتساعد غير القادرات علي نفقات الزواج . ودور الساحة ليس مقصورا علي المسلمين بل الأقباط الذين دائما ما يقصدون الساحة طلبا للحصول علي حقهم ، وكذلك الأجانب المقيمون في الأقصر . وتتكون الساحة من مجموعة أبنيه شيدت بأرقى فنون العمارة الحديثة فبها مسجد مكيف الهواء ، ودار لتحفيظ القرأن الكريم ،و مشغل للفتيات ، وجمعية كفالة يتيم ، وجمعيه خيريه لتقديم المساعدات ، ومركز معلومات ، ومستوصف طبي مجاني ، وقاعة كبار زوار مكيفة الهواء ، وثلاثة استراحات مكيفه للأجانب الدارسين للشئون الاسلامية كما تضم الساحة مطعما يقدم الطعام لوجه الله ، وساحة سيدات مكتملة المرافق ، ومصلى سيدات ، وحدائق للأطفال . ويفد الى الساحة الزوار من جميع أنحاء مصر خاصة الصعيد كما يفد اليها الكثير من ابناء العالم الاسلامي، بغية التقرب الي الله حيث تقام جلسات الذكر علي الطريقة الخلوتية وهي إحدي الطرق الصوفية التي ينتمي اليها آل الطيب، وتبدأ بقراءة أوراد من القرآن في جماعات من بعد صلاة الظهر حتي ما قبل بزوغ فجر اليوم التالي. وتستقبل الساحة ضيوفها طوال أيام الأسبوع إلا أن عدد الزوار يصل يومي الخميس والجمعة إلي قرابة العشرين ألف ويشرف عليها في غياب الدكتور الطيب أخوه الشيخ محمد ونجله محمود (مهندس معماري) وابن أخيه اسلام. وساهمت الساحة في الحد من انتشار الثأر ما حقن دماء المسلمين من اهل الصعيد. ورغم إقامة الدكتور أحمد الطيب شيخ الازهر فى القاهرة إلا أنه يعود الى الاقصر ، حيث يعيش اولاده وزوجته في منطقة القرنة ، كل 21 يوما على الأكثر ويفد إلى الساحة كل شهر فى مهمة خاصة يحرص عليها منذ عقود مضت، لحل مشاكل الناس. وعادة ما يشارك شيخ الازهر شقيقه محمد الطيب شيخ الطريقة الخلوتية فى ترأس مجالس المصالحات أو ما يسمى بالمحاكم العرفية . ومعظم افراد آل الطيب يؤمنون أن الكرامة هي التي تؤثر في الناس، فجدهم أحمد الطيب كان يحكم بالشريعة وأكبر كرامة تركها لهم جدهم هي فكرة إنشاء الساحات، فالساحة عندهم مكان لحل مشاكل الناس وقضاء حوائجهم وليست تجمع للدراويش وممارسة طقوس تخالف العقل والمنطق . و تلقي الدكتور الطيب خبر تعيينه شيخا للأزهر وهو في الساحة التي تصل مساحتها إلي بضعة أفدنة. وأسس هذه الساحة فضيلة الشيخ الطيب الذي تعلم في الأزهر لقرابة أربعة عشر عاما، وكان يعمل بالزراعة ولم يلحق بسلك الوظائف الحكومية ليتفرغ إلي أرضه وعلمه ومريديه، اذ وهب نفسه لخدمة الناس والعمل علي حل مشاكل أهل الأقصر من خلال المجلس العرفي. ويعود اصل جد شيخ الازهر الدكتور أحمد الطيب ، وهو احمد محمد احمد الطيب الحسانى، الى قبيلة الحسنية التى تنحدر من سلالة الحسن بن سيدنا على بن أبى طالب (رضى الله عنه)وهى عائلات نزحت مع آل البيت عندما آتوا إلى مصر وانتشروا فى محافظات كثيرة فيها. وتعتبر الطريقة الخلوتية في أصلها من الخلوة، وهو معني روحي إيجابي، ففي الخلوة يتعرف الإنسان إلي ربه بعيدا عن زينة الدنيا وشهواتها، لكن التجربة المصرية مع الطريقة الخلوتية، تؤكد أن الذوق المصري في التدين لا يزال قائما وفاعلا، فالخلوة لم تمنع شيوخ ورجال الطريقة الخلوتية من أن ينزلوا إلي الشارع وأن يحلوا مشاكل الناس. إنها طريقة صوفية لأنها تعلي من الجانب الروحي، لها حضراتها وأورادها وأذكارها التي يرددها الذاكرون ، تعلي من شأن الزهد، وهي كذلك طريقة اجتماعية من ناحية أنها تحتك بحياة الناس وتحل مشاكلهم وتتواصل معهم، دون أن تري في ذلك ما يفسد عليها حالتها الروحية. وترتبط الطريقة الخلوتية ارتباطا كليا بالشريعة الإسلامية، وما تقره الشريعة تقره الطريقة، وما ترفضه الشريعة ترفضه الطريقة ولا تقترب منه، وإذا كان هناك ما يشغلها فهو علم التجرد الروحي، فهي لا تغرق في الأوراد والأذكار بل تقوم في الأساس علي حل مشاكل الفقراء وغير الفقراء. وعندما تولي الدكتور احمد الطيب مشيخة الازهر ترك مشيخة الطريقة الخلوتية لشقيقه الشيخ محمد لأنه لم يمتلك مقومات مشيختها علي الأقل من حيث الوقت والتفرغ. “,” “,” “,” “,” “,” “,”