أمهل رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي مصطفي عبدالجليل القوات الموالية للعقيد معمر القذافي حتي السبت المقبل لتسليم المدن التي تسيطر عليها وإلا تعرضت لعمل عسكري لحسم الأمور. وقال عبدالجليل في تصريحات صحفية: بداية من السبت المقبل إذا لم تكن هناك بوادر سلمية لتنفيذ هذا الأمر علي الواقع فإننا باستطاعتنا حسم الموضوع عسكرياً، نحن لا نتمني ذلك ولكن أيضاً لا نصبر أكثر من ذلك. واقترب الثوار الليبيون من مدينة سرت من جهتي الشرق والغرب، لكنهم أحجموا عن شن هجوم شامل علي المدينة أملاً في ترتيب استسلام عن طريق التفاوض. وقال الثوار: إن المفاوضات مازالت جارية مع كبار عشائر المدينة لدخولها دون قتال مشيرين إلي أنهم يتقدمون ببطء نحو المدينة لإعطاء فرصة للمفاوضات. ويعد دخول الثوار مدينة سرت مسقط رأس القذافي، ذا أهمية استراتيجية ورمزية بالنسبة لهم في سعيهم لتعزيز قبضتهم علي جميع أنحاء ليبيا. من جهته قال المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي أحمد باني إن كتائب القذافي المتمركزة في مدينة سرت ترفض الاستسلام حتي الآن، وأضاف: إن أمامهم مهلة حتي السبت المقبل للاستسلام أو مواجهة خيارات أخري، وأعلن حلف شمال الأطلسي «الناتو» أن طائراته تكثف غاراتها علي المدينة منذ ثلاثة أيام. من جهة ثانية نقلت وكالة رويترز عن العقيد هشام أبوحجر قائد قوات الثوار التي تقدمت من الجبل الغربي واستولت علي طرابلس قبل أسبوع قوله: إن زهاء 50 ألف شخص قتلوا منذ اندلاع الانتفاضة الليبية لخلع معمر القذافي قبل ستة أشهر. وأضاف: إن ما بين 15 و17 ألف شخص قتلوا في مصراته وزليتن، وأن جبل نفوسة في منطقة الجبل الغربي شهد سقوط الكثير من الضحايا، كما أن الثوار حرروا نحو 28 ألف سجين، مشيراً إلي أنهم يعتبرون جميع المفقودين في عداد الموتي. وقد أعلن أسامة العبد نائب رئيس المجلس المحلي لمدينة طرابلس في مؤتمر صحفي مقتل عبدالقادر البغدادي رئيس مكتب الاتصال في حركة اللجان الثورية التابعة لنظام القذافي، وأحد قادة النظام البارزين، وذلك في المعارك التي دارت بين ثوار ليبيا وكتائب القذافي. ونسبت وكالة أسوشيتدبرس ومقرها في نيويورك إلي وزير النفط الليبي الجديد علي الترهوني القول: إن الثوار يطبقون علي القذافي وأن المجلس الانتقالي لديه فكرة جيدة عن مكان وجوده، مؤكداً أن الثوار لا يساورهم أدني شك في إمكانية القبض عليه. ومن ناحية أخري نقلت صحيفة الشروق الجزائرية عن الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة قوله: إن الجزائر ستعتقل معمر القذافي إن دخل أراضيها، في وقت تحدث فيه مسئول جزائري عن أسباب إنسانية محضة دفعت حكومته لاستقبال عائلة العقيد وهي عائلة اعتبر المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا احتضانها عملاً عدوانياً. ونقلت الشروق عن مصادر لم يسمها قولها: إن بوتفليقة أبلغ وزراءه في اجتماع حكومي أن بلاده ستحترم القانون الدولي في كل القضايا التي لها علاقة بالصراع في ليبيا، وأن القذافي إذا حاول دخول الجزائر فإنها ستلقي القبض عليه وستسلمه إلي المحكمة الجنائية الدولة امتثالاً للاتفاقيات الدولية. وأضافت المصادر: إن القرار ليس رد فعل علي إسقاط القذافي لكنه يأتي إتساقاً مع مذكرات اعتقال أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية بحق القذافي وابنه سيف الإسلام ورئيس مخابراته عبدالله السنوسي. ونبهت الجزائر علي لسان ممثلها الدائم في الأممالمتحدة مراد بن مهيدي الأممالمتحدة إلي اتهامات المجلس الانتقالي المتكررة وغير المقبولة التي تشكك في التزاماتها بالقرارين 1970 و1973. وقال بن مهيدي: إن الأممالمتحدة ولاسيما الأمين العام ومجلس الأمن ولجنة العقوبات يرجع لهما ملاحظة احترام الدول لهذه النصوص من عدمه، واعتبر الاتهامات مساساً بسلطة المنظمة الأممية نفسها. وتحدث مسئولون جزائريون سابقاً عن متشددين إسلاميين اخترقوا المجلس الانتقالي وحذروا من أن تنظيم القاعدة مستفيد من الفوضي الأمنية في ليبيا. ونقلت صحيفة الوطن الجزائرية اليوم عن مصادر دبلوماسية قولها: إن الجزائر ستغلق حدودها الجنوبية مع ليبيا وأن هناك توجيهاً لقوات الأمن في هذا الشأن. وكتبت أن الجزائر تريد بهذه الخطوة الحيلولة دون فرار المسلحين المؤيدين للقذافي إليها، تفادياً لتأزيم العلاقات أكثر مع المجلس الانتقالي.