تعرف على أسعار مواد البناء اليوم الثلاثاء 21 مايو 2024    توريد 194 ألفا و531 طن قمح في كفر الشيخ    بدء مراسم تشييع الرئيس الإيراني ومرافقيه في تبريز    الحوثيون يعلنون إسقاط مسيرة أمريكية فوق محافظة البيضاء    رئيس الوحدة المحلية بقرية أبو غالب: الإنقاذ النهري والصيادون يواصلون البحث عن 9 ضحايا بعد سقوط ميكروباص بالنيل    إصابة 7 أشخاص في حادث تصادم بالدقهلية    وكيل صحة البحيرة يتفقد مصابي أطفال الحضانة بمستشفى الأطفال التخصصي بأبوحمص    لمواليد برج الحمل.. توقعات الأسبوع الأخير من مايو 2024 (تفاصيل)    الحكومة تكشف حقيقية اعتزامها بيع المستشفيات ووقف كل الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين    أسعار الحديد اليوم الثلاثاء 21-5-2024 في أسواق محافظة قنا    اليوم.. وزير التنمية المحلية يزور الغربية لتفقد بعض المشروعات التنموية والخدمية    «الخشت»: أحمد فتحي سرور ترك رصيدا علميا يبقى مرجعا ومرجعية للقانونيين    جامعة بنها تفوز بتمويل 13 مشروعا لتخرج الطلاب    روسيا تفشل في إصدار قرار أممي لوقف سباق التسلح في الفضاء    الأهلي يواصل استعداده لمواجهة الترجي بنهائي دوري أبطال أفريقيا    وزير التعليم يبحث مع نظيره بالمملكة المتحدة آليات التعاون في مدارس (IPS)    استعدادات مكثفة بجامعة سوهاج لبدء امتحانات الفصل الدراسي الثاني    سعر الدولار في البنوك المصرية اليوم الثلاثاء 21 مايو 2024    بسبب لهو الأطفال.. أمن الجيزة يسيطر على مشاجرة خلفت 5 مصابين في الطالبية    تفاصيل الحالة المرورية في شوارع وميادين القاهرة الكبرى اليوم (فيديو)    استقرار أسعار اللحوم اليوم الثلاثاء.. البلدي ب 380 جنيهًا    تاريخ المسرح والسينما ضمن ورش أهل مصر لأطفال المحافظات الحدودية بالإسكندرية    فيلم عالماشي يتذيل قائمة الإيرادات في شباك التذاكر    «القومي للمرأة» يوضح حق المرأة في «الكد والسعاية»: تعويض عادل وتقدير شرعي    صعود جماعي لمؤشرات البورصة في بداية تعاملات الثلاثاء    "صحة مطروح" تدفع بقافلة طبية مجانية لمنطقة أبو غليلة    خبيرة تغذية توجه نصائح للتعامل مع الطقس الحار الذي تشهده البلاد (فيديو)    حسم اللقب أم اللجوء للمواجهة الثالثة.. موعد قمة الأهلي والزمالك في نهائي دوري اليد    بشير التابعي: معين الشعباني لم يكن يتوقع الهجوم الكاسح للزمالك على نهضة بركان    لجان البرلمان تواصل مناقشة مشروع الموازنة.. التموين والطيران والهجرة وهيئة سلامة الغذاء الأبرز    موعد عرض مسلسل دواعي السفر الحلقة 3    مبعوث أممي يدعو إلى استئناف المحادثات بين إسرائيل وحماس    داعية إسلامي: الحقد والحسد أمراض حذرنا منها الإسلام    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 21-5-2024    وزير الصحة يوجه بسرعة الانتهاء من تطبيق الميكنة بكافة المنشآت الطبية التابعة للوزارة    رقم تاريخي لعدد أهداف موسم 2023/24 بالدوري الإنجليزي    الحالة الثالثة.. التخوف يسيطر على الزمالك من إصابة لاعبه بالصليبي    اليوم.. «خارجية النواب» تناقش موازنة وزارة الهجرة للعام المالي 2024-2025    الجنايات تنظر محاكمة 12 متهما برشوة وزارة الري    بعد رحلة 9 سنوات.. ماذا قدم كلوب لفريق ليفربول؟    رغم انتهاء ولايته رسميًا.. الأمم المتحدة: زيلينسكي سيظل الرئيس الشرعي لأوكرانيا    قبل طرحه في السينمات.. أبطال وقصة «بنقدر ظروفك» بطولة أحمد الفيشاوي    ضياء السيد: مواجهة الأهلي والترجي صعبة.. وتجديد عقد معلول "موقف معتاد"    مندوب مصر بالأمم المتحدة لأعضاء مجلس الأمن: أوقفوا الحرب في غزة    مندوب فلسطين أمام مجلس الأمن: إسرائيل تمنع إيصال المساعدات إلى غزة لتجويع القطاع    مارك فوتا يكشف أسباب تراجع أداء اللاعبين المصريين في الوقت الحالي    احذروا الإجهاد الحراري.. الصحة يقدم إرشادات مهمة للتعامل مع الموجة الحارة    الطيران المسيّر الإسرائيلي يستهدف دراجة نارية في قضاء صور جنوب لبنان    منافسة أوبن أيه آي وجوجل في مجال الذكاء الاصطناعي    الأنبا إرميا يرد على «تكوين»: نرفض إنكار السنة المشرفة    «سلومة» يعقد اجتماعًا مع مسئولي الملاعب لسرعة الانتهاء من أعمال الصيانة    «الداخلية»: ضبط متهم بإدارة كيان تعليمي وهمي بقصد النصب على المواطنين في الإسكندرية    موعد عيد الأضحى 2024 في مصر ورسائل قصيرة للتهنئة عند قدومه    حدث بالفن| حادث عباس أبوالحسن وحالة جلال الزكي وأزمة نانسي عجرم    دعاء في جوف الليل: اللهم ابسط علينا من بركتك ورحمتك وجميل رزقك    عمرو أديب عن وفاة الرئيس الإيراني في حادث الطائرة: «إهمال وغباء» (فيديو)    بدون فرن.. طريقة تحضير كيكة الطاسة    «دار الإفتاء» توضح ما يقال من الذكر والدعاء في شدة الحرّ    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الدجل والشعوذة يقتحمان البيوت المصرية على الفضائيات

جلب الحبيب.. رد المطلقة.. فك جميع الأعمال السحرية والسفلية.. وغيرها من إعلانات بيع الوهم امتلأت بها شاشات الفضائيات، حيث يستغل بعض الدجالين غياب الرقابة على الإعلام ويبيعون الوهم للمواطنين، خاصةً فى ظل الحالة الاقتصادية والنفسية العسيرة التى يعيشها جموع المصريين.
استغل هؤلاء الدجالون ضعف الوازع الدينى لدى البعض للقيام بعمليات النصب على البسطاء عن طريق ربط مشاكلهم بأعمال السحر والشعوذة، ولم يقتصر الأمر على فئة الطبقة الفقيرة من الشعب أو الُأُميين فقط بل طال أيضًا أبناء الطبقة الثرية.
ادعى هؤلاء العرافون أنهم «شيوخ مغاربة» نظرًا لذيع صيتهم فى أعمال السحر، ليضفوا نوعًا من أنواع المصداقية على نصبهم ودجلهم، حيث يعتقد الكثير أن المغرب من البلاد التى احترفت أعمال السحر وأنهم قادرون على فعل أى شىء من خلال تسخير الجان.
عايشت «روزاليوسف» الأزمة من خلال الاتصال بأحد هؤلاء الشيوخ الذين يتم الإعلان عنهم والترويج لنصبهم فى بعض القنوات الفضائية وإليكم التفاصيل.
المعايشة
قررنا خوض التجربة، والاتصال بالأرقام المعروضة على سلسلة قنوات شهيرة «م»، بالفعل تم الاتصال كالتالى..
المحرر: آلو المركز الروحانى؟
المركز الروحانى: نعم.
المحرر: أرجو توصيلى بالشيخ المغربى لمساعدتى فى حل مشكلة خاصة بى.
المركز الروحانى: بيانات حضرتك يا فندم.. اسمك واسم والدتك، وشحن كارت فودافون أو اتصالات ب25 جنيهًا حتى يمكنك محادثته.
المحرر: وما الداعى لكارت الشحن؟
المركز الروحانى: حتى يتمكن الشيخ من معاودة الاتصال بك بعد أخذ بياناتك وتفاصيل مشكلتك، ليساعدك فى حلها، بالفعل أعطيناه البيانات المطلوبة وقمنا بشحن كارت 25 جنيهًا وانتظرنا عدة ساعات إلا أننا لم نتلق منه مكالمة، فعاودنا الاتصال مرة أخرى به، فأخبرنا مسئول الرد على المكالمات بأن الشيخ سيتواصل معنا خلال الفترة من الثامنة حتى الحادية عشر مساءً.
وبالفعل فى تمام الساعة التاسعة مساءً، دق جرس الهاتف، وكان الحوار كالتالى:
المحرر: مين يافندم؟
المتصل: مع حضرتك الشيخ المغربى.
المحرر: أهلا يا فضيلة الشيخ.
الشيخ المغربى: أنتى ليش ساكتة على نفسك كل هذا الوقت لماذا لم تلجأى للعلاج الروحانى، أنتى عندك مس من الجان وعمل سفلى يتجدد كل شهر.
المحرر: وما الحل الذى تنصحنى به يا فضيلة الشيخ؟
الشيخ المغربي: سنقوم بفك العمل بإذن الله وعلاج المس.
المحرر: كيف يا شيخنا هل أحضر لفضيلتكم بالمركز؟
الشيخ المغربى: لا يا ابنتى سأحولك على السكرتير وسيقول لكى على المطلوب.
أنهى الشيخ المغربى المكالمة، وانتظرنا فترة، وجاءت مكالمة أخرى.
المحرر: ألو مين يا فندم.
المتصل: سكرتير الشيخ المغربى.. ياريت حضرتك تجهزى كروت شحن ب500 جنيه حتى يقوم الشيخ بفك السحر السفلى وعلاج المس.
المحرر: ما علاقة كروت الشحن بفك السحر؟
سكرتير الشيخ: سيتم تحويلها إلى مبالغ مالية لشراء بعض المستحضرات المغربية لفك السحر.
بعد ذلك قام السكرتير بالاتصال فى اليوم الثانى عدة مرات بحجة أن الشيخ يعمل بالموضوع الخاص بنا، ولابد من شحن الرصيد المطلوب فورًا لاستكمال عمله ورؤية النتيجة، وإلا سيقوم بإلغاء «الأوردر» الخاص بنا، وبعد شحن الكروت، قام الشيخ بالاتصال مرة أخرى، وقال: «مبروك يا بنتى تم التخلص من السحر السفلى»، وسأحولك على السكرتير الآن ليخبرك بالمطلوب، بالفعل حولنا للسكرتير، والذى أخبرنا بأن غدا سيتم العلاج من المس، ولكن بعد الشحن ب950 جنيهًا، إلا أننا أخبرناه بعدم استطعتنا دفع كل هذه المبالغ، فتغير نبرة صوته وكأنه يريد أن يُرهبنا لابتزازنا قائلا: لابد من استكمال الدفع وإلا عاد السحر مُتحدًا مع المس من جديد بصورة أبشع مما كان عليه، إلا أننا لم نلتفت لكلامه فقد أصبحت عملية النصب واضحة تمامًا لنا.
هكذا يقومون بالنصب على ضحايهم واستنزافهم للحصول على أكبر قدر ممكن من المبالغ المالية، ولا يتم الرد على مكالماتهم الهاتفية ويختفى الشيخ المغربى «النصاب».
كواليس المكالمات
فى كل مرة كنا نُهاتف الشيخ كان يتضح من لهجة وطريقة المتحدث وحتى الشيخ نفسه أنهم لا يعرفون شيئًا عن اللهجة المغربية، ولكن يتصنعون لكنة ما لخداع كل من يتصل بهم، واقناعهم انهم من المغرب.
كشف عملية النصب
قامت إحدى السيدات- من الجالية المغربية بمصر- بمساعدتنا فى كشف هذا النصاب، فقامت بالاتصال بالأرقام الموجودة فى الإعلان، حدث معاها كما حدث معنا تمامًا، إلا أن الشيخ المغربى «النصاب» عندما هاتفها تحدثت معه باللهجة المغربية فتلعثم وأغلق الهاتف فى وجهها ولم يرد عليها مرة أخرى، الأمر الذى دفعنا إلى التواصل مع بعض المغربيات المقيمات فى القاهرة للتعرف على حقيقة الواقعة.
حكايات مغربية
بداية تقول سعاد محمد- محررة بمجلة «لالا فاطيما» المغربية ومقيمة بالقاهرة- إن هذا الكلام غير صحيح، فالمغرب بلد جميل وسحرها فى طبيعتها وليس فى عمل السحر والشعوذة وهؤلاء فى الغالب ليسوا مغاربة، لكنهم من ضعاف النفوس ينتحلون شخصية الشيوخ المغاربة للتلاعب بأحلام البسطاء والتربح على حسابها، وواصلت: هناك العديد من المشايخ المتواجدون بالمغرب يتم انتحال شخصيتهم والنصب على الناس بأسمائهم، حيث أعلن أكثر من شيخ مغربى على مواقع التواصل الاجتماعى أنه بالمغرب ولم يزور مصر، وهناك من ينتحل شخصيته للنصب على الناس مستغلا سمعته واسمه.
وتضيف نجاة نجاح- أمين صندوق جمعية الجاليات المغربية- الحياة المغربية طبيعية ولا يوجد سوى بعض المعتقدات القديمة مثل الموجودة لدى المصريين ك«رش ملح على عتبة المنزل ورش مسحوق الزهرة الزرقاء فى أركانه، وتمزيق عروسة ورق بالإبرة وحرقها فى البخور لمنع الحسد»، منوهةً إلى أن أعمال السحر والشعوذة موجودة على مستوى العالم وليس فى المغرب فقط، ناهيك عن أنه لو كان هناك مغربى يوفد إلى مصر لاستخراج كنز «لقية» لكان أحرى به استخراج الكنوز المدفونة بالمغرب.
أما نادية الطبطبى- عضو مؤسس فى رابطة جمعية الجالية المغربية الاجتماعية بمصر وعضو نادى المرأة الأفريقى - قالت إذا كان المغرب شعب يعتمد على السحر، فكيف يمكن أن تُطلق بناته بمصر وفى بعض الأحيان تضرب وتطرد هى وأطفالها ولا يجدن من يقوم بإعالتهن؟، فأين السحر هنا؟
واستطردت: لو كان هذا حقيقيا لذهبن إلى سحرة المغرب المزعوم تواجدهم فى مصر للحصول على حقوقهن بدلا من اللجوء إلى الجمعية لطلب معونة إعاشة بعد امتناع أزوجهن عن إعالتهن، وإذا كانت المغرب هكذا فلماذا لم نسحر للدول ليسحبوا اعترافهم ب«البليساريو»، ولماذا لم نسخر العالم كله تحت أقدامنا.
وتشير الطبطبى إلى أنه لا يوجد سوى بعض الموروثات الشعبية القديمة التى يعتقد فيها معظم الشعوب وليس سحرًا حقيقيًا، فالمغرب شعب واع لكنه يزور الأولياء الصالحين، كما يحدث فى مصر وبعض الدول العربية، واستطردت: الشعوب العربية ليست مثقفة بالدرجة الكافية، ومنذ قديم الزمان كانت توجد أمية ومعتقدات غير صحيحة موروثة من أيام الجاهلية ليست بالمغرب فقط، لكنها بكل الدول العربية وحتى فى بعض الدول الأوروبية، مؤكدةً أن الشيخ المغربى لا يحتاج المجىء لمصر لعمل السحر والشعوذة، ولو كان سيعمل على ذلك فأحرى به أن يفعله فى المغرب أو فى الدول الغنية حيث المرتبات المرتفعة، لافتة إلى أن قصة الشيوخ الروحانيين المغاربة مجرد عملية نصب.
وواصلت: قد نشرت إحدى الصحف المغربية تكذيبا وانتقادا لهذه الإعلانات التى تقوم بالزج بأسماء بعض المشايخ المغاربة بعد أن تفاجأ عدد منهم عرض قناة مصرية تدعى «س. ع. بابا» إعلان لمركز يسمى «المركز العالمى للعلاج الروحانى» يدعى تقديمه علاجًا لمشاكل الصرع والجن على يد مشايخ مغاربه، ما أثار حفيظة المغاربة، وجعلهم يطالبون تلك القنوات بالتوقف عن النصب على المشاهدين، خاصة المصريين منهم.
واستكملت: من أبرز الإدعاءات التى واجهها الشيوخ المغاربة، هو وصف محمد الفيزاز- المعتقل السلفى السابق وخطيب أحد مساجد مدينة طنجة شمالى المغرب- بأنه تخصص فى جلب السارق والفوز فى المسابقات، والتى على أثرها صرح «الفيزازى» بأنه شاهد الإعلان وأخبر مصطفى الرميد، وزير العدل المغربى، بمحتواه، مطالبا بملاحقة هذه القناة قضائيا، إلا أن الوزير فسر له أن الإجراءات معقدة وتحتاج إلى نفقات طائلة.
أيضا ظهرت صورة عبدالبارى الزمزمى- عضو الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين- هو الآخر على الإعلان ولكن باسم مغاير هو «عبدالله الكيلانى المغربى»، وحسب الإعلان فإن الزمزمى متخصص فى جلب الحبيب والحبيبة خلال 10 دقائق عن بعد والتحكم فيه، وهو أيضا تفاجأ من تصرف القناة المصرية التى تروج لصورته على أنه أحد شيوخ الشعوذة، مستنكرًا اعتماد القناة على وصفها للمغرب بأنها منبع للسحر والشعوذ.
الطب النفسى
أكد د.أحمد فخرى- استشارى علم النفس وتعديل السلوك جامعة عين شمس- أنه كلما قل الوعى والثقافة داخل المجتمع وظهر غموض لدى العامة إضافةً إلى عدم القدرة على حل المشكلات اتجه البعض إلى التفكير فى أعمال السحر والشعوذة، ويزداد فى فئات المجتمع التى لا تمتلك الأسلوب الصحيح للتعامل مع المشكلات فبسبب عجزهم عن حلها لجأوا إلى الأشياء الغيبية مثل السحر وقراءة الفنجان وغيرهما، وأشار إلى أنها بمثابة نوع من الدفاع عن النفس مثل «مش أنا اللى غلطان وهذه قوة خارقة أوغيبية تتحكم فى مصيرى ومشكلة خارجة عن نطاق تفكيرى»، لهذا فإن المجتمعات التى يتفشى فيها ثقافة الجهل وضعف الوعى تنتشر فيها إعلانات السحر والدجل.
واستطرد: قد ينساق بعض المثقفين وبعض أبناء الطبقة الثرية وراء الدجل والشعوذة لأن الشخص فى بعض الأحيان يكون على درجة علمية كبيرة ونشأ فى وسط تعليمى واجتماعى عالٍ، ولكن لديه درجة من الاضطراب النفسى وعدم الثقة بالنفس وتشوه معرفى فينمو لديه فكرة السحر وأنه هو المسيطر والمتحكم فى الأمور الحياتية، ومثل هؤلاء لا يستطيعون اتخاذ قرارات فى حياتهم دون الرجوع إلى المشعوذين، لشعورهم الدائم بنقص الاستئثاربذاتهم وفقدهم الثقة بها وفى الآخرين، وعلى النقيض قد يكون شخص من الطبقة الفقيرة ولكن لديه إيمان بقدراته ونظرته واقعية لامكانياته ومستواه التعليمى، فهى تتوقف على الشخص وبنائه لنفسى.
وتابع: لابد أن تقوم الدولة بمنع ظهور هذه الإعلانات المضللة لأن ظهورها فى وسائل الإعلام يعتبر اعترافًا ضمنيًا بأن محتواها حقيقى لذا يجب محاربتهم من خلال شقين، الأول: تسليط المتخصصين الضوء على ما يقوم به هؤلاء من عمليات نصب لتوعية المواطنين بخطورتها فقد تتسبب فى أن يترك شخصًا مريضًا علاجه وطبيبه اعتقادًا منه أنها ليست حالة مرضية، وأن السبب فيها مس من الجان يحتاج لساحر، والثانى هو التركيز على المنهج العلمى واستخدامه فى تفكيرنا وتناولنا للأمور، ومساعدة المواطن على التفكير السليم وزيادة الوازع الدينى لديه.
واستكمل: نشأة الشخص تلعب دورًا مهمًا فى كيفية التعامل مع ظاهرة السحر والشعوذة، فنجد معظم الآباء يزرعون فى الأطفال فكرة وجود أشخاص لديهم قدرات خارقة مثل القصص الأسطورية التى تغذى ذلك لدى الأطفال، ويعتبر هذا خطأ جسيمًا يؤثر على وعى الطفل فى المستقبل، ويضيف فخرى أن ارتباط السحر بدولة معينة هو امتلاك البعض بها حرفية الترويج لبضاعتهم فالسحر عليه 60% من الإيحاء، ويبدو أن بعض سحرة المغرب يمتلكون هذا الجزء الإيحائى وتمكنوا من الادعاء فى علاج السحر والذى تسبب فى انسياق عدد كبير وراءهم، حتى وصم هذا المجتمع بهذه الوصمة وترسخت هذه الفكرة لدى باقى الشعوب بسبب تسليط الإعلام الضوء عليها وترك الفضائيات ساحات فارغة لهؤلاء للترويج لدجلهم الذى ليس له مدلول علمى وما هو إلا نوع من الفانتازيا والخيالات ، وإن كان صحيحًا لجعلوا بلدهم أغنى بلاد العالم.
خبراء الأمن
قال اللواء جمال الدين أبوذكرى- خبير أمنى- إن بعض المواطنين أصبحوا يستخدمون الإعلام فى التخريب، مؤكدا أنه لا توجد أى خلافات بين مصر والمغرب، بل إن الكارثة تكمن فى تواجد إعلام طابور خامس يقوده الإخوان للوقيعة بيننا وبين الدول العربية، علاوة على أن عملاء الإخوان معظمهم قيادات قطرية وتركية، ورغم كل ذلك فإن مصر ثابتة ولا تتأثر بهذا كله، وشدد على ضرورة وجود قانون رادع لهذه القنوات التى تبث هذه الإعلانات المخربة.
وأوضح اللواء محمد نور الدين- خبير أمنى- أن إحدى المحطات كانت تتبرأ من هذه الإعلانات ومن المشايخ الذين يدعون أنهم مغاربة وأنهم يجلبون الحبيب ويردون المطلقة وغير ذلك من التضليل للعامة، فضلا عن أن هذا الكلام كفر لأن النبى «صلى الله عليه وسلم» قال: «من أتى ساحرا أو كاهنا فقد كفر بما أنزل على محمد» وهناك شيوخ يرون أن مجرد قراءة حظك اليوم أحد أنواع الكفر.
ويشير إلى أن هناك مخططًا خبيثًا للإيقاع بين مصر والدول العربية وليس المغرب فقط، وعلى المسئولين نفى هذه الشائعات بمنتهى الشفافية، بالإضافة إلى ضرورة وجود وزراء وساسة يتصدون لها، مشددًا على ضرورة تحديد عقوبات صارمة لكل من يذيع هذا النوع من الإعلانات سواء كانت إعلانات مخالفة للصحة العامة أو مخالفة للآداب العامة أو القيم الدينية.
رأى الدين
قال الدكتور عبدالحميد الأطرش- رئيس لجنة الفتوى الأسبق بجامعة الأزهر- روجت بعض القنوات الفضائية للدجل والشعوذة والنصب عن طريق تفسير الأحلام وغير ذلك من الدجل، وواصل: لو أن للضحايا عقول تعى لأدركوا أن هؤلاء نصابون ولو يملكون إسعاد غيرهم لأسعدوا أنفسهم، لكنهم استطاعوا أن يلعبوا بعقول البسطاء والجهلاء، مستغلين فى ذلك الإعلام وثقة المشاهدين بما يقدم، وجعلوا لهم كيانا على شاشات التلفاز.
وطالب الأطرش الإعلاميين بألا يكونوا كعبدة الأصنام كانوا يصنعون الصنم بأيديهم يعبدونه أول النهار ويأكلونه فى آخره، فهم أهل بلاغة وفصاحة، وعلى الجميع إدراك أن الغيب لا يعلمه إلا الله، وسبحانه وتعالى أخفى علمه عن الملائكة والجان وعن النبى محمد «صلى الله عليه وسلم»، فقال تعالى للملائكة: «إن أعلم ما لا تعلمون»، منوهًا إلى أن الجان كان مسخرًا لنبى الله سليمان ومات سليمان وهو واقف أمام الجان متكأ على عصاه ولم يعلم الجان بموته إلا حينما جاءت دابة أكلت العصاة فوقعت ووقع سليمان.
«جهاز حماية المستهلك»
ومن جانبه صرح اللواء عاطف يعقوب- رئيس جهاز حماية المستهللك- بأنه تم تفعيل إدارة خاصة للإعلانات الخادعة والمضللة تقوم برصدها ومراقبتها على مدار ال24 ساعة من خلال المرصد الإعلامى لجهاز حماية المستهلك.
وأكد يعقوب متابعة مجموعة العمل داخل المرصد الإعلامى بالتنسيق مع كل الجهات المعنية لمكافحة ظاهرة الإعلانات المضللة التى تروج لسلع ومنتجات وخدمات قد لا تتمتع بالمستوى الملائم من الجودة أو تضر بالمستهلك ومصالحه وصحته وسلامته، وواصل: فهى تضر بالاقتصاد الوطنى حيث إنها تُساهم فى الترويج لسلع وخدمات رديئة يتم فيها ابتزاز المواطن.
وشدد يعقوب على ضرورة اتخاذ الإجراءات القانونية ضد المخالفين بالإضافة إلى توعية المواطنين بعدم الانسياق وراء تلك الإعلانات المضللة، مطالبا منهم معاونة الجهاز بالإبلاغ عن أى شكاوى لديهم حتى يتمكن من القضاء على الظاهرة وردع المخالفين.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.