ذكرت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية، أن الأنباء التى تواترت حول اختيارات الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب لفريقه للأمن القومى تركت أصداءً قوية وأحدثت موجات زلزالية فى مختلف أرجاء العالم الإسلامى، وسط استعداد حلفاء واشنطن فى الشرق الأوسط ومجموعات المسلمين داخل الولاياتالمتحدة لمواجهة مستشارى ترامب وأعضاء إدارته المحتملين، والمعروفين بتبنيهم لهجة قاسية معادية للمسلمين. وقالت الصحيفة– فى تقرير لها بثته على موقعها الإلكترونى، أمس السبت إن إعلان مرشحى ترامب لمناصب المدعى العام ومدير وكالة الاستخبارات المركزية ومستشار الأمن القومى أثار موجة من الإدانات العامة من قبل الجماعات الحقوقية المسلمة، وكذلك عبارات تعبر عن القلق من جانب عدد من الدول العربية التى تتعاون بشكل وثيق مع الولاياتالمتحدة فى قتالها ضد تنظيم داعش الإرهابى وغيره من التنظيمات الإرهابية. فيما يخشى بعض المسئولين الحكوميين الحاليين والسابقين من أن هذه التعيينات قد تعزز التصورات داخل أذهان المسلمين حول العالم بأن الولاياتالمتحدة تخوض حربا ضد الإسلام نفسه. وأوضحت الصحيفة أن الجماعات الحقوقية الأمريكية وزعماء دين أعربوا عن انزعاجهم من تعيين ترامب للجنرال المتقاعد مايكل فيلين كمستشاره للأمن القومى. وكان فيلين، المدير السابق للاستخبارات العسكرية الأمريكية، قد وصف مرارا الإسلام ب«السرطان» وأن: «الخوف من المسلمين أمرا عقلانيا وحذر من انتشار الشريعة الاسلامية داخل الولاياتالمتحدة والعمل بها،بالرغم من عدم وجود أدلة لذلك. إلى جانب ذلك، أشارت الصحيفة إلى أن السيناتور جيف سيشنز، وهو مرشح ترامب لوزارة العدل، دعم دعوة ترامب لحظر دخول المسلمين للأراضى الأمريكية وقال إن «الأيديولوجية السامة» تكمن فى جذور الإسلام، فيما شارك النائب مايك بومبيو- مرشح ترامب لإدارة وكالة الاستخبارات المركزية- فى صياغة مشروع قانون يحظر جماعة الإخوان المسلمين وأى عمل لها داخل الأراضى الأمريكية. وأبرزت الصحيفة أن أسماء سيشنز وفيلين وبومبيو وإعلان توليهم مناصب مهمة تصدرت موقع «جوجل» العالمى فى عواصم الشرق الأوسط؛ لأن أيا من هذه الأسماء الثلاثة كان معروفا بشكل خاص. ولكن مابدا واضحا هو تبنيهم نهجا متشددا ضد الإسلام، وهو ما قد يعقد الجهود الإقليمية لمحاربة التنظيمات الإرهابية، على حد قول مروان المعشر، هو سفير الأردن السابق لدى الولاياتالمتحدة. وأضاف المعشر، الذى يعمل حاليا نائب رئيس قسم الدراسات فى مؤسسة كارنيجى للسلام الدولى، أن قضية محاربة الإرهاب لن تمضى قدما طالما عاملت الإدارة الأمريكية الجديدة المسلمين حول العالم كسبب فى المشكلة بدلا من معاملتهم باعتبارهم جزءاً من حلها. وردا على هذه المخاوف، أكد فريق ترامب فى بيان لهم: «أن الرئيس المنتخب سيحيط نفسه بمسئولين قادرين على القيام بجدول الأعمال المنصوص عليها من قبل الإدارة الجديدة، وأن الرئيس المنتخب ترامب سيكون الزعيم الذى يوحد جميع الأمريكيين من جميع الأطياف، وأن ترامب قد تم انتخابه بسبب رؤيته فى القتال من أجل الجميع وأن إدارته ستكون واحدة من أكثر الإدارات الأمريكية شمولا فى التاريخ».