أوقاف الإسماعيلية تعيد أتوبيسا دعويا للعمل بعد إهمال 16 عاما    بلطجي بدرجة وزير، بن غفير يحاول الاعتداء على نائب عربي رفض قانون "إعدام الأسرى" (فيديو)    زلزال بقوة 5 ريختر يضرب جزيرة كريت باليونان وبيان من البحوث الفلكية للمصريين    روسيا تحبط عملية استخباراتية أوكرانية بريطانية لاختطاف مقاتلة "ميج" مجهزة بصواريخ "كينجال"    أغلى من تذكرة المباراة، "الفيفا" يحدد أسعار مواقف السيارات المخصصة لجماهير مونديال 2026    وزير العمل يتابع حادث انهيار سقف خرساني على عمال بالمحلة الكبرى    لما الشتا يدق البيبان، الأرصاد تحذر من تقلبات جوية، انخفاض حاد بدرجات الحرارة، وأمطار من القاهرة إلى شلاتين عرض مستمر    العدد يصل إلى 39.. جنسيات المصابين في حادث الأتوبيس السياحي برأس غارب    جثمان إسماعيل الليثى يغادر مستشفى ملوى فى المنيا    حظك اليوم الثلاثاء 11 نوفمبر.. وتوقعات الأبراج    التوصل إلى اتفاق لتقليص البيروقراطية لمزارعي الاتحاد الأوروبي    صعود مؤشرات الأسهم اليابانية في جلسة التعاملات الصباحية    غرفة عمليات محافظة البحر الأحمر: اليوم الاول من انتخابات النواب مر دون معوقات أو شكاوى    بكام طن الشعير؟.. أسعار الأرز والسلع الغذائية ب أسواق الشرقية اليوم الثلاثاء 11-11-2025    أسعار الطماطم والبطاطس والفاكهة في أسواق الشرقية اليوم الثلاثاء 11 نوفمبر 2025    وزير العمل يتابع حادث انهيار سقف خرساني بالمحلة الكبرى.. ويوجه بإعداد تقرير عاجل    بينها حالات اغتصاب.. نزوح جماعي وانتهاكات بحق النساء في الفاشر (تفاصيل)    مجلس الشيوخ الأمريكي يقر تشريعًا لإنهاء أطول إغلاق حكومي في تاريخ البلاد (تفاصيل)    بسمة بوسيل تقف إلى جانب آن الرفاعي بعد طلاقها من كريم محمود عبد العزيز    بعد إجراء الكنيست ضد الأسرى الفلسطينيين.. بن غفير يوزع البقلاوة (فيديو)    طبقًا لإرشادات الطب الصيني.. إليكِ بعض النصائح لنوم هادئ لطفلك    مقتل شخصين إثر تحطم طائرة إغاثة صغيرة في فلوريدا بعد دقائق من إقلاعها    «متحف تل بسطا» يحتضن الهوية الوطنية و«الحضارة المصرية القديمة»    أبرزها "الست" لمنى زكي، 82 فيلما يتنافسون في مهرجان مراكش السينمائي    انتخابات «النواب» بمحافظات الصعيد: إقبال متوسط في أول أيام التصويت    أسامة الباز.. ثعلب الدبلوماسية المصرية    في ثاني أيام انتخابات مجلس نواب 2025.. تعرف على أسعار الذهب اليوم الثلاثاء    سلطنة عمان تشارك في منتدى التجارة والاستثمار المصري الخليجي    نورهان عجيزة تكشف كواليس اليوم الأول للمرحلة الأولى بانتخابات النواب 2025 في الإسكندرية    القنوات الناقلة لمباراة الكاميرون ضد الكونغو الديمقراطية في تصفيات كأس العالم    يمهد الطريق لتغيير نمط العلاج، اكتشاف مذهل ل فيتامين شائع يحد من خطر النوبات القلبية المتكررة    انهيار جزئي لعقار قديم قرب ميدان بالاس بالمنيا دون إصابات    أسعار العملات العربية والأجنبية أمام الجنيه المصري اليوم الثلاثاء 11 نوفمبر 2025    ريم سامي: الحمد لله ابني سيف بخير وشكرا على دعواتكم    «في مبالغة».. عضو مجلس الأهلي يرد على انتقاد زيزو بسبب تصرفه مع هشام نصر    وزارة الداخلية تكشف ملابسات واقعة السير عكس الاتجاه بالجيزة    مع دخول فصل الشتاء.. 6 نصائح لتجهيز الأطفال لارتداء الملابس الثقيلة    أهمهما المشي وشرب الماء.. 5 عادات بسيطة تحسن صحتك النفسية يوميًا    بسبب خلافات الجيرة.. حبس عاطل لإطلاقه أعيرة نارية وترويع المواطنين بشبرا الخيمة    استغاثة أم مسنّة بكفر الشيخ تُحرّك الداخلية والمحافظة: «رعاية وحماية حتى آخر العمر»    نيسان قاشقاي.. تحتل قمة سيارات الكروس أوفر لعام 2025    النائب العام يستقبل وزير العدل بمناسبة بدء العام القضائي الجديد| صور    اللعنة مستمرة.. إصابة لافيا ومدة غيابه عن تشيلسي    لماذا تكثر الإصابات مع تغيير المدرب؟    تقارير: ليفاندوفسكي ينوي الاعتزال في برشلونة    تجنب المشتريات الإلكترونية.. حظ برج القوس اليوم 11 نوفمبر    4 أسابيع من التقدم.. حظ برج الدلو اليوم 11 نوفمبر    صلاة جماعية في البرازيل مع انطلاق قمة المناخ "COP30".. صور    زينب شبل: تنظيم دقيق وتسهيلات في انتخابات مجلس النواب 2025    مروان عطية: جميع اللاعبين يستحقون معي جائزة «الأفضل»    بي بي سي: أخبار مطمئنة عن إصابة سيسكو    خطوة أساسية لسلامة الطعام وصحتك.. خطوات تنظيف الجمبري بطريقة صحيحة    أسعار الحديد والأسمنت بسوق مواد البناء اليوم الثلاثاء 11 نوفمبر 2025    هل يظل مؤخر الصداق حقًا للمرأة بعد سنوات طويلة؟.. أمينة الفتوى تجيب    دعاء مؤثر من أسامة قابيل لإسماعيل الليثي وابنه من جوار قبر النبي    انطلاق اختبارات مسابقة الأزهر الشريف لحفظ القرآن بكفر الشيخ    ما حكم المشاركة في الانتخابات؟.. أمين الفتوى يجيب    د.حماد عبدالله يكتب: " الأصدقاء " نعمة الله !!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د. جمال نكروما نجل زعيم «غانا» السابق فى حوار ل«روزاليوسف»: «السيسى» جاء فى ظروف صعبة.. ويحمل نفس كاريزما «عبد الناصر»

سعى الرئيس الراحل «جمال عبدالناصر» خلال فترة حكمه على التواصل مع شعوب القارة الإفريقية، وساعده على ذلك ارتباطه بصداقات مع عدد من الشخصيات المؤثرة فى القارة، ومنهم الزعيم الإفريقى الراحل المناضل «كوامى نكروما»، والذى تولى رئاسة دولة غانا.. ساعده عبدالناصر فى الزواج من مصرية بعد رفض أهلها، وتدعى «فتحية» وكان عبدالناصر يعتبرها أحد سفراء مصر المميزين فى غانا.. وأنجبا طفلا سموه «جمال» نسبة ل«عبدالناصر» وهو الابن الأكبر للزعيم الإفريقى الراحل المناضل «كوامى نكروما».
هو صحفى غانى يعمل بجريدة الأهرام ويكلى المصرية الناطقة بالإنجليزية، حاصل على الدكتوراه فى العلوم السياسية من مدرسة الدراسات الشرقية والإفريقية بجامعة لندن، ومحلل سياسى خبير فى الشئون الإفريقية، وله آراء عديدة حول القضايا المثارة على الساحة الإفريقية ودول حوض النيل وكيفية حلها.. «روزاليوسف» التقته وحاورته حول أهم القضايا فى السطور التالية.
■ فى البداية.. ما هى علاقة والدك بالزعيم الراحل جمال عبدالناصر؟
- كان والدى صديقا للزعيم الراحل، وحينما تقدم لخطبة والدتى رفضت جدتى وقتها، فتدخل عبدالناصر وقام باستضافتها وقال لها «انتى خايفة من ايه بنتك ستتزوج من أعظم زعيم إفريقى»، لكنها كانت تخشى على ابنتها من الغربة، فطمأنها وأخبرها أننا سنفتتح سفارة فى غانا، واقتنعت جدتى وقتها ووافقت على الزواج، وبالفعل سافر أول سفير مصرى إلى غانا مع والدتى على نفس الطائرة.
■ ما سبب تسميتك على اسم الزعيم الراحل جمال عبدالناصر؟
- جاءت تسميتى على اسم عبدالناصر لأن لولاه لما تزوجت والدتى بوالدى، وبعد ذلك توطدت علاقة والدتى بزوجة عبدالناصر السيدة «تحية» وعلى الرغم من أن أبناء عبدالناصر كانوا يكبروننا بعدة أعوام إلا أننا كنا نلعب معا، وكنا أصدقاء مقربين، ومازالت تربطنا بهم علاقة طيبة حتى الآن، وبعد نكسة 67 تبرعت والدتى بمصوغاتها الذهبية للجيش المصرى وكان الزعيم عبدالناصر يعتبرها سفيرة أخرى لمصر فى إفريقيا.
■ ما هو انطباعك عن عبدالناصر؟
- كان الزعيم يملك كاريزما قوية، وصاحب شخصية ساحرة، وذو هيبة يخشاها الجميع، إلا أنه رغم ذلك كان متواضعا جدا ومحبوبا سواء فى مصر أو الوطن العربى أو الدول الإفريقية.. وساندنا فى العيش فى مصر بعد حدوث انقلاب من المعارضة الغانية عام 1966.
■ كمحلل سياسى ما وجه التشابه بين ثورتى 23 يوليو 1952 وثورة 30 يونيو 2014؟
- هناك تشابه بين الثورتين، لكن الأجواء مختلفة فى الحقيقة، فالأولى كانت ضد الإقطاعيين، حيث حصل الفلاحين لأول مرة على حقوقه فى التعليم، وتملك الأراضي، فكانت ثورة نهضوية، أثرت على كل القارة، أما 30 يونيو فكانت شىء آخر، بمعنى أن مصر تغيرت كثيرا، فكان التعليم المجانى قد إنهار، وبدأت سيطرة رجال الأعمال على البلاد، وزاد نفوذهم وسيطرتهم فى عهد مبارك، وأصبحت الفجوة بين الأغنياء والفقراء كبيرة وبدأت الطبقة الوسطى فى التقلص، وترتب على ذلك سوء الأحوال الاقتصادية وهجرة الشباب إلى الخارج، بالإضافة إلى أنها كانت ضد إرهاب الإخوان.
ولكنهما تشابهتا فى بعض المطالب ففى الثورتين كان المطلب الأساسى هو العدالة الاجتماعية، أما مفهوم الحرية فقد اختلف نسبيا، ففى 23 يوليو كانت الحرية هى التحرر من الملكية والاستعمار.
■ كيف كان الشد والجذب بين الصوفيين والوهابيين فى نشر الدين الإسلامى فى إفريقيا فى القرن الماضى؟
- فى فترة السبعينيات والثمانينيات بدأ مصريون كثيرون يذهبوا إلى الخليج والأفارقة كذلك، وبالتالى تأثروا بالمذهب الوهابى ونشروه فى إفريقيا وكان الإسلام هو الدين السائد فى إفريقيا، وعلى الرغم من أن الصوفيين هم من نشروا الإسلام فى إفريقيا، ومع ذلك رأى الوهابيون أن الصوفيين مبتدعون فى الإسلام، وأن هذا ليس بإسلام حقيقا، فالفكر الوهابى أعطى للناس مفهوما مختلفا عن الإسلام، وبدأ دور الأزهر يتقلص.
■ هل تقلص دور مصر فى القارة بعد وفاة عبدالناصر؟
- نعم.. تقلص دور مصر فلم يعد مثلما كان فى عهد عبد الناصر، وخصوصا فى عهد مبارك أصبحت إفريقيا مهمشة جدا، وهذا ما أتاح الفرصة لإسرائيل وإيران وتركيا ودول أخرى للتدخل فى إفريقيا والتوغل فيها واستغلال الفجوة التى أحدثها نظام مبارك.
■ كيف ترى زيادة التوغل الإسرائيلى فى دول حوض النيل؟
- حاولت إسرائيل منذ الستينيات والسبعينيات التوغل فى إفريقيا، وبالفعل قامت جولدا مائير رئيسة وزرائها بعمل جولة فى إفريقيا، وأعجبت بالقارة جدا، وقالت إن الناس طيبون ولكن هناك اثنين من الزعماء الأفارقة لا تشعر بالارتياح تجاههما وهما الوالد «نكروما» والرئيس «أحمد فيكتورى» فى غينيا لأنهما كانا أصدقاء لجمال عبدالناصر ما يشكل خطرا على مصالح إسرائيل فى المنطقة.
■ كيف نواجه ذلك التوغل الإسرائيلى فى إفريقيا؟
- إذا كنا لا نريد لإسرائيل أن تتوغل فى إفريقيا فلابد أن نقوم بمساعدة إفريقيا، ونرى مطالبهم الأساسية وهى التنمية، وصحيح أن مصر لا تملك نفس التكنولوجيا الإسرائيلية، لكنها تستطيع مساعدة الدول الإفريقية وسد الطريق على إسرائيل، فعلينا سد هذه الفجوة وملء هذا الفراغ، فإسرائيل ركزت فى إفريقيا على التنمية الاقتصادية والمائية والقمح فمعظم الدول الإفريقية والزعماء معتمدين على الأمن الإسرائيلى فهم يدربون قيادات الأمن والجيش الإفريقى، وهو ما كان يقوم به عبدالناصر من استضافة الزعماء الأفارقة وتدريب القيادات الأمنية الإفريقية فى مصر.
■ ما سبب تدهور العلاقات المصرية الإفريقية فى عهد مبارك؟
- كان الاتجاه الرئيسى والاهتمام الأكبر لمصر هو الغرب، وإفريقيا كانت مهمشة مع أن دول كثيرة مثل الصين والهند بدأت اكتشاف أن إفريقيا هى المستقبل بسبب كثرة ثرواتها الطبيعية، وبعد محاولة اغتيال مبارك فى أديس أبابا لم يحضر أيا من القمم الإفريقية، واتخذها حجة لقطع علاقته بإفريقيا لولا عمرو موسى وزير الخارجية الأسبق وغيره ممن كانوا يهتمون بإفريقيا، بعكس الرئيس السيسى فى أول قمة إفريقية حضرها فى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، فذكر بالاسم والدى «نكروما» و«مانديلا» وبعض الزعماء الأفارقة، وقد أذهلنى ذلك فلا يوجد رئيس بعد جمال عبدالناصر ذكر اسم والدى وكرمه مثلما فعل الرئيس السيسى، وكان لذلك تأثير إيجابى على الأفارقة.
■ كيف يمكننا تحسين فى العلاقات المصرية الإفريقية؟
- العقبة الكبرى لمصر هى تردى الأوضاع الاقتصادية فهى قبل أن تساعد دول إفريقيا تحتاج إلى مساعدة نفسها لتحسين اقتصادها، وهذا يمكن أن يعرقل مصر من القيام بإحداث تنمية أو استثمار فى إفريقيا حاليا، ولكن أنا متفائل جدا لأن السيسى لديه اهتمام كبير بإفريقيا.
■ البعض يشبه الرئيس السيسى بالراحل عبدالناصر.. برأيك ما هو وجه التشابه بينهما؟
- نعم هناك تشابه بينهما كشخصية وزعيم، وكلاهما لديه كاريزما، ولكن الأجواء والظروف والمشاكل الآن مختلفة عن فترة الستينيات.
■ كيف حصلت على الجنسية المصرية؟
- على الرغم من وجود العديد من المساوئ فى عهد مبارك إلا أن سوزان مبارك اهتمت كثيرا بالمرأة وحقوقها، فأنا لم أحصل على الجنسية المصرية لأن والدى أجنبى ولكن بعد أن أقرت سوزان مبارك قانون بحق ابن المصرية من زوج أجنبى فى الحصول على جنسية والدته المصرية، استرددت الكثير من حقوقى، وأصبحت مصريا بشكل رسمى، ففى الدول العربية لا يوجد مثل هذا القانون ما عدا مصر وسوريا فقط.
■ هل توغل إسرائيل فى دول حوض النيل يعد محاولة للسيطرة على حصة مصر من مياه النيل؟
- لا أعتقد ذلك ولكن ممكن أن يكون نوع من الضغط على مصر، لكن اهتمام إسرائيل أكثر فى إفريقيا بتحلية المياه والزراعة، وإفريقيا تحتاج لذلك، ومصر لديها الكفاءات التى تستطيع بها عمل ما يقوم به الإسرائيليون فى إفريقيا.
■ إرسال مصر لبعثات ثقافية ودينية هل يساعد على توطيد علاقتنا بدول حوض النيل؟
- لابد أن نستغل العلاقات الثقافية مثلا بين مصر وإثيوبيا، ولابد للأزهر أن يقوم بالدور الذى كان يلعبه فى السابق من نشر الدين الإسلامى الوسطى فى إفريقيا لمواجهة الجماعات الإسلامية المتشددة التى ظهرت فى إفريقيا، ولابد من وجود بعثات لتحسين واجهة الإسلام الذى أساءت إليه هذه الجماعات، ويرجع السبب فى ذلك إلى إحباط الشباب ويأسهم هو ما أدى إلى لجوئهم لهذه الاتجاهات المتشددة، لذلك يجب أن يعود الأزهر لدوره ثانيا.
■ ما هى فرص توطيد علاقتنا ثانيا بإثيوبيا خاصة بعد التوغل الإسرائيلى هناك؟
- هناك فرص كبيرة لتوطيد العلاقات كالثقافات المشتركة بين البلدين، مثل تشابه الكنيسة الأرثوذكسية المصرية بالكنيسة الإثيوبية، وأيضا التاريخ الإسلامى المشترك بيننا وبينهم، فالمسلمون فى إثيوبيا عددهم كبير، ففى عهد الرسول صلى الله عليه وسلم لجأ المسلمون إلى الحبشة «إثيوبيا»، واحتموا بها من كفار قريش، إذن فالعلاقات الثقافية والتاريخية مهمة جدا لأنها تقوى العلاقات الاقتصادية بين البلدين.
■ ما رأيك فى التفاوض على ملف المياه فى دول حوض النيل؟
- الإعلام أعطى انطباعا مشوهها لهذه الأزمة، فهى مفتعلة، أما فى الحقيقة إثيوبيا دولة مثلنا تماما تعدادها 100 مليون نسمة، وهى دولة متخلفة جدا مع أن النمو الاقتصادى فى آخر 10 سنوات زاد، ومع ذلك هى مازالت دولة فقيرة جدا فإذا ظل معدل النمو الاقتصادى يرتفع كما يحدث الآن سوف تحتاج إلى كهرباء، وبالتالى لبناء السدود، وهو ما يجب أن يتفهمه الإعلام فهم لا يحتاجون المياه للزراعة ولكنهم يحتاجون السدود لتوليد الكهرباء.
■ ولكن بناء هذه السدود يؤثر على حصة مصر والسودان من المياه؟
- هذا يحتاج إلى تعاون بين البلدين، وليس مجرد اجتماعات تنتهى بدون حلول، وتنسيق قوى جدا بين مصر وإثيوبيا والسودان، وعلى مصر أن تهتم بشئون دولة جنوب السودان فهى دولة منهارة وبها حروب أهلية منذ حدوث الانقسام فيها بين الشمال والجنوب، فمثلا يمكننا عمل قناة فى جنوب السودان، فهناك منطقة شاسعة بها عدة مستنقعات يتبخر النيل عندها، فإذا قمنا بحفر قناة من الممكن زيادة نسبة المياه فى مصر من النيل الأبيض من دول البحيرات العظمى وجنوب السودان، والمقصود أن يكون هناك تنسيق بين مصر والسودان وإثيوبيا بالنسبة للنيل الأزرق، أما بالنسبة للنيل الأبيض فيجب التنسيق بين مصر ودول البحيرات العظمى ومن ضمنها جنوب السودان وأوغندا وكينيا، لذلك لابد من توطيد العلاقات بالدول الإفريقية، ففى حوض النيل هناك نيلين الأبيض والأزرق يلتقون فى الخرطوم، لذلك أرى ضرورة وجود تنسيق بين دول حوض النيل وتفاهم وحسن نية وتفهم للآخر ولاحتياجاته.
■ هل ترى وجود تعنت من إثيوبيا فى التفاوض على حصة مصر من المياه؟
- كنت فى زيارة لإثيوبيا من 10 سنوات وأجريت حوارا صحفيا مع الزعيم السابق لإثيوبيا، وقال لى نحن لا نريد إنقاص حصة مصر من المياه ولكننا نريد تنمية بلادنا ونحتاج الكهرباء وليس لدينا تنمية والحل الوحيد هو بناء السدود لتنمية بلادنا، ولها الحق فى التنمية، ونبحث عن حلول بديلة فإسرائيل مثلا نجحت كثيرا فى تحلية المياه فى الزراعة، فلماذا لا تقوم مصر بعمل تحلية للمياه كحل بديل، فإسرائيل لا تملك غير نهر الأردن وهو حجمه صغير جدا بالنسبة لنهر النيل، والسعودية والإمارات وبعض دول الخليج أيضا بدأوا فى تحلية المياه، فلابد لنا أن نقوم بذلك خصوصا أن مسألة بناء السدود فى إثيوبيا تعتبر مسألة حياة أو موت فلا يوجد لدينا خيار آخر.
■ ما سبب تزايد الأزمة بيننا وبين إثيوبيا، ومتى تفاقمت؟
- الأزمة تفاقمت فى عهد مرسى، أما فى عهد مبارك كان هناك تهميش فقط للدور الإفريقى فى مصر، أما مرسى فتدخل فى الشأن الداخلى الإثيوبى، وقام بالغلطة الكبرى عندما زارها وتساءل: كيف لا يحكم المسلمون إثيوبيا رغم كثرة عددهم؟ وهذا تسبب فى وجود أزمة خاصة مع وجود مشاكل بين المسيحيين والمسلمين هناك، وهذا يعتبر تحريضا من مرسى على قيام ثورة ضد المسيحيين، فالأغلبية الحاكمة هناك مسيحية، ونحن لا يحق لنا التدخل فى شأنهم الداخلى، وفقط علينا مساعدتهم فى التنمية مثل إسرائيل، فإسرائيل لا تتدخل فى شئونهم الداخلية ولكنها فقط تسألهم عما يحتاجونه فى عملية التنمية وتقوم بمساعدتهم فيها، فإذا أرادوا تحسين الأمن يقوموا بإقناعهم أنهم أفضل من يمكنه مساعدتهم فى ذلك، لذلك يجب علينا أن ندخل المنطقة بذكاء ونخطط للمدى القصير والبعيد حتى لا يكون لإسرائيل دور أو مكان فى دول حوض النيل، فقد طلبت هذا العام أن يكون لها مقعد شرفى فى دول حوض النيل على الرغم من أنها ليست دولة إفريقية وليست عضوا فى الاتحاد الإفريقى، وهذا خطر، ويعنى أن هناك نوعا من الفراغ السياسى من الدول العربية وليس مصر فقط.
■ كيف ترك العرب إسرائيل لتتوغل فى إفريقيا؟
- الجميع ترك إسرائيل تفعل ما يحلو لها فى دول حوض النيل، وهذا خطأنا جميعا، لأننا نحن من تركناهم يفعلون ذلك، فبدلا من البحث عن حلول نظل طوال الوقت نشتكى فقط، فدائما طرق حلنا للأزمة سلبية جدا، ويجب على رجال الأعمال المصريين أن يفهموا أن الاستثمار فى إفريقيا مهم جدا وسيدر عليهم عائدا كبيرا، فلا يمكن أن نعتمد على الحكومة فقط.
وأيضا مما أسهم أكثر فى زيادة التهميش السياسى لدول إفريقيا هو وزير الثقافة الأسبق د. فاروق حسنى وكان مرشحا لرئاسة اليونسكو فى الأمم المتحدة عندما قال كلمة لا يمكن أن تقال فى عهد عبدالناصر ولا الآن، وهى أن إفريقيا ليس لديها حضارة ولا ثقافة على الرغم من أنه كان وزيرا للثقافة فى مصر وقتها، وليس لديه وعى بأنه يجب عليه ألا يقول ذلك، مما يوحى لرجال الأعمال أن إفريقيا لا تصلح للاستثمار ولكن الحقيقة أن إفريقيا مليئة بالثروات الطبيعية، والهنود وإسرائيل أيضا اكتشفوا ذلك واهتموا بالاستثمار هناك.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.