أكتوبر .. انتصار قابل للتكرار

رغم مرور 42 عاما على انتصار أكتوبر 1973 إلا أن هذا النصر مازال يتلألأ ليشعرك أنه كتب بماء الذهب وطبيعة الدم الذى لا تشربه الأرض..
ورغم ما سطره الجيش من مفاخر وأمجاد فى ساحات القتال على مر العصور، فإن الفرصة لم تتح له لإثبات عظمته وشجاعته وبسالته ومعدنه الأصيل وإظهار روعة أدائه إلا حين تحقق ذلك فى حرب 6 أكتوبر.
وهذا ما يؤكده اللواء جمال حماد عندما يقول إنه نشبت أربع حروب بين العرب وإسرائيل خلال ربع القرن الذى أعقب إعلان قيام دولة إسرائيل فى 15 مايو 1948 وبسبب سياسة دولية مناوئة لمصر وأوضاع داخلية سيئة وأخطاء عسكرية لم يتمكن الجيش المصرى من إثبات جدارته واستعادة أمجاده وانتصاراته فى الحروب الثلاث الأولى التى خاضها إذ لم تتهيأ أمامه الفرصة التى ينشدها كى يخوض غمار القتال بعد اتمام استعداداته لمواجهة عدوه وجها لوجه تحت قيادة عسكرية واعية بأصول الفن الحربى.
ومع احتفالات المصريين بانتصار أكتوبر تقف أرقى المدارس العسكرية فى العالم لتدرس لطلابها حرب أكتوبر التى غيرت بعض المفاهيم والقواعد العسكرية فى العالم فبعيدًا عن توقيت المعركة وقوة وجلد الجندى المصرى نتوقف عند خط بارليف فقد كان فى الضفة الشرقية للقناة ساتر ترابى من نواتج حفرها ارتفاعه 10 أمتار تقريبا فاستغله العدو لإقامة خط دفاعى فقام بتعليته حتى وصل ارتفاعه إلى أكثر من 25 مترا وأقام عدة نقاط حصينة.
وقال العدو وقتها إنه يريد أن يجعل من المانع المائى الفريد الذى تشكله القناة سدًا منيعًا يحول بين جيش مصر وسيناء ولم يكتف برفع الساتر الترابى رأسيا بل قام بإزاحته غربا حتى لامس حافة القناة تماما بزاوية تزيد على 45 درجة وقد أطلق على هذا الخط بارليف والذى تكلف أكثر من 238 مليون دولار وهو ما يقارب تكاليف إنشاء السد العالى ويتكون من 22 موقعا حصينا تضم 31 نقطة قوية تبلغ مساحة كل نقطة 400 متر مربع وهى عبارة عن منشأة هندسية معقدة تتكون من عدة طوابق وتكون الطابق من عدة دشم من الأسمنت المسلح المقوى بالقضبان الحديدية والخرسانية المسلحة والأتربة والأحجار. ولكن خير أجناد الأرض حققوا المستحيل وعبروا ليؤكدوا ما قاله النبى «بأنهم خير أجناد الأرض وليثبتوا بسالة الجندى المصرى الذى تأمله نابليون بونابرت كثيرا ثم قال: لو كان عندى نصف هذا الجيش المصرى لغزوت العالم .. فى هذا الملف نعيد ذكرى الانتصار مع رجال كانوا الأبطال فى معركة من أهم المعارك العسكرية فى ذاكرة العالم عامة والأمة العربية والمصرية خاصة.