كسر الرقم التاريخي السابق، سعر الذهب يصل إلى مستوى قياسي جديد    مقتل 5 أشخاص إثر تحطم طائرة تابعة للبحرية المكسيكية    ارتفاع صاروخي لأسعار النفط مع تصاعد التوترات الجيوسياسية    عمر مرموش يؤكد: فوز منتخب الفراعنة على زيمبابوي أهم من أي إنجاز فردي    أحمد التهامي يحتفل بفوز منتخب الفراعنة ويُوجه رسالة ل محمد صلاح    محدود دون إصابات.. التحقيقات تكشف تفاصيل حريق قاعة أفراح بأبو النمرس    "بسبب غاز السخان" النيابة تحقق في وفاة عروسين    إنعام محمد علي: التحضير لمسلسل أم كلثوم استغرق عامين.. واختيار صابرين كان مفاجأة للكل    أمم أفريقيا 2025| بهذه الطريقة احتفل محمد صلاح ومرموش بالفوز على زيمبابوي    اليوم، بدء إعادة جثامين 14 مصريا ضحايا غرق مركب هجرة غير شرعية باليونان    حبس وغرامة ضخمة لهؤلاء.. سر المادة 70 من تعديلات قانون الكهرباء    إلهام شاهين تتصدر جوجل وتخطف قلوب جمهورها برسائل إنسانية وصور عفوية    زينة منصور تدخل سباق رمضان بدور مفصلي في «بيبو»... أمومة على حافة التشويق    حين تضطر أم لعرض أطفالها للتنازل: ماذا فعلت سياسات السيسي بالمصريين؟    أجواء شديدة البرودة والصغرى 12 درجة.. الأرصاد تكشف حالة الطقس اليوم    بعد ارتدائها البدلة الحمراء.. محامي ضحية ابنتها ببورسعيد يكشف موعد تنفيذ حكم الإعدام في المتهمة (خاص)    مواطن يستغيث من رفض المستشفي الجامعي طفل حرارته عاليه دون شهادة ميلاده بالمنوفية    بيسكوف: لا أعرف ما الذي قصده فانس بكلمة "اختراق" في مفاوضات أوكرانيا    استشاري تغذية علاجية بالفيوم ل"أهل مصر": دودة الطماطم خطر صحي وآفة زراعية.. ولا علاقة لها بالقيمة الغذائية    مشروع قومى للغة العربية    نقابة أطباء الأسنان: أعداد الخريجين ارتفعت من 45 إلى 115 ألفا في 12 عاما فقط    «المستشفيات التعليمية» تعلن نجاح معهد الرمد والسمع في الحصول على اعتماد «جهار»    رئيس هيئة المستشفيات التعليمية يُكرّم مساعد وزير الصحة للمبادرات الرئاسية    استغاثة عاجلة إلى محافظ جنوب سيناء والنائب العام    شعبة الاتصالات: أسعار الهواتف سترتفع مطلع العام المقبل بسبب عجز الرامات    مصرع شخص صدمته سيارة نقل أثناء استقلاله دراجة نارية فى المنوفية    استكمال الاختبار التجريبي لطلاب الصف الأول الثانوي على منصة كيريو في محافظات الجمهورية يوم 23 ديسمبر    المؤبد والمشدد 15 سنة ل 16 متهماً ب «خلية الهيكل الإدارى بالهرم»    بالصور.. مدير محطة حدائق الأهرام بالخط الرابع للمترو: إنجاز 95% من الأعمال المدنية    أمم إفريقيا - مؤتمر حسام حسن: كنت أحمل هم الجماهير في مصر.. وصلاح يصنع الفارق    أمم أفريقيا 2025| وائل القباني: منتخب الفراعنة قدم أداء جيدًا.. وهناك عيب وحيد    حسام حسن: حدث ما توقعته «صعبنا الأمور على أنفسنا أمام زيمبابوي»    فرقة سوهاج للفنون الشعبية تختتم فعاليات اليوم الثالث للمهرجان القومي للتحطيب بالأقصر    بالانتشار الميداني والربط الرقمي.. بورسعيد تنجح في إدارة انتخابات النواب    يرتفع تدريجيا..أسعار الذهب اليوم الثلاثاء 23-12-2025 في بني سويف    ترامب: سوف نواصل العمل على زيادة عدد حاملات الطائرات    حماية القلب وتعزيز المناعة.. فوائد تناول السبانخ    فولر ينصح شتيجن بمغادرة برشلونة حفاظا على فرصه في مونديال 2026    فلسطين.. إصابة ثلاثة مواطنين في هجوم للمستعمرين جنوب الخليل    القانون يضع ضوابط تقديم طلب اللجوء إلى مصر.. تفاصيل    ما هي أسباب عدم قبول طلب اللجوء إلى مصر؟.. القانون يجيب    ليفربول يحتفل بأول أهداف محمد صلاح مع منتخب مصر فى كأس أمم أفريقيا    القصة الكاملة لمفاوضات برشلونة مع الأهلي لضم حمزة عبد الكريم    ليفربول يعلن نجاح جراحة ألكسندر إيزاك وتوقعات بغيابه 4 أشهر    وزير الدفاع الإيطالي: روما مستمرة في دعم استقرار لبنان وتعزيز قدرات جيشه    فرحة أبناء قرية محمد صلاح بهدف التعادل لمنتخبنا الوطني.. فيديو    هيئة الدواء: متابعة يومية لتوافر أدوية نزلات البرد والإنفلونزا خلال موسم الشتاء    ستار بوست| أحمد الفيشاوى ينهار.. ومريم سعيد صالح تتعرض لوعكة صحية    «الشيوخ» يدعم الشباب |الموافقة نهائيًا على تعديلات «نقابة المهن الرياضية»    فضل صيام شهر رجب وأثره الروحي في تهيئة النفس لشهر رمضان    رمضان عبدالمعز: دعوة المظلوم لا تُرد    ميرال الطحاوي تفوز بجائزة سرد الذهب فرع السرود الشعبية    "يتمتع بخصوصية مميزة".. أزهري يكشف فضل شهر رجب(فيديو)    يضم 950 قطعة أثرية.... محافظ المنيا يتفقد متحف آثار ملوي    برلمانية الشيوخ ب"الجبهة الوطنية" تؤكد أهمية الترابط بين لجان الحزب والأعضاء    جامعة قناة السويس تعتلي قمة الجامعات المصرية في التحول الرقمي لعام 2025    قصة قصيرة ..بدران والهلباوى ..بقلم ..القاص : على صلاح    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاثنين 22-12-2025 في محافظة قنا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الرئيس فى حواره مع وكالة الأنباء الكويتية: قوى خارجية استغلت الثورات العربية وموَلت الإرهاب والتطرف فى ليبيا وسوريا

أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى أن هناك تدخلات خارجية استغلت الثورات العربية ومولت قوى الإرهاب والتطرف فى ليبيا وسوريا مؤكدا أن استفحال خطر المجموعات التكفيرية فى سوريا والعراق وعيها إلى التوسع سيقرب وجهات النظر العربية تجاه تسوية الأزمة السورية.
وقال الرئيس: «أؤكد بوضوح أن أمن الخليج خط أحمر لا ينفصل عن الامن القومى المصري» موضحا أن ارتباط مصر بمحيطها الخليجى ارتباط قوى ووثيق وأن التعاون بينهما يمثل أرضية مناسبة لدعم العمل العربى المشترك.
وأشار الرئيس فى حواره لوكالة الأنباء الكويتية «كونا» الى أن مصر بدأت تتعافى وتستعيد مكانتها الاقليمية والدولية رغم ظروفها الاقتصادية ومحاولات عرقلة دورها مشيرا الى اتخاذ العديد من الاجراءات التى تجذب الاستثمارات الخارجية.
وأكد السيسى على أهمية تصويب الخطاب الدينى وتخليصه من أية شوائب تجافى صحيح الدين الإسلامى مشددا على ضرورة مشاركة الإعلام فى المسئولية وتحمل أعباء الوطن لأن التحديات جسيمة.
■ شهدت الساحة المصرية خلال الأشهر الماضية استقرارا ملحوظا لكن هناك بعض المظاهرات والأعمال التى تعكر صفو المجتمع إلى متى تستمر هذه الأعمال؟
- «هذه المظاهرات لا تمثل الغالبية العظمى من المصريين ولكنها تمثل فئة قليلة للغاية تحاول الخروج على النظام وتأليب الرأى العام ولكن أؤكد لك أن الشعب المصرى واع لمثل هذه المحاولات ولن يستجيب لها..وأود أن أطمئنك وأطمئن الشعب المصرى وكافة الشعوب العربية المحبة للسلام والاستقرار..بأن الحكومة المصرية وبمساندة الشعب المصرى تنتهج سياسة «النفس الطويل» وسنظل صامدين.. شعبا وجيشا.. يدا واحدة..تذود عن الوطن وتحمى أرضه..وبإذن الله عن قريب سنستأصل جذور الإرهاب وسننعم بكامل الاستقرار والهدوء فى مصر وستظل وطن الأمان وسيبقى أهلها فى رباط إلى يوم القيامة».
■ ما رؤيتكم لمكافحة ظاهرة الإرهاب التى تتعرض لها مصر والعديد من الدول العربية وإلى أين وصلت الحملة التى بدأتها قوات الأمن المصرية لمكافحة هذه الظاهرة فى سيناء؟
- «إن الرؤية المصرية لمكافحة الإرهاب رؤية شاملة تؤكد أهمية البعد التنموى بشقيه الاقتصادى والاجتماعى إلى جانب الجهود الأمنية والمواجهة العسكرية بغية القضاء على الأسباب الأساسية التى تمثل بيئة خصبة لاستقطاب بعض العناصر المحبطة ولاسيما من الشباب..وتبرز هنا أهمية تصويب الخطاب الدينى وذلك لتصحيح صورة الإسلام وعرض حقائقه بسماحتها واعتدالها.. تلك مسئولية سنسأل عنها أمام الله سبحانه وتعالى.
وتتواكب مع ذلك أهمية الخطاب الإعلامي..فنحن فى العالم العربى بحاجة إلى خطاب إعلامى واع ومسئول يساهم فى توفير حالة اصطفاف وطنى وراء هدف واحد..وهو الحفاظ على الدولة الوطنية والعمل على دعمها وتقويتها والحيلولة دون سقوطها أو تفتيتها.
■ تواجهون مسئوليات كبيرة وتحديات أكبر داخلية وخارجية..هل يمكن التعرف على رؤيتكم تجاه الملفات التالية.. أولا: الأوضاع الاقتصادية التى تعانى منها مصر منذ 25 يناير 2011 فى ضوء تطلعات شعبية كبيرة وخطط تنموية طموحة؟
- «حقا لقد تراكمت مشكلات اقتصادية على مدار عقود طويلة وترافقت معها زيادة سكانية متنامية بمعدلات مرتفعة ولكن هذه المشكلات لن تثنينا عن مواصلة خطط التنمية الشاملة فى مصر ولذلك فلقد توجهنا فى مصر نحو المشروعات الاقتصادية العملاقة التى من شأنها إحداث نقلة نوعية فى الاقتصاد المصرى ويأتى فى مقدمتها مشروع حفر قناة السويس الجديدة وتنمية محورها والعمل فيه - بفضل الله - يجرى على قدم وساق طامحين أن ننجز مشروع القناة الجديدة فى عام واحد بدلا من الفترة التى توقعها الخبراء والتى تراوحت فيما بين ثلاثة وخمسة أعوام فنحن فى سباق مع الزمن وبالتوازى مع هذا المشروع فقد أعطيت إشارة البدء فى إنشاء مركز لوجيستى عالمى لتخزين وتداول وتجارة الحبوب والغلال فى ميناء دمياط ويعد الأول فى سلسلة من مشروعات مماثلة سيتم تنفيذها..وعلى صعيد التنمية الزراعية نستهدف استصلاح مليون فدان كمرحلة أولى من خطة التنمية الزراعية التى تستهدف استصلاح أربعة ملايين فدان..إننا نتحرك فى اتجاهات متعددة معولين على عناية الله..وإرادة الشعب المصرى ونتوقع المزيد من الدعم والتعاون من جانب أشقائنا سواء من خلال المساهمات المالية أو الاستثمارات المباشرة أو القروض الميسرة».
■ ثانيا: عودة الاستثمارات العربية والأجنبية كما كانت عليه فى السابق والحاجة إلى جهد كبير من خلال سن تشريعات وقوانين وإجراءات جاذبة للاستثمار ومعالجة المشاكل التى تعرض لها بعض المستثمرين بعد ثورة 25 يناير؟
- «إن التشريعات الاستثمارية المصرية كانت فى حاجة ماسة إلى التعديل للتيسير على المستثمرين والمساهمة فى جذب المزيد من الاستثمارات ومن ثم فإن الدولة عاكفة على صياغة حزمة جديدة من القوانين فى هذا الصدد وفى مقدمتها قانون الاستثمار الموحد وما يتصل به من قوانين العمل والضرائب وغيرها ولقد وجهت لجنة الإصلاح التشريعى فى آخر اجتماع مع أعضائها بضرورة إيلاء القوانين الاقتصادية وفى مقدمتها قانون الاستثمار أولوية خاصة ومتقدمة كما أننا نتوجه الى تطبيق نموذج (الشباك الواحد) لاختصار الإجراءات وتوفير الوقت والجهد على المستثمرين..وفى هذا الصدد نرحب بالأشقاء من دولة الكويت للاستثمار فى مصر فى شتى المجالات كما نتطلع إلى حضور فاعل لدولة الكويت ومؤسساتها التمويلية مثل الصندوق الكويتى للتنمية الاقتصادية العربية فى المؤتمر الاقتصادى الذى ستستضيفه مصر فى فبراير المقبل».
■ مشروع قناة السويس الجديدة (هدية مصر إلى العالم) كان حدثا عظيما وانطلاقة نحو مرحلة اقتصادية جديدة وواعدة متى سيجنى الشعب المصرى ثماره وماذا ستضيف القناة لمشروع محور تنمية قناة السويس الذى تعولون عليه كثيرا؟
- «نعم هو بحق (هدية مصر إلى العالم) حيث إن حفر القناة الجديدة سيؤدى إلى سهولة الحركة الملاحية فى القناة لقوافل السفن القادمة من شمال وجنوب القناة وسيخفض ساعات الانتظار بشكل كبير وهو الأمر الذى من شأنه اختصار وقت ملاحة السفن وإيصال البضائع فقناة السويس بمجراها الملاحى الحالى تستوعب 49 سفينة يوميا وبعد تشغيل القناة الجديدة سيتضاعف حجم استيعابها ليصل إلى حوالى 98 سفينة يوميا.
■ يلعب الإعلام دورا كبيرا فى توجيه الرأى العام وفى نهضة الدول..كيف تنظرون إلى إمكانية الاستفادة من هذا الدور فى المرحلة المقبلة وما تقييم فخامتكم للإعلام المصرى؟
- «يسيء الكثيرون فهم هذه المعادلة ويريدون الانتقال بالحديث عن دور الإعلام إلى (الإعلام الموجه) الواقع تحت تأثير وسيطرة الدولة..وهى وجهة نظر غير صحيحة..ففى العصر الحالى الذى انتشرت فيه وسائل الاتصال والإعلام الحديثة أضحى الاعلام أكثر انتشارا وأسرع تأثيرا عما عداه من وسائل بل أضحى كذلك وسيلة أساسية وسهلة لاستقاء المعلومات السياسية والاقتصادية بل وحتى الدينية ومن ثم فإن المسئولية الملقاة على عاتق القائمين عليه قد تضاعفت ولا يمكن توجيهه لخدمة مصالح ضيقة.
وفى ظروف كالتى تمر بها مصر والمنطقة الآن..هل من المناسب التركيز على قضايا فرعية أو إثارة الرأى العام وإحداث نوع من البلبلة فى الوقت الذى تحتاج فيه مصر إلى تحقيق الاصطفاف الوطنى فالمخاطر التى نمر بها جميعا فى الوقت الراهن تتعلق (بصراع وجود) الدول ذاتها وليس مجرد مشكلات بسيطة نبحث عن حلول لها.
■ حققتم نجاحات سياسية كبيرة منذ توليكم منصب الرئاسة فى يوليو الماضى وأهمها وقف العدوان الإسرائيلى على غزة وزيارتكم الناجحة للأمم المتحدة والتقيتم بعدداً كبيراً من زعماء العالم.. هل يمكن القول إن مصر عادت بكامل قوتها إلى العالم أم أن هناك رواسب مع بعض الدول..خاصة الدول الغربية؟
- «إن مصر تتعافى وتستعيد مكانتها الإقليمية الرائدة ودورها الفاعل وعلى الرغم مما تمر به من ظروف اقتصادية وأمنية ترتبط بمكافحة الإرهاب فإنها تواصل الحركة بدأب ونشاط على كافة الأصعدة والمحاور داخليا وإقليميا ودوليا واستطاعت بفضل من الله أن تتوصل لوقف لإطلاق النار فى غزة حقنا لدماء أبناء الشعب الفلسطينى ونجحت فى إقرار الهدنة وذلك على الرغم من بعض المحاولات لعرقلة دورها فى هذا الصدد..وفى كل يوم تكسب أرضية جديدة..وتسجل نجاحا تلو الآخر.
أما بالنسبة للدول الغربية فإن مواقفها قد شهدت تطورا إيجابيا مقارنة بما كانت عليه عقب 30 يونيو وذلك بعد أن اتضحت الصورة أكثر فأكثر..وأدركت حقيقة ما شهدته مصر من تغيرات تعكس الإرادة الحرة للشعب المصرى ولقد تجلى ذلك فى عدد من الإجراءات التى اتخذتها تلك الدول ومن بينها رفع حظر السفر إلى المقاصد السياحية المصرية واستئناف مختلف أوجه التعاون بينها وبين مصر فضلا عن الزيارات المتبادلة واللقاءات بين مصر وهذه الدول سواء على مستوى القمة أو على المستوى الوزارى».
■ لماذا حرصتم على زيارة روسيا مرتين قبل وبعد تسلمكم مهام الرئاسة..وما النتائج المرتقبة لهاتين الزيارتين على المستويين المصرى والعربى؟
- «لقد حرصت منذ تولىَّ منصبى وفى خطاب تكليفى للحكومة على أن تصاغ السياسة الخارجية المصرية وأن تقيم مصر علاقاتها الخارجية على أسس من الندية والاحترام المتبادل وعدم التدخل فى الشئون الداخلية للدول وأن تكون العلاقات المصرية مع مختلف دول العالم علاقات ديمقراطية متنوعة ومتوازنة.
إن روسيا قوة دولية مهمة تجمعها بمصر علاقات تاريخية نعتز بها ونحرص على تنميتها وتطويرها فى كافة المجالات..ومن هنا جاء الاهتمام بإجراء هاتين الزيارتين..ولكل منهما ظروفها المختلفة فالزيارة الأولى تمت فى إطار صيغة (2+2) وهى صيغة تتبعها موسكو مع عدد قليل من الدول وتتمثل فى عقد مباحثات مشتركة بين وزيرى الدفاع والخارجية فى البلدين أما زيارتى الثانية فكانت على المستوى الرئاسى لتدعيم العلاقات ومنحها الزخم السياسى اللازم لدفعها وتقدمها.
■ يتخوف البعض من عودة أعضاء وأنصار جماعة الإخوان المسلمين إلى مجلس النواب فى الانتخابات البرلمانية المقبلة بطرق ملتوية رغم إدراجها فى قوائم الجماعات الإرهابية.. كيف ستتعامل الحكومة مع هذه القضية؟
- «بداية أود أن أنوه إلى درجة الوعى وحجم الاستفادة التى اكتسبها الشعب من تجربة السنوات الثلاث الماضية والذى أضحى قادرا على تمييز الغث من الثمين..وأنتهز الفرصة لأوجه الدعوة لكافة أبناء الشعب المصرى للتدقيق وحسن الاختيار آخذا فى الاعتبار الأعباء الملقاة على عاتق البرلمان المقبل فى شقى الرقابة والتشريع فضلا عن الصلاحيات الموسعة التى يتمتع بها البرلمان فى ضوء مواد الدستور الجديد..ودعنى أوجه الدعوة أيضا للأحزاب السياسية المصرية للدفع بالشباب إلى الصفوف الأمامية لإعداد الصف الثانى من الكوادر السياسية وضخ دماء جديدة فى شرايين مجلس النواب المقبل».
■ الربيع العربى الذى شهده بعض الدول العربية جنح فى مسارات مغايرة والبعض يرى فيه ثورات لشعوب تتطلع إلى حياة أفضل والبعض الآخر يراها مؤامرات أجنبية لضرب الاستقرار وإشاعة الفوضى فى المنطقة..ما هى حقيقة الأمر وما هى رؤية فخامتكم للأوضاع فى الدول التالية...العراق واليمن وليبيا؟
- «هناك ملابسات كثيرة فى هذا الموضوع وأمور يتعين توضيحها ومن الظلم أن يتم اختزال ثورات شعبية حقيقية أو تصويرها على أنها قامت بفعل مؤامرات خارجية وداخلية..المؤكد أن الشعوب تثور لشعورها بالظلم الاجتماعى والتردى الاقتصادى ولتراجع عام تلمسه فى أداء السلطات الحاكمة لكن هناك عدة قوى كانت تتحين لحظة التغيير التى تتسم بكثير من السيولة لتنقض على تلك الثورات وتنسبها إلى ذاتها علما بأنها ثورة شعبية نابعة من إرادة الشعب الذى أراد الانتقال إلى الأفضل والتمتع بحرية سياسية وعدالة اجتماعية وكرامة إنسانية..ولكن القوى التى انقضت على الثورة فشلت فى تحقيق ذلك وسرعان ما انكشف وجهها الحقيقى ورغبتها فى الاستيلاء على السلطة..لقد استخدمت الديمقراطية فقط كوسيلة للوصول إلى الحكم عبر الانتخابات..ثم تخلت عنها تماما بعد ذلك..كان هذا هو ما حدث فى مصر..أما فى دول أخرى فقد كانت بنية الدولة ذاتها أضعف من أن تتحمل صعوبة هذه التجربة..يضاف إلى ذلك تدخلات خارجية من بعض الأطراف التى وظفت ومولت قوى الإرهاب والتطرف..فحدث ما نشهده الآن فى كل من سوريا وليبيا.
■ لماذا تباينت مواقف الدول العربية تجاه الأزمة السورية؟ وكيف يمكن وقف هذه المأساة التى تتعرض لها سوريا وشعبها الشقيق؟ وما هى حقيقة تنظيم (داعش) الإرهابى؟
- «اسمح لى بداية أن أعبر عن تعاطف مصر ومساندتها للشعب السورى الشقيق فى مواجهة المأساة الإنسانية التى يشهدها منذ ثلاث سنوات والتى تعمقت منذ شهور بظهور تلك التنظيمات الإرهابية والتكفيرية كداعش وغيرها..وأعتقد أن المواقف المبدئية للعديد من الدول العربية إزاء أزمة سوريا متفقة إلى حد كبير وتتعلق بضرورة الحفاظ على السلامة الإقليمية للدولة السورية وحمايتها من التفتت والحفاظ على وحدة شعبها وصون مقدراته..هذا هو الهدف والغاية..وطالما كانت الغاية واحدة فإنه يمكن الاتفاق بشأن وسيلة تحقيقها وأعتقد أن تمدد المجموعات التكفيرية واستفحال خطرها وسعيها للتوسع فى كل من سوريا والعراق كفيل بأن يقرب وجهات النظر إزاء الوسائل التى يتعين اعتمادها لتسوية هذه الأزمة والتى من الأفضل أن تكون وسائل سياسية عبر الحوار».
■ (مسافة السكة).. هذا ردكم على سؤال حول موقف مصر إذا تعرض أمن إحدى الدول العربية للخطر وقد أحدثت هذه الكلمات الموجزة والسريعة طمأنينة كبيرة فى نفوس الشعوب العربية..هل هناك رؤية لحماية الأمن العربى وكيف تنظرون إلى أمن منطقة الخليج العربى؟
- «على الرغم من أننا نحارب معركتنا الداخلية ضد إرهاب غاشم عنيف متعدد الأوجه إلا أننا لا ننسى البعد الإقليمي..نحن نجرى مشاورات شبه يومية مع العديد من الزعماء العرب ولدينا أيضا نفس الزخم من الاتصالات مع العالم الخارجي..نسعى إلى تجنيب المنطقة المزيد من التصعيد والقلاقل نريد أن تستقر الأوضاع فى المنطقة العربية وأن تحافظ كل دولة على قوامها الجغرافى والسكانى حتى تستطيع النهوض من جديد.
وأؤكد بوضوح أن أمن منطقة الخليج هو خط أحمر لا ينفصل عن الأمن القومى لمصر، وأن ما يصيب مواطن كويتى أو سعودى على سبيل المثال إنما يتألم له أخوه المصرى وينتفض من أجل مساندته ودفع أى خطر عنه».
■ كيف تنظرون إلى مستقبل العلاقات العربية مع إيران؟
- «إن أى علاقة بين طرفين لا يمكن أن تصاغ أو أن يتم تطويرها فى اتجاه ما من جانب واحد ويتعين أن تتوافر لهذه العلاقة مجموعة من العوامل التى تمنحها القدرة على النمو والاستمرار والازدهار ويأتى فى مقدمتها توافر الارادة السياسية..وعن الجانب العربى سأتحدث.. هل تحتل أى من الدول العربية أراضى إيرانية؟ هل تستخدم الدول العربية الاختلاف المذهبى وأقول (الاختلاف) وليس (الخلاف)..أداة للتدخل فى شئون دول أخرى..لدينا فى مصر يقوم الأزهر الشريف بتدريس المذهب الجعفري..إلى جانب مذاهب أهل السنة والجماعة..هذا هو مفهومنا عن الاختلاف..تعايش وتعارف..هل تستقوى أى دولة عربية ولنأخذ مصر مثالا بإمكانياتها العسكرية على جيرانها؟ أعتقد أن إجابات هذه الأسئلة وهى بديهية كفيلة بالرد على سؤالك..وفى كل الأحوال يستطيع الطرف الآخر أن يبرهن على حسن النوايا ويعلم جيدا ما الذى عليه اتخاذه إذا أراد تطوير هذه العلاقات».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.