دشن مقدمو البرامج والنشرات والمذيعون بالتليفزيون المصرى حملة جمع توقيعات تطالب بالنظر فى أجورهم المتدنية التى يتقاضونها والتى لا تقارن بأجور القنوات الأخرى فأغلب هؤلاء المذيعيين يشعرون بالغضب والظلم، خاصة عند المقارنة بأجور زملائهم فى المحطات الفضائية الخاصة فالمذيعة فى ماسبيرو لا تحصل سوى على 50 جنيهاً فقط كبدل للاهتمام بمظهرها. وهذه الأجور الهزيلة ربما كانت أهم الأسباب وراء هروب الكثير من المذيعات فى الفترة الأخيرة والتحاقهم للعمل بالفضائيات خاصة مع العروض المغرية والأرقام الفلكية التى تقدمها هذه القنوات فيما قال أحد المذيعين المشاركين فى هذه الحملة ورفض ذكر اسمه أن جميع لقاءاتنا مع عصام الأمير رئيس الاتحاد يرفض مناقشة مشكلة الأجور وكل تركيزه على تحسين صورة الإعلام المصرى وسبل منع الانهيار والتجاوز غير المهنى وغير الأخلاقى وكأن الشاشة فقدت احترامها للمشاهد دون أن ينظر إلينا أو يستمع لنا. وكشفت مصادر من داخل القطاع الاقتصادى بالمبنى أن أعلى سقف لرواتب المذيعين والمذيعات فى التليفزيون المصرى هو 2200 جنيه تتعرض لخصومات الضرائب والدمغات ومستوى الاداء وغيرها لتصل إلى 1600 جنيه فقط لا غير وربما لا يستطيعون الحصول عليها لمدة أشهر بسبب عدم وجود «سيولة» فى الخزنة يضاف لذلك ما يتم تطبيقه بالنسبة للمذيعات من تحديد سقف الأجر السنوى ب 27 ألف جنيه تصل إلى 16 ألف جنيه فقط بعد الخصومات وفى حال حصول المذيعة على هذا المبلغ خلال عدة أشهر يكون عليها أن تعمل باقى العمل دون أجر. وتسود الآن ماسبيرو حالة من الغضب وقطاع القنوات المتخصصة وذلك بعد إعلان اللائحة الجديدة للبرامج والتى لم يرض عنها الكثير من العاملين بالبرامج الكبيرة واليومية بقطاع التليفزيون على وجه الخصوص بعد أن شملت اللائحة بعض المبالغ التى ساوت بين العاملين بقطاع التليفزيون المصرى والعاملين بقطاع القنوات الإقليمية والتى اشتملت على مبالغ لا تراعى المجهود والقيمة الإعلامية المقدمة من وجهة نظرهم، وتعاملت مع البرامجيين باعتبارهم موظفين وساوت بين المخرج الذى يقدم برنامجا يوميا، وبين من يقدم برنامجا أسبوعيا. وتقدم عدد من المذيعين بمذكرة للمهندس ابراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء قالوا فيها: «إذا كنا نبحث عن المنافسة فكيف تطلب من مذيعة بقناة الأخبار أن تنافس مذيعة فى قناة العربية أو قناة الجزيرة وما يتطلبه هذا من إنفاق على المظهر وتطوير المهارات، وأجرها لا يتعدى 4 آلاف جنيه»، اللائحة الجديدة للاجور فى قطاعات التليفزيون تتضمن «مذيعا ومخرجا ومعدا» يصل فيها سقف أجر مدير الإدارة المركزية وهو من مر عليه 25 سنة عملا فى مبنى ماسبيرو، 9 آلاف جنيه ويخصم منها 33 % ضرائب تخصم من جميع العاملين البرامجيين، حتى يصل صافى دخله إلى حوالى 5800 جنيه. ودرجة مدير عام وهو من مر عليه 20 عاما أجره 8 آلاف جنيه تصل بعد الضرائب إلى 5400 جنيه ودرجة كبير مخرجين أو مذيعين أو معدين وهو من مر عليه أيضا 20 سنة أجره لا يتجاوز 7 آلاف جنيه ودرجة أولى وهو من مر عليه 17 سنة أجره 6 آلاف جنيه بعد الضرائب تصل إلى 3800 ودرجة ثانية والذى مر عليه 15 سنة أجره 5 آلاف جنيه بعد الضرائب 3350 جنيها أما الدرجة الثالثة فلا يتجاوز سقف أجرهم 4 آلاف جنيه تصل إلى 2000 جنيه بعد الضرائب. والأمثلة على تدنى الأجور تشمل أغلب المذيعات فى ماسبيرو ومنهن مثلا المذيعة رشا مجدى بقطاع الأخبار والتى تعمل بالقطاع منذ أكثر من 16 سنة وهى الآن درجة أولى راتبها الأساسى 300 جنيه شهرياً وبعد إضافة الحوافز يصل إلى 630 جنيها وتحصل فى الحلقة الواحدة من برنامج صباح الخير يا مصر على 650 حنيها وبعد خصم الضرائب يصل إلى 520 جنيها أى أنها تحصل فى النهاية على 4000 جنيه ومن المفروض أن يكفيها هذا المبلغ للظهور بصورة لائقة من حيث الملابس التى تظهر بها بصفة يومية على شاشة التليفزيون وهذا أيضا نفس وضع مذيعات النيل الدولية حيث إن أقصى راتب تحصل عليه أعلى مذيعة فيها يصل إلى 3000 جنيه مضاف له العلاوات وال50 جنيهاً بدل مظهر. وهناك العديد من مذيعات الدرجة الثانية بالكاد يصل راتبهن إلى 500 جنيه شهريا وذلك بعد إضافة الحوافز وغيرها وأجورهن على حلقات برامجهن الخاصة تصل إلى 2200 جنيه شهريا ولكن بعد خصم العديد من الضرائب والدمغات وغيرها يصل المبلغ إلى 1600 جنيه. وعلق عصام الأمير رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون والمشرف على وزارة الإعلام على تدنى الاجور بماسبيرو قائلاً: ان عدد العاملين بالمبنى اكبر عامل مؤثر على الاجور ونحن لا نهتم بحالة الهروب الجماعى للمذيعين لأننا نظل مصنع النجوم وليس لدينا مشكلة فى هروب أحد فى أى وقت ومن السهل إيجاد مذيعين جدد لأننا لا نقف على أحد وقال ان التليفزيون به 45 ألف شخص ونستطيع اكتشاف نجم كل أسبوع وأفخر أننى أساعد الفضائيات الخاصة على العمل من خلال مذيعينا.. ومن غير مقتنع برواتب وأجور التليفزيون المصرى فليبحث عن بديل آخر. وقال الأمير: إن هناك عددًا من القيادات والمذيعين بمبنى ماسبيرو لا يعرفون شيئًا عن المهنة وينقصهم الخبرة مضيفًا: إن الفترة المقبلة ستشمل تغييراً لعدد من القيادات ليصبح التليفزيون المصرى من أهم وأقوى تليفزيونات العالم كما كنا فى السابق.