فى الوقت الذى يطالب فيه العالم بوقف العنف ضد المرأة، نجد أنه لم يعد يقتصر على الضرب والإهانة والاحتقار والتحرش الجنسى والاغتصاب، بل تجاوز إلى حد القتل والاعاقة الجسدية، الأمر الذى تخطى دول العالم الثالث، ليلحق بالدول المتقدمة التى تتمتع بالرقى والتقدم العلمى، وتأتى الدنمارك فى مقدمة الدول المتحضرة التى تعانى من ممارسة العنف ضد المرأة، حيث تتعرض النساء الدنماركيات للاضطهاد والعنف المنزلى وصولا إلى العنف الجسدى والتحرش الجنسى، وتليها السويد ولا غرابة فى أن تكون السويد إحدى أكثر الدول الأوروبية التى يتعرض فيها النساء للعنف، حيث ترتفع فيها نسبة ما يطلق عليه جرائم الشرف، فعدد سكانها يتجاوز 9 ملايين نسمة اصبح غالبيتهم من أصول مهاجرة وتحصر جرائم الشرف بين المهاجرين القادمين من أمريكا اللاتينية وشرق أوروبا. حيث أوضحت دراسة لمكتب الحقوق فى الاتحاد الأوروبى ان العنف ضد المرأة يجرى على نطاق واسع فى جميع أنحاء أوروبا، وشملت الدراسه لقاء 42000 إمرأة أوربية، تراوحت أعمارهن بين 18-74 عامًا، ولخصت إجابتهن إلى ان إمرأة من بين ثلاثة تعرضت مرة واحدة على الأقل للعنف أو الاغتصاب الجنسى، كما اظهرت الدراسة ان العنف الواقع على المرأة من قبل الزوج هو الاكثر انتشارا، وبحسب الدراسة، فإن العنف ضد المرأة فى الدنمارك والسويد هو الأكثر انتشارا فى المتوسط الأوروبى فى العنف الذى تتعرض له النساء، كما أنهما تصدرتا قائمة أكثر الدول التى تتعرض فيها النساء للتحرش الجنسى.. وتفسر «جوانا جودى» إحدى معدى الدراسة، أن النساء يخرجن كثيرا للعمل فى البيئات التقليدية التى يعمل فيها الرجال، مقارنة ببقية البلدان، حيث تبقى النساء فى المنزل. ومن جانبه استنكر مكتب الحقوق الأوروبى عدداً من النتائج التى اظهرها مسح الدراسة، لافتا إلى أنه من غير المقبول أن تتعرض النساء لمثل هذا العنف. وفى نفس السياق أظهرت الدراسة أيضا أن تعرض الشابات لمضايقات عبر شبكة الإنترنت أصبح يمثل مشكلة كبيرة فى أوروبا وأسفرت أن واحدة من بين كل عشرة نساء تتراوح أعمارهن بين 18و 29 عاما تلقت رسائل مسيئة عبر شبكات التواصل الاجتماعى ليكون من ضمن العنف الذى تتعرض له المرأة حيث ينتج هذا العنف عواقب نفسية وعاطفية عميقة الجذور قد تستمر لوقت طويل لدى المرأة.