«تحرش» بالسيدات فى وقفتهن ضد التحرش

تحولت الوقفة الاحتجاجية المناهضة للتحرش أمام دار الأوبرا، لبؤرة لإثبات حالات تحرش أخرى بالمشاركات بالوقفة.
فقد شهدت الوقفة واقعتى تحرش لفظى أحدهما من قبل سائق تاكسى لإحدى المشاركات فى الوقفة، أثناء مروره على كوبرى قصر النيل، مما أثار حفيظتها وقامت بإمساكه بمعاونة أفراد مبادرة «شفت تحرش» وتسليمه للضباط المسئولين عن تأمين الوقفة.
أما الواقعة الأخرى فقد تم تحرير محضر بها، بالإضافة إلى تحرشات لفظية من قبل مواطنين بوسائل النقل العام.
كما أعلنت مبادرة «شفت تحرش» بعد انتهاء الوقفة- عبر صفحتها الرسمية على «فيس بوك»- عن إلقاء قوات الأمن القبض على هيرماس فوزي، عضو الإتحاد النسائى المصرى ونادر أسامة، عضو مبادرة «قوة ضد التحرش، بسبب حمل لافتة «مش حننسى (لن ننسى) تحرش الداخلية».
الوقفة التى دعت لها عدة منظمات مناهضة للتحرش والمجلس القومى للمرأة ، شهدت حضور مئات المشاركين خاصة من النساء المنددين بالواقعة، فضلا عن التكثيف الأمنى الموجود حيث اصطفت 4 سيارات أمن مركزي، أمام دار الأوبرا وعشرات من عناصر الأمن، فضلا عن عدد من عناصر الشرطة النسائية، لتأمين الوقفة.
فى السياق نفسه، وزع عدد من الحركات المناهضة لظاهرة التحرش الجنسى بالفتيات، بيانا على المشاركين فى السلسلة البشرية التى تنظمها حملة «مستقبل وطن»، أمام دار الأوبرا المصرية.
وجاء فى البيان: «قررت الحركات الموقعة أدناه تشكيل اتحاد للمبادرات لمكافحة الاعتداءات الجنسية بميدان التحرير بدءا من 30 يونيو المقبل».
وطالب البيان وزارة الداخلية وقوات الأمن بإتاحة الفرصة للمبادرات، لممارسة مهامها فى مكافحة التحرش بميدان التحرير، مع التأكيد على الحق الأصيل لقوات الأمن فى تأمين الشارع المصرى».
من جهتها، قالت السفيرة مشيرة خطاب، وزيرة الأسرة والسكان الأسبق، إن حادثة التحرش التى وقعت بميدان التحرير الأسبوع الماضي، جعلتها تشعر بالألم، لأنها حدثت وسط أجواء من الفرحة بتنصيب الرئيس عبد الفتاح السيسي، واصفة زيارة السيسى لضحية التحرش بالتحرير بأنها «انتصارا للمرأة المصرية».
وأضافت مشيرة أن المرأة لعبت دورا كبيرا فى الحياة السياسية، خلال الانتخابات الرئاسية، مشيرة إلى أن هناك بعض الظواهر السيئة التى انتشرت فى الفترة الأخيرة، فالرجال أصبحوا يتعاملون مع المرأة على أنها جسد، الأمر الذى يزيد من ظاهرة التحرش.
دوليا، أشادت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية بقرار النائب العام المستشار هشام بركات بإحالة 13 من مرتكبى حوادث التحرش بالفتيات بميدان التحرير إلى المحاكمة العاجلة، مشيرة إلى أن هذه الخطوات تعطى مؤشرا واضحا على اهتمام الحكومة المصرية بالأزمة والإسراع لحلها قدر المستطاع.
وأوضحت الصحيفة أن ظاهرة التحرش ليست بجديدة فى الشوارع المصرية ولكنها ازدادت وأصبحت أكثر عنفًا فى الثلاث سنوات الماضية، مشيرة إلى أن التحرش بالنساء انتشر خلال عام 2011 وسط المسيرات المناهضة للرئيس المخلوع حسنى مبارك ولكن السلطات لم تفعل شيئا يذكر لمواجهة الأزمة وبدأت المبادرات المستقلة لحماية المرأة فى الظهور.