سجل شباب "شفت تحرش" ملحمة بطولية في ايام عيد الفطر المبارك.. حيث انتشروا فى الشوارع تحت راية واحدة وهى حماية الفتايات والنساء من التحرش.. واستطاعوا ان يحققوا نجاحات ملحوظة فى الشارع المصرى.. خاصة فى المناطق التى تشهد ازدحاما ومن ثم حالات تحرش.. استطاعوا ان يلقنوا بعضهم دروساً فى الادب والاخلاق.. وقاموا البعض الاخر الى رجال الشرطة.. استطاعوا ايضا حماية عشرات الفتايات والنساء من انياب المتحرشين.. ليس هذا فقط بل رصدوا بأعينهم كم التحرشات التى وقعت خلال ثلاث ايام العيد.. "اخبار الحوادث" من خلال هذا التقرير تكشف حكايات التحرش فى الشارع المصرى.. ومجهودات المبادرة كما اعلنتها فى تقرير رسمى.. للأسف وصلت اخلاق بعض الشباب المتورين الى درجة متردية.. حيث انخفضت اعمار المتحرشين الى ثمانية سنوات.. وتنوعت اساليبهم الى الالفاظ القذرة.. والحركات المشينة.. والمطاردات العنيفة.. وعمل الكمائن للفتايات والنساء فى الاماكن المظلمة او ذات الانارة الخافتة.. ايضا وصلت حماقة بعض المتحرشين الى مطاردة الفتايات والنساء فى الشوارع.. ومحاولة اللحاق بهم من اجل لمس اجسادهن او مجرد الاقتراب منهن.. وهو ما تسبب فى مصرع فتاة من محافظة الغربية عندما داسها شاب تحت علاجلات سياراته.. مبادرة "شفت تحرش" سجلت كل هذه الحماقات فى تقرير رسمى مثير.. يكشف عورة المجتمع.. ويجعلنا ندق ناقوس الخطر الف مرة.. قبل ان تتحول تلك الحالات الى ظاهرة تتفاقم ويصعب حلها.. شروق التربى! وحملت اولى سطور مبادرة "شفت تحرش" عن بالغ الحزن والأسى لمقتل شروق التربى عقب تعرضها للتحرش من قبل أحد السائقين الذى كان يعترض طريقا أثناء سيرهما مع شقيقتها بشارع البحر الرئيسى فى مدينة طنطا ، وقام قائد السيارة بدهس الفتاة أسفل عجلات عربته ، لتسقط شروق التربى ضحية جديدة لطاعون التحرش الجنسى والعنف الجنسى الذى أنتشر فى طول البلاد وعرضها. كما تقدمت مبادرة شفت تحرش بخالص التعازى إلى أسرة القتيلة ، أملين أن يلهموا بالصبر والتمسك بحقهم فى معاقبة هذا المعتدى وفقاً للقانون ، وأن يكون عقابه رادعا يردع الآخرين عن ارتكاب مثل هذه الجرائم والانتهاكات. واضاف التقرير الى انه على مدار ثلاث أيام هى عطلة عيد الفطر 2013 ومبادرة شفت تحرش تباشر أعمالها التطوعية من أجل تحقيق سلم وأمان النساء والفتيات فى محيط وسط البلد.. حيث قام متطوعى مبادرة شفت تحرش بالانتشار فى محيط جغرافى شمل عدة مناطق وهى من أمام مبنى ماسبيرو وحتى كوبرى قصر النيل.. ومحيط ميدان التحرير بالإضافة إلى محطة مترو أنفاق أنور السادات.. وأمام سينما مترو.. وأمام سينما ميامى.. وأمام سينما ريفولى. وقائع التحرش! وقامت مبادرة "شفت تحرش" برصد اهم الوقائع خلال ايام العيد مشيرة الى ان ثلاث من الفتيات فى حدود ال 17 عاما على مدخل كوبرى قصر النيل من اتجاه جامعة الدول تم التحرش بهن جسديا ولفظيا من قبل بعض الصبية والشباب من سن 8 سنوات الى 20 عاما وقامت مجموعة شفت تحرش بالتدخل من قبل مجموعة الاشتباك وإخراج الفتيات من محيط قصر النيل لأقرب مكان امن لهن ، وجدير بالذكر أن أحد الباعة الجائلين قد تدخل مع اعضاء المبادرة وساعدهم فى إنقاذ الفتيات التحرش. كما تعرضت ثلاثة من الفتيات أعمارهن بين ال 16 وال 17 عاما تم التحرش بهن جسديا عند مطلع كوبرى قصر النيل بالقرب من أحد الفنادق الشهيرة ، وتم التدخل لإنقاذهن وقدمت له التوعية وتم اخراجهن من محيط تلك المنطقة وتوصيلهن الى محطة مترو السادات. بالاضافة الى قيام مراهق فى سن 15 عاما برمى زجاجة فارغة على فتيات على الكورنيش كنوع من المضايقات وتم التدخل وتأمين الفتيات. وايضا مجموعة من 3 فتيات كان يبدو عليهن القلق والخوف وعند سؤالهن قالوا انهن تعرضن للتحرش والجسدى فى المترو ، وتم إعطائهن وسيلة الدفاع عن النفس ( إبرة المنجد ) وأرقام المبادرة وإحداهن قامت بمليء استمارة الاستبيان وكتبت بياناتها لأنها ترغب فى التطوع بالمبادرة. فى حين تم تقديم التوعية لمجموعة من الفتيات اعمارهن من 16 عاما الى 18 تعرضن للتحرش باللمس على كوبرى قصر من قبل مجموعة من الصبية يتراوح اعماهم من 8 الى 10 سنوات وأن فتاة منهن قد اعترضت وصرخت عليهم وكان واحد من الصبية تعرض لها وكان سيضربها ويلاحظ هنا ان المارة فى الشارع كانوا سلبيين ولم يتدخلوا عندما صرخت الفتيات ، وتم التدخل من قبل مجموعة إنقاذ مبادرة شفت تحرش. واضاف تقرير "شفت تحرش": فتاة تبلغ من العمر حوالى 30 عاما بجوار سينما ريفولى بعد تقديم التوعية لها وتعريفها بالمبادرة رغبت بالانضمام الى المبادرة وخاصة انها مدربة رياضة فى الدفاع عن النفس ، وأقرت بتعرضها للتحرش قبل ذلك.. وقيام شابان قرابة ال 20 عاما عند مدخل سينما ميامى قاموا بالتحرش اللفظى بفتاة حوالى 17 عاما عندما تم التدخل ، وحاولوا الاشتباك مع اعضاء المبادرة ، وتم التعامل معهم وتسلميهم إلى قوات الشرطة. ايضا داخل مترو محطة السادات قام اعضاء مبادرة شفت تحرش بتنظيم ركوب الفتيات لعربية السيدات وإنزال اى رجال من العربات المخصصة السيدات . وفى ممرات محطة السادات ذات الانوار المنخفضة والمظلمة كان هناك تشكيلات اخرى من الصبية والشباب يتراوح اعمارهم من 12 الى 17 عاما يتحرشون جسديا بالفتيات تم التعامل معهم من قبل اعضاء مبادرة شفت تحرش، وتم تأمين مداخل ومخارج مترو السادات ، وتم إقناع إدارة المترو بإغلاق الباب المؤدى إلى جامعة الدول العربية نظراً لصعوبة السيطرة على الاوضاع هناك. وامام سينما مترو لليوم الثالث على التوالى يلاحظ عدم وجود اى نظام فى مرحلة حجز التذاكر بسبب وجود تزاحم شديد ، عند ذهاب متطوعى مبادرة شفت تحرش الى سينما مترو لم يجدوا أىٍ من أفراد الأمن أمام السينما فقاموا بالبحث عن الضباط وقيادات الامن المفترض وجودهم امام مقر السينما ووجودهم فى شارع خلفى بجوار السينما يجلسون على إحدى المقاهى ، وتم إصطحاب أحد القيادات الأمنية لإطلاعه على الأوضاع أمام السينما ، وقامت القوات التى حضرت مؤخراً بمصاحبة متطوعى المبادرة فى وضع حواجز الحديدية لتنظيم ممر أمن للسيدات والفتيات خلال قطعهن للتذاكر. توصيات! وقدمت "شفت تحرش" مجموعة من التوصيات فى اخر تقريرها وهى تأكيدها على ضرورة اصدار قانون يجرم كافة اشكال العنف الجنسى تجاه النساء والفتيات ، على أن يشتمل هذا القانون على عقوبات تصاعدية وغرامات مالية ، ومن ثم يشتمل أيضاً على عقوبات تسلب منه حقوقًا اجتماعية مثل الحرمان من الوظائف الحكومية والضمان الاجتماعى. كما جددت المبادرة مطالبتها بضرورة عقد مؤتمر وطنى يبحث أليات وتدابير القضاء على جرائم العنف الجنسى تجاه النساء والفتيات فى مصر بمشاركة المنظمات الحقوقية المعنية بقضايا المرأة ، والمبادرات المناهضة للتحرش ، وخبراء التربية والتعليم ، وخبراء الطب النفسى ، ووزارة الداخلية ، ووزارة الإعلام ، ورجال الدين الإسلامى والمسيحى للوقوف على خطة عمل وطنية تتبناها الدولة ويعاونها فيها الجميع من أجل القضاء على جرائم العنف الجنسى ضد النساء والفتيات. ايضا دعت جميع الوسائل الإعلامية بعدم التناول السلبى والنمطى للنساء والفتيات ، والبعد عن التعامل مع المرأة من منطلق التسليع والمتاجرة. وشددت شفت تحرش على أن وزارة الداخلية المصرية قد أبدت تعاوناً ملحوظ خلال أيام العيد الثلاث ، ونلاحظ أن الأفراد فى نطاق كورنيش النيل لم يكونوا على قدر المسؤولية الموكلة إليهم ، وكذلك عدم استطاعتهم فى التدخل وإنقاذ الفتيات والنساء من جرائم العنف الجنسى لعدم تأهيل هذه القوات. وفى نهاية التقرير طالبت مبادرة شفت تحرش وزارة الداخلية بنشر صورة المتحرش الذى قتل شروق التربى دهساً فى طنطا ، وكافة بياناته حتى يكون عبره لكل من ينتهك خصوصية الحق فى الحياة. وتعلن أنها قد دشنت حملة الكترونية شارك بها العديد من مستخدمي الشبكات الاجتماعية داعمين هذا المطلب. وتؤكد أن هذا المطلب هدفه ردع بقية المتحرشين وإعلان هيبة الدولة