في 15 أغسطس 2005 صدر العدد الأول من صحيفة روزاليوسف اليومية، بعد الحصول علي ترخيص من المجلس الأعلي للصحافة بهذا الصدور، وبمقتضاه تحولت مجلة "روزاليوسف" إلي عدد أسبوعي من الصحيفة اليومية، لتعود إلي إصدارها اليومي الذي صدرت به عام 1925. لم أكن حاضرا في بدايات هذه التجربة، وإن كتبت فيها بعض المقالات المتفرقة، لكن صدورها في عام 2005 بشكل يومي، كان يهدف إلي التعاطي الإيجابي مع مرحلة سياسية واجتماعية جديدة كانت تتشكل في مصر، ففي هذا التوقيت جرت استعدادات مكثفة لأول انتخابات رئاسية تعددية بعد تعديل المادة 76 من الدستور، رغم ما احتوته من شروط تجعل الترشيح مقتصرا علي الأحزاب السياسية الممثلة في البرلمان. وفي خريف نفس العام جرت انتخابات برلمانية أشرف عليها القضاء إشرافا كاملا، وأجريت علي ثلاث مراحل، واسفرت عن نتائج مثلت انقلابا في الحياة السياسية المصرية، حيث حصد الإخوان نحو 20% من مقاعد البرلمان، ولم تزد حصة الحزب الوطني الحاكم علي 30% قبل أن يستنجد بالمستقلين ليحقق الأغلبية البرلمانية. مصر كانت تتحرك إلي الأمام، وظهر مشروع "روزاليوسف" اليومي ليقدم صحافة قومية جديدة مختلفة عن الصحافة القومية العتيقة التي لا تري سوي نصف الصورة التي تريد التعامل معها وتسويقها للناس، وانفتحت "روزاليوسف" علي جميع التيارات السياسية والاجتماعية، وقدمت صفحة يومية للأحزاب غير مسبوقة في الصحف بمختلف أنواعها وملكياتها، إضافة إلي صفحات أسبوعية تغطي النقابات والمجتمع المدني والتيارات السياسية الدينية، وغيرها. لكن الصحيفة التي ظهرت لتقلب أوضاع الصحافة القومية المصرية، تعرضت لعملية اغتيال إعلامي ومعنوي منظم ليس فقط من الصحف الخاصة الوليدة، وإنما من الصحف القومية العتيقة، ومن مجموعة مصالح إعلامية تتكون من القنوات والصحف الخاصة ركز علي اغتيال "روزاليوسف" والعاملين بها بشكل يومي، واستخدموا في ذلك أساليب غير شريفة، مثل الأكاذيب والشائعات السوداء. ولعل أهم كذبة تم إلصاقها بهذه الصحيفة أنه صدرت بتمويل من أحمد عز أمين التنظيم السابق بالحزب الوطني، لتعبر عن المجلس الأعلي للسياسات، وتكون رأس حربة مشروع التوريث الرئاسي في البلد.. دون ان يتوقف أحد أو يشغل الناس عقولهم ليدركوا أن "روزاليوسف" مملوكة للشعب، وتخضع لرقابة الجهاز المركزي للمحاسبات، ولا يمكن ان يدخل فيها أو يخرج منها مليم واحد دون ان يدون في الميزانية الرسمية التي يراقبها الجهاز المركزي للمحاسبات، ويرسلها للمجلس الأعلي للصحافة، ولمجلسي الشعب والشوري، وبالتالي فهي متاحة لأي أحد من الناس للاطلاع عليها. وبعكس ما جري ترويجه، عانت "روزاليوسف" في الحصول علي إعلانات من رجال أعمال ووزارات وهيئات حكومية، فمثلا حرمها وزير المالية السابق يوسف بطرس من إعلانات الضرائب التي عاشت منها وعليها جميع الصحف ووسائل الإعلام بما في ذلك الخاصة، حتي إعلانات حديد عز لم تزد في أي يوم من الأيام، بل لم تصل إلي ما ذهب منها لصحف مثل المصري اليوم او الجمهورية. لقد تعاملت بشكل يومي منذ عدة سنوات مع المسئولين في روزاليوسف، ومحرريها الشباب، الذين كان عدد كبير منهم موجودا في ميدان التحرير طيلة ثلاثة أسابيع يطالبون بالتغيير، وليس سرا أنهم يتقاضون أقل مرتبات في الصحف القومية والخاصة، ومع ذلك فقد واصلوا العمل سنوات في هذه الصحيفة لإيمانهم أنهم يقدمون خدمة صحفية مختلفة، رغم كل الضغوط المادية، والحروب المعنوية، والاغتيال اليومي الذي يتعرضون له من زملاء في المهنة عملوا ليل نهار لتلويث سمعتهم. تحية احترام وتقدير لكل شاب دافع عن رأيه وكلمته وصحيفته ومشروعه في ظل سهام الغدر التي انهالت عليهم من كل صوب وحدب.. من الخارج ومن الداخل.