145 ألف للطب و75 للهندسة.. المصروفات الدراسية لكليات جامعة المنصورة الجديدة    وزير العمل يُجري زيارة مفاجئة لمكتبي الضبعة والعلمين في مطروح (تفاصيل)    النزول بالحد الأدنى لتنسيق القبول بعدد من مدارس التعليم الفني ب الشرقية (الأماكن)    سعر الذهب اليوم الخميس 31 يوليو 2025.. عيار 21 بكام الآن في الصاغة؟    مصر توقع اتفاقية جديدة لتعزيز أنشطة استكشاف الغاز في البحر المتوسط    نشرة «المصري اليوم» من الإسكندرية: إعلان حركة رؤساء مباحث الثغر.. وزوج يطعن زوجته بالمحكمة لرفعها قضية خلع ضده    بعد المشاركة في تظاهرات بتل أبيب ضد مصر.. كمال الخطيب يغلق التعليقات على «إكس»    الخارجية: لا توجد دولة بالعالم قدمت تضحيات للقضية الفلسطينية مثلما قدمت مصر    منظمة التحرير الفلسطينية تطالب بإنهاء العدوان الإسرائيلي الغاشم على غزة    البرتغال تدرس "الاعتراف بدولة فلسطين"    سانشو يخطط للعودة إلى بوروسيا دورتموند    نيكولاس جاكسون يدخل دائرة اهتمامات برشلونة    هويلوند: مستمر مع مانشستر يونايتد وجاهز للمنافسة مع أى لاعب    إصابة 5 أشخاص في انقلاب سيارة على طريق أسوان الصحراوي الغربي    دخلا العناية المركزة معًا.. زوج بالبحيرة يلحق بزوجته بعد 3 أيام من وفاتها    إزالة إشغالات وأكشاك مخالفة وعربات كارو ورفع تراكمات قمامة خلال حملة موسعة في القليوبية    قرارات تكليف لقيادات جديدة بكليات جامعة بنها    ترفض الانكسار.. مي فاروق تطرح أغنية «أنا اللي مشيت» من ألبوم «تاريخي»    الشيخ خالد الجندي: الحر الشديد فرصة لدخول الجنة (فيديو)    عالم بالأوقاف: الأب الذي يرفض الشرع ويُصر على قائمة المنقولات «آثم»    «انصحوهم بالحسنى».. أمين الفتوى يحذر من تخويف الأبناء ليقيموا الصلاة (فيديو)    «صحة شمال سيناء»: زيارات مفاجئة للمستشفيات للارتقاء بصحة المواطنين    جامعة بنها تعقد المؤتمر الطلابي الثالث لكلية الطب البشري    ب مكونات منزلية.. وصفة سحرية لتنظيف القولون وتعزيز صحة الجهاز الهضمي    دياز: كومباني أخبرني بأنني سألعب على الجناح الأيسر.. وهذه تفاصيل محادثتي مع فيرتز    جثمت على صدره.. الإعدام لربة منزل قتلت طفلها انتقامًا بالبحيرة    اسكواش - دون خسارة أي مباراة.. مصر إلى نهائي بطولة العالم للناشئات    تعاون مصري - سعودي لتطوير وتحديث مركز أبحاث الجهد الفائق «EHVRC»    رئيس جامعة دمياط يترأس اجتماع مجلس الجامعة بجلسته رقم 233    تكريم ذوي الهمم بالصلعا في سوهاج.. مصحف ناطق و3 رحلات عمرة (صور)    الإفتاء توضح كفارة عدم القدرة على الوفاء بالنذر    عودة نوستالجيا 90/80 اليوم وغدا على مسرح محمد عبدالوهاب    محافظ سوهاج يشهد تكريم أوائل الشهادات والحاصلين على المراكز الأولى عالميا    وزارة الداخلية تضبط طفلا يقود سيارة ميكروباص فى الشرقية    وزير البترول يبحث مع "السويدى إليكتريك" مستجدات مجمع الصناعات الفوسفاتية بالعين السخنة    واشنطن تبلغ مجلس الأمن بتطلع ترامب لإنهاء حرب أوكرانيا 8 أغسطس    وزير الخارجية اللبناني يبحث مع مسئولة أممية سبل تحقيق التهدئة في المنطقة    الخميس 7 أغسطس.. مكتبة الإسكندرية تُطلق فعاليات "مهرجان الصيف الدولى"    الوطنية للصلب تحصل على موافقة لإقامة مشروع لإنتاج البيليت بطاقة 1.5 مليون طن سنويا    "قريب من الزمالك إزاي؟".. شوبير يفجر مفاجأة حول وجهة عبدالقادر الجديدة    هشام يكن: انضمام محمد إسماعيل للزمالك إضافة قوية    حملة «100 يوم صحة»: تقديم 23 مليونًا و504 آلاف خدمة طبية خلال 15 يوماً    انطلاق المرحلة الثانية لمنظومة التأمين الصحي الشامل من محافظة مطروح    القنوات الناقلة لمباراة برشلونة وسيول الودية استعدادًا للموسم الجديد 2025-2026    منظمة التحرير الفلسطينية: استمرار سيطرة حماس على غزة يكرس الانقسام    خبير علاقات دولية: دعوات التظاهر ضد مصر فى تل أبيب "عبث سياسي" يضر بالقضية الفلسطينية    بدء الدورة ال17 من الملتقى الدولي للتعليم العالي"اديوجيت 2025" الأحد المقبل    محافظ المنيا: تشغيل عدد من المجمعات الحكومية بالقرى يوم السبت 2 أغسطس لصرف المعاشات من خلال مكاتب البريد    SN أوتوموتيف تطلق السيارة ڤويا Free الفاخرة الجديدة في مصر.. أسعار ومواصفات    يديعوت أحرونوت: نتنياهو وعد بن غفير بتهجير الفلسطينيين من غزة في حال عدم التوصل لصفقة مع الفصائل الفلسطينية    تنسيق الجامعات 2025.. تفاصيل برنامج التصميم الداخلي الإيكولوجي ب "فنون تطبيقية" حلوان    بالأسماء إصابة 8 أشخاص فى حادث انقلاب سيارة بصحراوى المنيا    وزير الصحة يعلن تفاصيل زيادة تعويضات صندوق مخاطر المهن الطبية    أمانة الاتصال السياسي ب"المؤتمر" تتابع تصويت المصريين بالخارج في انتخابات الشيوخ    المهرجان القومي للمسرح يكرم روح الناقدين أحمد هاشم ويوسف مسلم    حالة الطقس ودرجات الحرارة المتوقعة اليوم الخميس 31-7-2025    حنان مطاوع تودع لطفي لبيب: مع السلامة يا ألطف خلق الله    فوضى في العرض الخاص لفيلم "روكي الغلابة".. والمنظم يتجاهل الصحفيين ويختار المواقع حسب أهوائه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وثائق تنشر لأول مرة «2» قبس من روح مصر

هذه صفحات قليلة كثيرة القيمة من تاريخ مصر الحديث من نهاية القرن التاسع عشر حتى منتصف القرن العشرين.. أساسها الوثائق المكتوبة بخط أصحابها، والتى تنشر هنا لأول مرة، ومن هنا تكتسب مصداقيتها وأهميتها. هى فضلا عن ذلك لا تتعلق بالسياسة إلا مصادفة.
فأصحاب هذه الوثائق وشخصياتها سياسيون وكتاب وأدباء وصحفيون وفنانون تشكيليون. لذلك أطلقت على هذه الوثائق عنوان: «قبس من روح مصر». لأن الفنون والآداب، ومعهما الصحافة فى العصر الحديث، تشكل روح أى أمة.
وقد قمت بدراسة وتحليل كل وثيقة وشرحها فى إطار ظروفها التاريخية، والتعليق عليها. أعتقد أن نشر هذه الوثائق سوف يضيف إلى معلوماتنا عن أصحابها، وربما يغير من أفكارنا عن البعض منهم.
يبقى أن أذكر أن الفضل الأول فى تجميع الوثائق الأصلية يعود إلى صديقى الفنان (الرسام والمصور) الكويتى جعفر إصلاح الذى يهوى جمع الوثائق.
إصدار الصحف
فيما يلى سياحة صحفية من خلال وثائق إصدار الصحف فى مصر فى النصف الأول من القرن العشرين وحتى سنة 1955 تحديدا. لكنها أيضا سياحة مفيدة على المستويين السياسى والاجتماعى، لمعرفة الفوارق بين مجتمع هذه الصحف، ومجتمع اليوم. تعطينا الوثائق التالية فكرة عن كيفية إصدار الصحف وسياسات الدولة تجاهها فى فترات مختلفة من تاريخ مصر فى القرن العشرين.
الجريدة المسائية
فى 11 ديسمبر 1948 تقدم أحمد حمزة والشاعر كامل الشناوى بإخطار عن إصدار جريدة مقدم إلى مديرية القاهرة. الأول بصفته ناشر وصاحب الجريدة، والثانى بصفته رئيس التحرير المسؤول. أما الجريدة فكان اسمها «الجريدة المسائية» لتصدر مساء كل يوم وتنشر الموضوعات السياسية والاجتماعية والثقافية. وسجل الإخطار عنوان الجريدة وهو عنوان أحمد حمزة فى 11 شارع شريف باشا بالقاهرة. بينما سجل عنوان كامل الشناوى فى 24 شارع النباتات بجاردن سيتى بالقاهرة. وسجل أيضا أن الجريدة ستطبع فى مطبعة جريدة المصرى بشارع قصر العينى التى كان صاحبها محمود أبوالفتح. لم تعمر الجريدة المسائية طويلا فقد أغلقتها الحكومة عام 1950وعمل كامل الشناوى بعدها فى جريدة الأهرام رئيسا لقسم الأخبار!
إخطار بإصدار الجريدة المسائية
إخطار آخر من إحسان عبدالقدوس بإصدار مجلة صباح الخير؟ قبول صلاح جاهين رئاسة «صباح الخير»
خطاب من روزاليوسف لمدير قلم المطبوعات
اعتماد فتحى غانم رئيساً لتحرير «صباح الخير»
مجلة صباح الخير
فى 17 أبريل 1951 وقّعت السيدة روزاليوسف خطابا «لحضرة صاحب العزة مدير قلم المطبوعات بمحافظة العاصمة» تفيده فيه بصدور مجلة «صباح الخير» أسبوعيا كل يوم خميس، و«سنرسل لعزتكم النسخ المقررة من كل عدد يصدر صباح السبت الذى يلى ميعاد ظهور المجلة» وقّعت روزاليوسف الخطاب بصفتها «صاحبة ورئيس تحرير مجلة روزاليوسف»
أى أن مدير قلم المطبوعات هو آخر من تصله المجلة!! وليس كما حدث بعد ثورة 23 يوليو عندما فرضت الرقابة على الصحف، فكان الرقيب يقرأ مواد الصحيفة قبل طباعتها أصلا. وقد عشت أياما فى سنوات تعيينى الأولى فى جريدة الأخبار فى منتصف السبعينيات من القرن الماضى أرى الرقيب يأتى كل مساء إلى غرفة الأستاذ أحمد زين مدير التحرير ليعرض عليه بروفات عدد الغد ليراجعها وتبدأ المفاوضات بين مسؤولى التحرير وبين الرقيب على نشر كلمة هنا أو سطر هناك، وربما حذف خبرا أو مقالة كاملة.
بعد أن ألغى الرئيس أنور السادات هذا النوع من الرقابة على الصحف، ظل لأجهزة الأمن المعنية أن تلحق بالنسخ الأولى بعد طباعتها لتتدخل إما بمنع توزيع النسخ أو بحذف ما تطلبه من الطبعات التالية. وقد حدث ذلك مع مواد كتبتها بنفسى.
تضمن الإخطار إصدار مجلة «صباح الخير» البيانات السياسية لصاحب الجريدة ورئيس التحرير وناشر الجريدة، على أساس احتمال التمييز بين الصاحب والناشر، ثم المجلة نفسها.
صاحب المجلة هنا هو نفسه ناشرها وكان الكاتب والصحفى والأديب إحسان عبدالقدوس مع السيدة آمال طليمات أخت إحسان من أمه وابنة الفنان الرائد زكى طليمات. كان زكى ثانى أزواج فاطمة اليوسف الشهيرة بروزا، وكان زوجها الأول ممثلاً مسرحياً أيضا هو محمد عبدالقدوس والد ابنها إحسان.
الغريب أنهم ذكروا البيانات المتعلقة بإحسان فقط ولم يتضمن الإخطار أى معلومة عن السيدة آمال طليمات؟! لكنها وقّعت على الإخطار تحت توقيع إحسان عبدالقدوس.
ذكر فى الإخطار المؤهل الحاصل عليه إحسان عبدالقدوس وهو ليسانس الحقوق. والعمل الذى يزاوله وهو الصحافة. ومحل إقامته فى عمارة سيف الدين 88 شارع قصر العينى. وهى العمارة التى ما زالت قائمة قبل مبنى المجلة الحالى للقادم من قصر العينى فى اتجاه التحرير. بينما كان المقر الأول للمجلة عند كتابة الإخطار فى 18 شارع محمد سعيد باشا (والذى كان يسمى سابقا شارع الداخلية) بقسم السيدة زينب. وهو على كل حال ليس ببعيد عن مبانى وزارة الداخلية الحالية. وكان العنوان السابق هو فى الوقت نفسه عنوان مطبعة مجلة روزاليوسف.
رأس تحرير «صباح الخير» أولا أحمد بهاءالدين، المقيم فى 17 شارع هارون بالدقى. والذى ذكر عمله فى الإخطار على أنه «عضو نقابة الصحفيين» فقط، علما بأن بهاء عندما تولى رئاسة تحرير «صباح الخير» كان عمره 31 سنة وقد توفى عام 1996. وكان أصغر من تولى رئاسة التحرير فى مصر باستثناء الأخوين مصطفى وعلى أمين لأنهما كانا صاحبى الصحف التى أصدراها وعينا أنفسهما رؤساء لإدارتها ولتحريرها.
على كل حال لم تتغير شروط إخطار مجلة صباح الخير عن شروط ما قبل ثورة يوليو. المدهش أن هناك مستنداً آخر لإخطار مختلف بإصدار مجلة «صباح الخير» بعد الإخطار الأول بثلاث سنوات، ولم أعرف السبب! إلا أن يكون قيام ثورة يوليو 1952 وفرضها إعادة الإخطار بإصدار الصحف القائمة من جديد.
ففى 23 أكتوبر 1954 وقّعت السيدة فاطمة اليوسف الشهيرة بروزاليوسف صاحبة مجلة روزاليوسف والمقيمة فى 18 شارع محمد سعيد باشا إخطارا جديدا بإصدار مجلة باللغة العربية أسبوعية سياسية مصورة باسم «صباح الخير» لكنها ذكرت هذه المرة أنها رئيس تحرير «صباح الخير». وبالتالى فلقد وقّعت باسمها هذا الإخطار بثلاث صفات: الناشر، وصاحب الجريدة، ورئيس التحرير المسؤول!!
لفت نظرى أن هذا هو الإخطار الوحيد، ويمكن القول الطلب الرسمى الوحيد الذى يقدمه شخص دون أن يذكر اسمه الثلاثى أو حتى الثنائى. فاكتفت فاطمة اليوسف باسمها الأول. وقبل المسؤولون هذا الاسم على الأوراق الرسمية!!
الأكثر إدهاشا أن مجلة صباح الخير لم تصدر لا فى عام 1951 - تاريخ الإخطار الأول - ولا فى عام 1954 - تاريخ الإخطار الثانى - بل صدر العدد الأول منها فى 12 يناير 1956 بشعارها الشهير «للقلوب الشابة والعقول المتحررة» الذى صاغه أحمد بهاءالدين. تسارعت وتيرة تغيير رؤساء تحرير مجلة صباح الخير بعد ذلك. فمن الوثائق خطاب محرر فى 4 يوليو 1970 إلى مدير إدارة المطبوعات من الكاتب الساخر محمود عثمان السعدنى والشهير بمحمود السعدنى يقول فيه: «أرجو العلم بأنى موافق على تعيينى رئيسا لتحرير مجلة صباح الخير، على أن أكون مسؤولا من الناحية القانونية».
الأكثر إدهاشا أن لدينا خطابا آخر لمدير إدارة المطبوعات نفسه يحمل التاريخ نفسه 4/7/1970، لكنه موقَّع من لويس لوقا جريس، يقر فيه بأنه موافق على تعيينه رئيسا لتحرير مجلة صباح الخير!! فهل كان للمجلة فى ذلك الوقت رئيسان للتحرير؟؟
جريدة الأخبار
قد لا يعلم كثير من القراء أن جريدة الأخبار اليومية التى صدر عددها الأول فى 15 يونيو 1952، كانت ستصدر أولا باسم الأخبار المصورة. وقد كتب مصطفى أمين قصة هذا الاسم من قبل.
قال: «علمنا أننا لا نستطيع أن نحصل على اسم الأخبار لأن ورثة المغفور له أمين الرافعى كانوا يملكونه. فرأى فريق منا أن نسمى الجريدة الأخبار المصورة، واختار فريق آخر اسم الأخبار الجديدة. وأخذت الأصوات فنالت الأخبار الجديدة الأغلبية.. وذات يوم زارنا الأستاذ عبدالفتاح الرافعى، واقترحنا عليه أن نأخذ رخصة الأخبار من الورثة، فرحب بالاقتراح، وقال إنه يهمه أن تعود الأخبار التى كان يصدرها أخوه العظيم، وتصبح من جديد علما خفاقا. وانتقلت رخصة الأخبار. وعرضنا الأمر على زملائنا المحررين فعارضوا أن نغير اسم الأخبار الجديدة بعد النجاح العظيم الذى ناله الاسم. وتحايلنا على تنفيذ قرارنا. فكانت كلمة (الجديدة) تتضاءل شيئاً فشيئاً تحت اسم الأخبار حتى اختفت فجأة. واصبح اسم الجريدة الأخبار فقط».
ولدينا هنا إخطار قدمه «مصطفى أمين بك» لتغيير اسم جريدة «الأخبار المصورة» إلى «الأخبار الجديدة». قدم الطلب مكتوبا فى خطاب بتاريخ 17 أبريل 1952 إلى المسؤول وكان «محافظ مصر»!! أى محافظ القاهرة حاليا. وقد ذكر اسم مصطفى أمين فى هذا الإخطار القصير ثلاث مرات، مرتان منها عند التوقيع لأنه وقَّع مرة بصفته ممثلاً لدار أخبار اليوم، ومرة بصفته رئيساً لتحرير الأخبار، أما المرة الأولى فكانت للتأكيد على استمراره «مقروناً بصفة بك» رئيساً للتحرير.
ويبدو أن مصطفى أمين كان كثير الكتابة لمحافظ مصر ليخطره بتغييرات فى المسؤولين عن صحفه، أو يخطره بإصدارات جديدة، مثل هذا الإخطار الذى أرسله هذه المرة لمحافظ القاهرة، وليس لمحافظ مصر، فى 18 نوفمبر 1953. ويبدو أن حكومة ثورة يوليو غيرت من اسم المحافظ بعد قيامها وهو الاسم ذاته المستخدم حتى اليوم.
فى هذه الرسالة يخطر مصطفى أمين المحافظ بأن «دار أخبار اليوم» أسندت رئاسة تحرير مجلة الجيل الجديد إلى الأستاذ موسى صبرى».. وقد وقّع موسى مع مصطفى على هذا الإخطار. وقد عملت فى بداية حياتى الصحفية تحت رئاسة موسى صبرى ولى معه ذكريات عدة ليس هنا مجالها.
صحف أباظية
لفت نظرى من وثائق هذا الكتاب أن العائلة الأباظية لعبت دورا مهما فى تاريخ الصحافة المصرية من خلال بعض من أعلامها. وإن كانت معظم الصحف التى أصدروها ليست سياسية، بل فنية/ اجتماعية.
يبدو أن عددا من أعلام هذه الأسرة قد شدته الصحافة إلى حبها، فأصدرواً عددا من الصحف.
من الوثائق المهمة ضمن وثائق إصدار الصحف هنا تلك المتعلقة بإصدار مجلة «أهل الفن» والتى وصفت نفسها بأنها: «اجتماعية فنية أسبوعية». أهمية المجلة ليست هنا، بل فى شخص صاحبها وهو قائد جناح وجيه أباظة الطيار فى سلاح الجو المصرى، وأحد الضباط الأحرار الذين شاركوا فى ثورة يوليو 1952. ومن المعروف أنه بعد أن خرج من الجيش حصل على توكيل سيارات «بيجو» فى مصر وما زال أولاده يديرونه حتى الآن.
فى 23 سبتمبر 1955 وافق وجيه أباظة على تعيين الناقد الفنى جليل البندارى رئيسا لتحرير المجلة بدلا من الصحفى إبراهيم الوردانى الذى كان يرأس تحريرها، وقبل جليل البندارى، أرسل «صلاح عبدالجيد نائب المدير العام لشؤون التحرير» خطابا بهذا المعنى إلى مدير إدارة المطبوعات. لابد أن إبراهيم الوردانى كان شابا صغيرا فى ذلك الوقت.
فلقد عرفته كبيرا كاتبا متفرغا فى جريدة الجمهورية. وكنت قد نشرت فى جريدة الأخبار فى منتصف الثمانينيات من القرن الماضى سلسلة مقالات تحمل ترجمة وتلخيصا لكتاب الكاتب الفرنسى «جيل بيرو» عن مؤسس الحزب الشيوعى المصرى «هنرى كورييل» وكان عنوان الكتاب «رجل على حدة». وكنت أول من كتب عن هذا الكتاب فى مصر. فأعجب الوردانى بما كتبت ولم يكلمنى، بل نشر مقالين متواليين فى عموده اليومى بجريدة الجمهورية وكان العمود بعنوان ثابت هو «صواريخ».
وفوجئت بالوردانى يحيينى تحية حارة على مقالاتى ويقترح منحى جائزة عليها.. وكان المعروف عنه أنه معادٍ لليسار، بينما لم أكن أقصد من عرضى للكتاب أى هجوم على اليسار المصرى.. أعود إلى مجلة «أهل الفن»، بتاريخ 20/12/1955 أرسل وجيه أباظة خطابا إلى مدير المطبوعات، يحيطه فيه علما بتغيير اسم مجلة «أهل الفن» إلى مجلة «الحياة وأهل الفن». لم يكتب وجيه أباظة خطابه بصفته طيارا، أو قائد جناح وهى الصفة التى سبقت اسمه، وإنما كتبه بصفته صاحب امتياز المجلة.
وقد أشّر مدير المطبوعات عليه ب «لا مانع». كان وجيه أباظة محبا للصحافة، ولم يتوقف عن إصدار الصحف، حتى إنه وهو محافظ للبحيرة سبق إلى إصدار صحيفة محلية نصف شهرية باسم «أخبار البحيرة». لذلك كتب خطابا إلى مدير مصلحة الاستعلامات (هيئة عامة حاليا) يخطره فيه بهذا القرار موضحا أنها «تصدر فى حجم نصف قطع الجريدة اليومية العادية.
ومن أهدافها نشر الوعى الاقتصادى والصناعى والزراعى والتعاونى. وكذلك الاهتمام بمشاكل الشباب والتعليم وتبصير المواطنين بحقوقهم. وستتولى المحافظة تمويل الجريدة التى ستصدر اعتبارا من 15 ديسمبر 1960. ونرجو الموافقة على صدور الجريدة»..
دنيا الفن
فى أوائل السبعينيات من القرن الماضى كان الكاتب المعروف ثروت أباظة رئيسا لتحرير مجلة «دنيا الفن». وكانت تصدر عن شركة خاصة للصحافة والنشر والإعلان اسمها على اسم المجلة. كان مقرها فى 9 شارع عمادالدين. وكان غريبا فى ذلك الوقت أن تسمح الدولة بشركات نشر خاصة فى الصحافة. الأهم أننا أمام وثيقة غريبة على ثروت أباظة.
فقد عُرف بعد ذلك ككاتب يمينى وهاجم جمال عبدالناصر وثورة يوليو كثيرا. لكنه فى الوثيقة التالية يقوم بحملة إعلامية إعلانية «أى فيها فلوس» لصالح «الحركات التقدمية فى العالم»، ليس ذلك فحسب، بل يطلب من وزارة الخارجية المصرية الاتصال بالسفارة الكورية لنشر مذكرات الرئيس «كيم إيل سونج» الذى اشتهر عنه أنه «محبوب من 100 مليون كورى»!!
سبحان مغير الأحوال!! وإليكم الرسالة المكتوبة على ورق شركة دنيا الفن وموقعة من ثروت أباظة شخصيا:
القاهرة فى 2/1/1972
السيد/ مدير عام الهيئة العامة للاستعلامات. إدارة المطبوعات
تحية طيبة وبعد..
تقوم مجلة دنيا الفن بحملة إعلامية إعلانية تستهدف الحركات التقدمية فى العالم أجمع.. وقد طلبنا من إدارة العلاقات الثقافية بوزارة الخارجية الاتصال عن طريقها بالسفارة الكورية للحصول على مذكرات الرئيس كيم إيل سونج لنشرها بالمجلة أسوة بالصحف والمجلات الأخرى.. وقد أفادت الإدارة بأنه ينبغى موافقة الهيئة العامة للاستعلامات على ذلك.
فنرجو التكرم بالكتابة للسيد/ مدير العلاقات الثقافية بوزارة الخارجية بعدم ممانعة الهيئة فى نشر هذه المذكرات بدنيا الفن.
وتقبلوا أعظم التحية
رئيس التحرير
ثروت أباظة.
هناك تأشيرة على خطاب ثروت أباظة بتاريخ 3/1/1972، موقعة باسم يحيى، وربما كان هو مدير هيئة الاستعلامات فى ذلك الوقت، وموجهة إلى إدارة المطبوعات بهيئة الاستعلامات. نص التأشيرة:
«هل سبق للإدارة أن تدخلت فى موضوعات مماثلة؟ لا أعتقد أن من اختصاص الإدارة مثل هذا الطلب وأقترح الرد بالاعتذار وشكرا». فهل تم ذلك فعلا؟ وبالتالى لم تنشر مجلة دنيا الفن مذكرات الزعيم الكورى؟
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.