رغم إعلان وزارة تعليم الانقلاب أن الطلاب المتقدمين للصف الأول الثانوي للعام الدراسي 2026-2025 لهم حرية الاختيار بين نظام البكالوريا و نظام الثانوية العامة، إلا أن مديريات التعليم تجبر الطلاب وأولياء الأمور على اختيار نظام البكالوريا . هذا التعنت دفع أولياء أمور الطلاب إلى التقدم بشكاوى من مديريات التربية والتعليم ومحاولاتها لإجبارهم على اختيار نظام البكالوريا. فى هذا السياق قررت عدد من مدارس الثانوية العامة في محافظة الجيزة استبعاد الطلاب الراغبين في الالتحاق بنظام الثانوية العامة، وإخطارهم بأنها ستطبق نظام البكالوريا فقط، في حين نص القانون على تطبيقه بشكل اختياري.
كان محمد عبد اللطيف وزير تعليم الانقلاب قد، صرح مرارا وتكرار في تصريحات صحفية وبيانات رسمية، بأنه لا يجوز إجبار الطلاب على دراسة نظام البكالوريا المصرية. ووجه وزير تعليم الانقلاب مديري المديريات التعليمية بمنح الطالب الحرية الكاملة في الاختيار بين نظامي الثانوية العامة والبكالوريا المصرية وفق تعبيره .
شكاوي أولياء الأمور
فى هذا السياق قالت فاطمة فتحي، مؤسس ائتلاف "تعليم بلا حدود"، إنها رصدت شكاوي من أولياء الأمور من محافظتي الجيزة والبحيرة من إجبارهم على اختيار البكالوريا وإلا يتم سحب ملف الطالب والتقديم له في مدرسه أخرى وأكدت فاطمة فتحي في تصريحات صحفية ، أن ذلك يحدث على الرغم من تصريحات وزارة تعليم الانقلاب والمتحدث باسم الوزارة بأن نظام الثانوية العامة والبكالوريا اختياري بموجب القانون، مشيرة إلى أن الوزارة لم تكلف نفسها بفحص الشكاوي وإرسال متابعات وتكتفى فقط بالتصريحات. وتساءلت عن آليات تنفيذ نظام البكالوريا المصرية مع الثانوية العامة، مشيرة إلى أن تعليم الانقلاب لم تفصح عن التفاصيل برغم تساؤلات أولياء الأمور عن كيفية تطبيقها في المدارس. ولفتت فاطمة فتحي إلى أن أغلب أولياء الأمور لا يزالون حائرين بسبب عدم الشرح الكافي للنظامين برغم وعود وزارة تعليم الانقلاب بتدشين حملات توعية، قائلة: ولي الأمر لا يجد من يحميه من الإجبار أو الحيرة.
مخالفة للقانون
ووصفت أماني الشريف، مؤسس اتحاد المدارس التجريبية، ما يحدث في عدد من المدارس باستبعاد الطلاب الراغبين في دراسة نظام الثانوية العامة بأنه مخالفة صريحة للقانون. وأكدت أماني الشريف في تصريحات صحفية أن القانون وتصريحات وزير تعليم الانقلاب تنص على عدم إجبار الطلاب على نظام البكالوريا ، وبالتالي لا يجب إخراجهم من مدارسهم والحاقهم بمدارس نائية بحجة أن مدارسهم للبكالوريا فقط. وطالبت وزارة تعليم الانقلاب بمتابعة الأمر بجدية وعدم اللجوء إلى النفي والاستنكار لأن الأمر واضح وضوح العيان، خاصة بعد نشر عدد من المدارس القرار بشكل علني وإقصاء الطلاب من مدارسهم لمجرد أنهم طلبوا ثانوي عام. وشددت أماني الشريف على ضرورة تدخل مجلس وزراء الانقلاب لوقف هذه المهزلة لأن ما يحدث له معنى واحد أن الجرأة والتحدي الظاهر على صفحات المديريات والإدارات والمدارس في الإعلان أن المدارس بكالوريا فقط ناتج عن تعليمات صريحه من وزارة تعليم الانقلاب . وأشارت إلى أن تمرير البكالوريا يتم بالإجبار وليس بالاختيار .
حرية الاختيار
وقالت داليا الحزاوي، مؤسس ائتلاف أولياء أمور مصر، إنها تلقت العديد من الشكاوى من أولياء الأمور بشأن إجبار بعض المدارس الطلاب على الالتحاق بنظام البكالوريا، وتهديدهم بترك المدرسة في حال رفضهم، وهو ما أثار حالة من الغضب والاستياء بين الأسر. وأكدت داليا الحزاوي في تصريحات صحفية أن إجبار الطلاب على الانضمام إلى نظام معين دون منحهم حرية الاختيار هو أمر مرفوض تمامًا، ويتعارض مع مبادئ الدستور التي تكفل حق الطالب وولي أمره في اختيار النظام التعليمي الأنسب له. وطالبت وزارة تعليم الانقلاب بسرعة التدخل لوقف مثل هذه الممارسات غير القانونية، ومحاسبة المدارس أو الإدارات التي تضغط على الطلاب وأسرهم، مشددة على ضرورة احترام حرية الاختيار في العملية التعليمية.