يلاحظ كافة المواطنين المصريين.. العودة التدريجية للشرطة في المجتمع المصري، وهو ما يساعد علي مواجهة الانفلات الأمني الذي حدث خلال الفترة الماضية. ولكن - كالعادة - يستغل البعض هذه الظروف لإشاعة الفوضي وتخطي القانون.. علي اعتبار أنه الوقت المناسب لكل من يريد تجاوز القانون.. وكأنه أمر واقع. أقول هذا الكلام.. بمناسبة ملاحظة عابرة.. بدأت في الانتشار مؤخراً في منطقة شبرا (من جزيرة بدران بأول شبرا وإلي ميدان الخلفاوي) وهو انتشار التوك توك في غفلة من الزمن، وبدون أي ترخيص أو قواعد عمل. وما أخشاه هو أن تفلت هذه الظاهرة من التحكم، وما يمكن أن يترتب عليها من أزمات مرورية.. تزيد من (الزحمة) الطبيعة الموجودة في شارع شبرا. طبقاً لنص المادة 173 من اللائحة التنفيذية لسنة 2008 لقانون المرور المعدل رقم 121 لسنة 2008، فإن تعريف (التوك توك) هو أنه دراجة نارية ذات محرك آلي للسير، ولها ثلاث عجلات أو أكثر، ولا يكون تصميمها علي شكل سيارة. وتسير بسرعة تقع بين 45 كم و60 كم في الساعة. والطريف أن القانون ينص علي أن يزود مقعد سائق (التوك توك) بحزام أمان مناسب، بالإضافة إلي اشتراطه أن يكون الجانب الأيسر من الجزء المخصص للركاب مغلقاً تماماً، وعلي أن يزود الجانب الأيمن بباب للإغلاق لتحقيق أمان الركاب. ويحظر تسيير (التوك توك) في عواصم المحافظات والمدن، ويقتصر تسييرها في الطرق الفرعية الداخلية. من سير في شوارع إمبابة وبعض المناطق في الجيزة.. يعرف جيداً أن (التوك توك) واحد من أهم أسباب تعطيل المرور في المناطق والشوارع التي يتحرك فيها.. لأن غالبيتهم يخرج إلي الشوارع العمومية والطرق السريعة، ولا يلتزم بالسير في الطرق الفرعية.. فضلاً عن عدم التزامه بأي قواعد مرورية. حذرت قبل ذلك علي صفحات "روز اليوسف".. أن يتحول أمر (التوك توك) إلي إمبراطورية ضخمة علي غرار إمبراطورية (الميكروباصات) التي (فلت) التزامها المروري.. بحيث تتحول هي الأخري إلي بؤرة جديدة للانفلات المروري. بالطبع، علي وزارة الداخلية الآن أعباء وأولويات أهم. ولكنني أعتقد أنه من المهم أن تتحرك وزارة الداخلية لوقف انتشار (التوك توك) بهذا الشكل غير القانوني قبل أن يتحول إلي أمر واقع لا يمكن مواجهته في تصاعد التجاوزات المرورية. إن الاستفادة قصيرة المدي من الموافقة علي ترخيص (التوك توك) التي قامت بها بعض المحافظات.. لا تبرر بأي حال من الأحوال السلبيات التي تتراكم للمستقبل. والفضل أن نحسم الأمر الآن قبل أن يتحول (التوك توك) في مصر إلي وباء لا يمكن السيطرة عليه مثلما حدث مع إمبراطورية (الميكروباصات) قبل ذلك والذي نعاني منه الآن. إن الحزم الذي بدا من خلال القرارات التي صدرت من اللواء محمود وجدي (وزير الداخلية).. تجعلني أطلب منه أن تمتد هذه القرارات لضبط حالة المرور.