بعض الخبثاء الذين لا يفرقون بين المعارضة الوطنية والمعارضة غير الوطنية، يتمنون تصدير ما اصتطلح عليه في الفترة الأخيرة بالاحتجاجات الاجتماعية، والتي اندلعت في تونس الخضراء وتحولها الآن إلي حمراء، والجزائر والتي اضطرت إلي تذكر منح البطالة لإعانة العاطلين لديها. الفارق كبير بين أن تعارض وأن تدعو وتحرض علي المساس بالاستقرار الاجتماعي في بلدك، فلن يكون الحل القتل والدمار وخراب البلد وهي تحاول أن تتجاوز إلي مرحلة تنموية جديدة، فلن يكون الحل أيضًا أي احتجاجات اجتماعية من النوعية التونسيةوالجزائرية، خاصة أن هناك العديد من المتربصين الدوليين بالدول العربية، وفي مقدمتها الولاياتالمتحدة والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي الذين لا يستيقظون إلا فيما يتعلق بهذه الأحداث، وينامون في سبات عميق، ولا يتحركون أبدا ضد إسرائيل، مما يجعلنا حتي لو كانوا علي حق لا نتجاوب معهم علي طول الخط. مما لا شك فيه أن الاحتجاجات الاجتماعية التي يقودها العاطلون في تونسوالجزائر كشفت عن أوضاع تحتاج إلي العديد من الحلول، وهي أوضاع مشابهة لأحوال كثيرة في الدول العربية الأخري فلا يدور الحديث هنا عن الجزائروتونس فقط، ولكن مع اختلاف الظروف والأجواء، فلن ننسي ما يحدث في اليمن الذي كان سعيدا وأصبح مركزًا للتعاسة الآن، لكن الصداع في اليمن ليس الفقر فقط ولكن القاعدة أيضا، مما جعل أمريكا تتذكرها وكأنها متهم يحوم حول منطقة جريمته حينما زارتها وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون زيارة مفاجئة منذ أيام. وبالتالي فإن الصورة مشابهة بشكل أو بآخر فيما يتعلق بالأحداث المصرية لكن الصداع المصري التي تستخدمه الأصابع الخارجية هو التصدع الخارجي الذي نعيشه في الفترة الأخيرة وما يصحبه من أحداث طائفية من القديسين إلي سمالوط والمظاهرات التي تتعقبها، في تعبير عن الابتزاز القبطي لهذه الأحداث التي يرتكبها متطرفون ومختلون. فجأة أصبحنا بين رحايا المتطرفين والمختلين وفي الطريق المجانين والمهاويس، والأبواق التي تتصيد لنا لا تتوقف، والأمر يتطلب منا تحركًا رسميا وشعبيا ونخبوي وثقافيا لا أتصور أنه سيحدث أنه يحتاج إلي نفس طويل ونحن نفتقد إلي هذه السياسة، وبالتأكيد فإن تأخر العدالة مهما كانت أسبابها سيؤثر كثيرا في المشهد فالغاضبون سيتزايدون والمتطرفون سيجدون بيئة خصبة لهم والمزايدون سيجدون ما يقولونه لإشعال جديد، ونحن في ترقب لما هو ينتظرنا، ونتمني ألا يكون أسود.