قرار حكومة الانقلاب بتجميد أموال الجميعات الأهلية والخيرية كان بمثابة رصاصة أطلقها الانقلاب على فقراء مصر . حيث أصدرت حكومة الانقلاب منذ حوالى الأسبوع قرارًا بتجميد أموال ما يقارب 1055 جمعية خيرية وكان على رأسها " الجميعة الشرعية بفروعها ال 300 المنتشرة فى كافة مدن وقرى الجمهورية ، والجميعات التابعة لجماعة الإخوان المسلمين ، وجمعية أنصار السنة المحمدية "، وتعمل هذه الجميعات فى كفالة الأيتام والأرامل وبها ايضا مستشفيات خيرية ومراكز لغيسل الكلى وحضانات للأطفال المبتسرين بدون أجور . وتجميد أموال الجميعات التى اعتبروها " إرهابية أو بتدعم وتمول الإرهاب " تعتبر رصاصة جديدة صوبها العسكر على أكثر من 3 ملايين مصرى تعولهم الجميعات الخيرية وعلى أكثر من 540 ألف يتيم تكفلهم فقط الجميعة الشرعية وحوالى ربع مليون أرملة و50 ألف مصاب بفيروس سي الكبدى ، تدفع الجمعية الشرعية نفقات علاجهم . بالإضافة إلى مراكز الغسيل الكلوى ووحدات الأشعة والعيادات المختلفة . وانطلقت رصاصة العسكر أيضا على المدارس والكتاتيب التى تعلم الأطفال القرآن الكريم وأماكن الدروس المخفضة وحضانات الأطفال المبتسرين ، وحتى لحوم الأضاحى التى توفر مئات الأطنان من اللحوم للفقراء كل عام ، كما قتلت رصاصة العسكر مشاريع لرعاية المعاقين ومقابر الصدقة للمسلمين التى تم دفن الشاعر " أحمد فؤاد نجم "فى واحدة منها . وفى نفس الوقت الذى تم فيه تجميد الجمعيات الخيرية والإسلامية ، تعالت صيحات باباوات الكنائس المصرية وعلى رأسهم "الأنبا بولا" لتطالب بكشوف الأرامل والفقراء والمتضررين ". ويبلغ التساؤل هنا مبلغه من وراء هذا القرار ؟ "هل الكنسية ضالعة فى توجيه قرار العسكر أم الإمارات والسعودية أكبر داعمتين للانقلاب العسكرى فى مصر ؟". غير أن المتعارف عليه فى كلتا الدولتين أيضا أن العمل الخيرى يكون مرتبطا بالدولة ، وتم وقفه بعد أحداث 11 سبتمبر ويوجهانه بحسب المصالح السياسية " فهل مصر على أعتاب تجريم العمل الخيري ... يقول قائل " إن الرصاصات التى قتلت الآلاف فى فض اعتصام رابعة العدوية وميدان نهضة مصر ورمسيس وشوارع وميادين مصر لا تتورع أن تقتل عشرات الآلاف من المرضى والأيتام والأرامل ، وتعاقب شعبا كاملًا على اختياراته التى لم يكن من بينها صلاحية العسكر للحكم " . فيديو .. رصاصة الانقلاب على فقراء مصر