تعرض مواطن سوداني يدعى "الحاج زكريا" ويبلغ من العمر 54 عامًا، للاختطاف والتعذيب البدني والنفسي من قبل وزارة الداخلية المصرية في القاهرة، يوم 6 نوفمبر بقسم شرطة عابدين. وكان "زكريا" قد جاء من السودان الى القاهرة لعلاج ابنة المريض بالبواسير، حاملاً معه مصاريف علاجه وثمن إجراء عملية جراحية له؛حيث كان يحمل مبلغ 500 دولار و3750 جنيهًا مصريًّا، وفور وصله مصر ذهب لتحويل الدولارات لأموال مصرية ليسدد تكاليف علاج ابنه، لكنه فوجئ هو وصديقه -سوداني الجنسية أيضًا- والذي جاء لمساندته باختطافهما، فقال "زكريا": "فوجئنا باثنين مسلحين بملابس مدنية يوقفاننا ويبدآن بتفتيش جيوبنا دون السؤال عن هوياتنا، وقبل أن نتمكن من إبراز جوازات سفرنا ودون إبراز لما يثبت هويتنا أخرجا كل النقود من جيوبنا، ثم اقتادونا لعربة بوكس أخذتنا مباشرة إلى قسم عابدين، وطوال الطريق نسألهما ماذا فعلنا وما هي تهمتنا ولا يرد علينا أحد". واستكمل قائلاًَ: "أخبرتهم أن ابني مريض طريح الفراش وتركته بالفندق تنزف بواسيره دمًا ولم يعرني أحد اهتمامه، وعند وصولنا دخل عناصر الأمن للضابط المناوب، تم استدعاؤنا ولم يأخذ الضابط أقوالنا، واكتفى فقط بحديث عنصري المباحث، وحين أدركنا كذب وافتراء ما ورد في دفتر المتحري سخر منا الضابط الذي يرتدي ملابس مدنية وطلب أخذنا للحراسة". وبدأ زكريا يروي قصه تعذيبة بداخل قسم عابدين قائلا: "بداية منعونا من استخدام دورات المياه، وبالتالي لم نتمكن من أداء الفرائض، فأخطرناهم بأننا مسلمين ونرغب في أداء صلاتنا، فسمح لنا، كان ذلك في اليوم الاول، وفي اليوم الثاني تم عرضنا على وكيل النيابة وأخذ أقوالنا وسألنا عن المبالغ التي كانت بحوزتنا فأخبرته باني أحمل ( 500 ) دولار، وقرابة الأربعة آلاف جنيه مصري تكاليف علاج ابني ورفيقي يحمل ( 1600 ) دولار ومبلغ ألفي جنيه سوداني بعدها وجه وكيل النيابة بإخلاء سبيلنا بعد أخذ معلومات عن سبب وجودنا في مصر وتاريخ الدخول، وأصدر قراره باخلاء سبيلنا ورد المبالغ التي اخذت منا بالعملة المصرية". وأضاف :"خرجنا من النيابة واعتقدنا أنه بالفعل سيطلق سراحنا ، ولكن اخذنا رجال المباحث مرة اخرى للحراسات، وقالوا لنا انه ينبغي أن نعرض على جهاز الامن الوطني المصري ثم يتم إطلاق سراحنا". حيث تم إلقاؤهم بالقسم في ظروف غير ادمية دون عرضهم على الأمن الوطني لثلاثة أيام إلى أن جاء يوم العرض قال "زكريا": "طلب ضابط اأمن تقريرًا من مباحث القاهرة، ثم أعادونا مرة أخرى للحراسة، وبدأت عناصر قسم عابدين في توجيه إساءات شخصية وتم حرماننا من دورات المياه، وبدأت بالصراخ والمطالبة برؤية ابني حينها دخل أفراد الشرطة الزنزانة وقاموا بضربي على رأسي بأحذيتهم وتكبيلي وجرّي بالأصفاد وحرقي بأعقاب السجائر على مرأى ومسمع من الموجودين بالزنزانة عقب ذلك تم حجزي بزنزانة أخرى فيها أعتى عتاة الإجرام في مصر". إلا أنه تمكن من الاتصال بأحد المعارف في القاهرة والذي قام بأخذ ابنه من الفندق ورعايته وقام بالاتصال بأسرته بالخرطوم لإنقاذه. وقال: "حين وصل أخي من الخرطوم سمحوا لي بمقابلته، وطلبت من إدارة قسم عابدين حجز تذاكر العودة لشخصي للخرطوم، وفعلاً قام بحجز التذاكر وتم أخذي للمطار مكبلاً بالاصفاد والجنازير وطوال هذه الأيام أسأل ماذا فعلت لألقى هذا العذاب؟ فقط قصدت مصر بغرض العلاج ولكنني لن أكرر زيارتي لها على الإطلاق".