اجتمع رئيس الحكومة التونسية حمادي الجبالي بسفراء دول عربية وغربية ل”شرح رؤيته في عملية التعديل الوزاري” التي أثارت أزمة سياسية. وقال المسؤول الإعلامي للجبالي، رضا الكزدغلي، لوكالة الأناضول للأنباء إن لقاءات رئيس الحكومة بالسفراء الأجانب تواصلت اليوم بلقاء مع السفير السعودي خالد بن مساعد العنقري والبريطاني كريستوفور أكنور والاتحاد الأوروبي لورا بيازا وليبيا جمال جرناز. وبدأت اجتماعات الجبالي بالسفراء الأجانب الجمعة الماضية، بلقاء السفيرين الفرنسي فرنسوا جويت والامريكي جاكوب والس. وأوضح الكزدغلي أن لقاءات الجبالي تم تناول فيها رؤية رئيس الحكومة التونسية بشأن التعديل الوزاري وتكوين حكومة تكنوقراط (كفاءات) وأخذ وجهة نظرهم في الموضوع وإطلاعهم على سياق التعامل مع الوضع الراهن الذي تعيشه البلاد. ولفت المسؤول الإعلامي إلى أن الجبالي يلتقي مساء اليوم بمجموعة من ممثلي الأحزاب بالمجلس الوطني التأسيسي (البرلمان المؤقت) لم يحدد اسمائها “بناءا على الاستشارة التي وجهها لهم السبت الماضي”. وتوجه رئيس الحكومة التونسية منذ يومين برسالة لمختلف الأحزاب السياسية في تونس حول مبادرته الداعين لتشكيل حكومة كفاءات وطنية في تونس لتقديم أرائهم وملاحظتهم وانتقاداتهم حولها. يأتي ذلك فيما أعلنت حركة النهضة التي يقود حزبها الائتلاف الحاكم في تونس رسميا رفضها مقترح الجبالي الأمين العام للحركة والقاضي بتشكيل حكومة كفاءات (تكنوفراط). وهذا القرار ربما يعقد الأوضاع السياسية خاصة في ضوء الخلاف بين “النهضة” والجبالي الذي يتمسك بمقترحه بتشكيل حكومة كفاءات معتبرا أنه “الحل لانقاذ تونس من الوقوع في الفوضى” وتهديده بالاستقالة من منصبه إذا لم ينجح في تشكيل تلك الحكومة. وكان الجبالي الذي يشغل منصب الأمين العام لحركة النهضة قد أعلن في وقت سابق أنه لن يغيّر كلّ الحكومة إنما سيجري تعديلاً “على تركيبتها” مشددًا على عزمه عدم إسناد أي حقائب سيادية في الحكومة المرتقبة لحركة النهضة، ما يعني تنحية علي لعريض – الرجل الثاني في النهضة بعد الجبالي – من وزارة الداخلية ورفيق عبد السلام من وزارة الخارجية ونور الدين البحيرى وزير العدل الحالي.