احتفلت مكتبة الإسكندرية مساء أمس ب”يوم المترجم” من خلال احتفالية بعنوان “المترجم.. سفير الثقافة” وذلك بالتعاون مع المركز القومي للترجمة. ألقت الاحتفالية الضوء على جهود المترجمين المصريين كجسور للتواصل والتلاقي بين اللغات والثقافات والحضارات. شارك في الاحتفالية نخبة من المتخصصين البارزين في مجال الترجمة؛ ومنهم: الدكتورة سامية محرز أستاذ الأدب العربي والمدير المؤسس لمركز دراسات الترجمة بالجامعة الأمريكية في القاهرة، والدكتورة نهاد منصور؛ أستاذ مساعد الترجمة بكلية الآداب بجامعة الإسكندرية والقائم بأعمال رئيس معهد اللغات التطبيقية والترجمة. وقالت نهى عمر نائب مدير إدارة النشر بمكتبة الإسكندرية إن مكتبة الإسكندرية تحتفل مع المركز القومي للترجمة بيوم المترجم؛ والذي تأمل المكتبة بأن يكون احتفالاً سنويًا، وذلك لإبراز دور المترجمين كسفراء للحوار، ولأهمية عملهم في نقل الثقافة والحضارة واللغات. وأكدت أن مكتبة الإسكندرية تهتم بالترجمة اهتمام بالغ، انطلاقًا من دورها في نشر المعرفة وتعزيز الحوار والتبادل الثقافي. وأوضحت أن المكتبة تشارك في عدد كبير من المشروعات التي تساهم من خلال الترجمة في تعزيز الحوار بين الثقافات. من جانبه أكد أحمد منصور نائب مدير مركز الخطوط بمكتبة الإسكندرية أن الترجمة أساسية في نهضة الأمم، وأن أمة بلا ترجمة هي أمة بلا عقل. وشدد على أن الأمم التي سبقت أدركت أهمية الترجمة؛ فالمصريون القدماء مارسوا الترجمة الاحترافية، وهو ما ظهر من خلال الرسائل التي عثر عليها في تل العمارنة؛ وهي رسائل دبلوماسية. وأضاف أن الترجمة برزت أيضًا في العصر البطلمي (حجر رشيد)، كما أن رسائل النبي محمد عليه الصلاة والسلام كانت تترجم بلغة متلقيها. وأشار إلى نهضة الترجمة في عصر الدولة العباسية في عهد المأمون، وصولاً إلى الشيخ رفاعة الطهطاوي ودوره في تأسيس أول مدرسة مصرية للترجمة المتخصصة. ولفت منصور إلى أوجه اهتمام مكتبة الإسكندرية بالترجمة، حيث أنشأت قسم خاص بالترجمة داخل إدارة النشر، كما يساهم مركز الخطوط بالمكتبة في دفع مسيرة الترجمة من خلال اعتماد برنامج ترجمة تخصصي منذ ثمان سنوات، بهدف نقل ونشر المعرفة. وتحدث منصور عن الكتب التي قام مركز الخطوط بترجمتها ونشرها؛ ومنها: كتاب “تاريخ الكتابة”، وهو مترجم عن اللغة الفرنسية، وشارك فيه حوالي 11 باحث متخصص في مجال الكتابات والخطوط. وفي كلمتها تحدثت الدكتورة سامية محرز مع طلابها لورا جريبون ولويس ساندرز؛ المشتركين في ترجمة كتاب “ترجمة الثورة المصرية: لغة التحرير”، عن الثورة المصرية كنموذج لتعددية دراسات الترجمة. وقالت إن الترجمة ليست فقط نقل النص ولكنها عملية تقارب بين النصوص والثقافات، وكل عمليات التبادل التي تتم في هذا الإطار. وأكدت أن الفهم الجديد لدور الترجمة أدى إلى حدوث تحالفات بين عدد كبير من مجالات الدراسة وخروج فروع جديدة للبحث والدراسة ذات الصلة بالترجمة. جدير بالذكر أن احتفالية يوم المترجم، والتي تهدف إلى التأكيد على قيمة المترجم وإبراز أعماله التي تعد إبداعًا موازيًا للعمل الأصلي، وتمثل بحق جسرًا للتواصل بين مختلف الثقافات، يتواكب تاريخها مع ذكرى ميلاد رائد الترجمة المصرية رفاعة الطهطاوي (1801-1873)، تقديرًا لدوره في تأسيس أول مدرسة مصرية للترجمة المتخصصة.