رغم وجود الشيخ امام في أذهان الثوار دائما بألحانه وكلماته الثورية التي لا تغيب عن الميدان الا أن ذكرى وفاته السابعة عشر اليوم جاءت وسط عدم اهتمام اعلامي حيث توفى الشيخ إمام في 7 يونيو عام 1995. اسمه الحقيقي إمام محمد احمد ولد في قرية ابو النمرس بمحافظة الجيزة يوم 2يوليو 1918 لأسرة فقيرة وكان أول من يعيش لها من الذكور حيث مات منهم قبله سبعة ثم تلاه أخ وأخت. طالما حلم ابوه بان يكون ابنه شيخا عظيما لذلك كثيراً ما كان قاسياً عليه فيما كانت امه هى مأوي الحنان لما خاصة بعد ان فقد بصره في الصغر نتيجة اصابته بمرض في عينه لم يتم علاجه بالطرق الطبية وذلك بسبب العادات المتخلفة والتى كانت تمارس في الماضي للعلاج. في عام 1962 قابل امام رفيق عمره الشاعر احمد فؤاد نجم”الفاجومى”وتم التعارف بين نجم والشيخ إمام عن طريق زميل لابن عم نجم كان جاراً للشيخ إمام، فعرض على نجم الذهاب للشيخ إمام والتعرف عليه، وبالفعل ذهب نجم للقاء الشيخ إمام وأعجب كلاهما بالآخر. ذاع صيت الثنائي نجم وإمام والتف حولهما المثقفون والصحفيون خاصة بعد أغنية: “أنا أتوب عن حبك أنا؟”، ثم “عشق الصبايا”، و”ساعة العصاري”واتسعت الشركة فضمت عازف الإيقاع محمد على، فكان ثالث ثلاثة كونوا فرقة للتأليف والتلحين والغناء ساهم فيها العديد لم تقتصر على أشعار نجم فغنت لمجموعة من شعراء عصرها أمثال: فؤاد قاعود،وزين العابدين فؤاد، وآدم فتحى، وفرغلى العربى، وغيرهم. كغيره من المصريين زلزلت هزيمة يونيو 1967مام وسادت نغمة السخرية والانهزامية بعض أغانيها مثل: “الحمد لله خبطنا تحت بطاطنا – يا محلى رجعة ظباطنا من خط النار”، و”يعيش أهل بلدى وبينهم مفيش – تعارف يخلى التحالف يعيش”، و”وقعت م الجوع ومن الراحة – البقرة السمرا النطاحة”، وسرعان ما اختفت هذه النغمة الساخرة الانهزامية وحلت مكانها نغمة أخرى مليئة بالصحوة والاعتزاز بمصر مثل “مصر يا امة يا بهية – يا ام طرحة وجلابية”. لكن سرعان ما انقلب الحال بعد هجوم الشيخ إمام في أغانيه على الأحكام التي برئت المسئولون عن هزيمة يونيو فتم محاكمته على تهمة تعاطي المخدرات سنة 1969هو ورفيقة “نجم”ولكن القاضي أطلق سراحهما، لكن الأمن ظل يلاحقهما ويسجل أغانيهم حتى حكم عليهما بالسجن المؤبد ليكون الشيخ أول سجين بسبب الغناء في تاريخ الثقافة العربية. الشيخ امام رحل في منتصف التسعينات لكنه كان الوقود لجيل بالكامل للقيام بثورة 25يناير فلم تكن هناك مجموعة من المعتصمين لخلع مبارك الا وكانت تنشد اغاني “امام” “امام “رحل بجسده لكنه مازال يعيش بأغانيه وسط ملايين المصرين وسط محب الوطن 'وسط وجدان الثوار,انه العظيم الشيخ”امام”.