الظهور : ظهرت شبكة رصد عبر موقع فيسبوك لأول مرة يوم 25 يناير 2011 ، وصحب ظهورها عدة علامات تعجب واستفهام من شباب الثورة الذين كانوا يُحضرون لهذا اليوم منذ عدة أيام بعد سقوط الرئيس التونسي الهارب زين العابدين بن علي ، عبر تعليقاتهم على أخبارها الأولية ومنشوراتها ومعلوماتها التي أوردتها من كل مكان في مصر. وتساءل العديد من مرتادي موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك حينها عن من يقف وراءها ؟ من أسسها ؟ ومن أين يستقي معلوماته؟! . ربما كانت الأيام كافية لتجيب عن هذه الأسئلة ، أخفى مؤسسوها هويتهم حينذاك بدعوى عدم تتبعهم وإلقاء القبض عليهم من قبل الأمن الوطني في حين أن الدولة كانت في حالة انفلات أمني ، واكتفوا بنشر أخبار الثورة ، وزاد عدد متابعيها واتسمت الصفحة بالثورية ، وكانت تنشر أخبار النجوم والمشاهير وتصريحاتهم ممن تتفق رؤاهم مع الثورة ، كما نشرت العديد من كلمات الشيخ يوسف القرضاوي الموجهة للشعب المصري "الذي كان مُقيمًا بقطر آنذاك" . كيف تعمل رصد؟ اعتمدت رصد في ظهورها على ما يسمى بالصحافة الشعبية أو صحافة المواطن ، والجدير بالذكر أن بعض من مؤسسيها قد تلقوا تدريبًا فيما يعرف بالمركز الدولي للصحفيين "ICFJ" عن صحافة المواطن وكيفية استخدامها وقت الأحداث ونماذج من دول شبيهة استخدمتها واستخدام وسائل الإعلام الاجتماعي والخرائط في صحافة المواطن وسهولة دمج هذه الأشياء مع بعضها ، جدير بالذكر أن هذا المركز تمت إدانته في قضية المنظمات الأجنبية . تطورت رصد بعد الثورة وأنشأت عدة مقرات لها ، وموقع إلكتروني وشبكة مراسلين فيديو ، وأصبح لها رأس مال من قيادات الإخوان المسلمين ، وتم تدعيمها بشكل كبير لتكون الشبكة الإخبارية الأكبر على الإنترنت ، وتولى الصحفيين الذين أسسوها عدة مناصب كما عمل بعضهم بجريدة الحرية والعدالة ، وهو ما سنتناوله بالتفصيل في حلقة تالية . أخبار مثيرة للجدل : بداية من صباح يوم 29 يناير عام 2011 بدأت الشبكة في نقل أخبار نسبتها لمصادر مُجهلة ، كما نشرت أخبارًا عن حصولها على خرائط ووثائق تؤكد سيطرة الجيش على مصر ، وأخرى نسبت لما يسمى بال " راصد " وهو مراسل ميداني لشبكة رصد يعمل بطريقة صحافة المواطن سالفة الذكر ، لكن الأخبار كانت تحمل بين طياتها غموضًا واستباقًا للأحداث في بعض الأحيان ، فبعد اقتحام السجون تنشر رصد أنباء عن اغتيال جماعي وتصفية لقيادات الإخوان وعلى رأسهم القيادي الدكتور عصام العريان ، وبعدها يخرج الدكتور محمد مرسي في اتصال هاتفي تاريخي لقناة الجزيرة القطرية ليطمأن المصريين على صحتهم وعلى وجوده والكتاتني والعريان وأكثر من 30 آخرين من قيادات الجماعة على قيد الحياة . وفي اليوم نفسه تنشر رصد خبرًا أخر عن انقطاع الإنترنت ، وتطالب الشركات المصرية بعدم قطع الخدمة عن المصريين في حين تستمر هي ببث أخبارها ونقل الأحداث ومناشدة الدول الأخرى بمساندة الثورة المصرية ، وتصرح صفحة "كلنا خالد سعيد" التي كانت تنقل هي الأخرى ما يحدث وكانت داعية أساسية للثورة أن شبكة رصد ستقوم باستكمال نقل الأحداث في ظل انقطاع الإنترنت ، وعندما تساءل بعض مرتادي الصفحة عن إمكانية بث الأخبار في ظل انقطاع الخدمة عن مصر ، يجيب أحدهم أن الأدمن الثاني للصفحة يتواجد خارج مصر ويبث بشكل منتظم من هناك . وفي هذا السياق يقول مصدر أمني قال مصدر أمني رفيع المستوى – معلقًا على تسريبات رصد – إن رصد تقوم ببث موقعها إما عن طريق وحدة الخدمة النائبة أو البديلة ‘ البروكسي ‘ مستخدمة عنوان ال "IP " الذي يشير إلى أنها تبث من تركيا وقطر والدنمارك. وأضاف المصدر أنه إن لم تكن رصد تعتمد على البروكسي في بث محتوياتها الرقمية فإنها على الأرجح تبث من مقرات فعلية متواجدة بالدول الثلاث السالفة الذكر ، مشيرًا إلى أن رصد لم توقف بث محتواها الرقمي أثناء قطع خدمة الإنترنت إبان ثورة الخامس والعشرين من يناير وأن مزاعمها في قيام نشطاء تابعين لها بدول عربية وأجنبية بتلقي المحتوى الخبري عبر الهواتف الأرضية من مصر ونشرها من الخارج يجب التشكيك فيه حيث قامت رصد خلال فترة انقطاع الإنترنت بنشر فيديوهات وصور مصاحبة ومواكبة للأحداث وقتها ما يقطع باليقين على استخدامها وسائط أخرى بديلة بسبب استحالة نقل المحتوى المرئي عبر الهواتف الأرضية .