عندما يكبر الأمهات أو الآباء ويصبحون فى سن يحتاجون إلى المؤانسة خاصة إذا فقد أحدهمها شريك العمر فيصبحون فى أشد الاحتياج لمن يرعاهم ولكن الأبناء بسبب انشغالهم بأمور حياتهم يتركونهم بدون أى رعاية ويصبح الحل الأمثل هو «زواج المؤانسة» أو «زواج المسنين».وأكد الدكتور مدحت عبد الهادى، أستاذ علم الاجتماع وخبير العلاقات الزوجية أن زواج المسنين له العديد من الفوائد قائلا: يتعرض كل من الأم والأب المسنين للعديد من الأمراض سواء كانت العضوية أو النفسية، وخاصة فى حال وفاة الأب وقيام الأم بتربية أبنائها إلى أن يتزوجوا وينشغلون عنها وتصبح وحيدة لا أحد يسأل عنها أو يرعاها حتى تصاب بالعديد من الأمراض العضوية والنفسية الكثيرة للغاية وفى المقابل أيضًا إذا افنى الأب حياته لأبنائه دون أن يفكر فى نفسه ويصبح بلا ونيس أو جليس. والحل من وجهة نظرى هو زواج المسنين، على الرغم من أن هذا الأمر مرفوض اجتماعيا ويعتبرونه من الأفعال المخجلة، وأول من يرفضون هذا الزواج هم الأبناء، واعتبر هذا الامر نوعًا من الأنانية، فعليهم أن يفكروا أن هذا الزواج ليس له أى أغراض سوى القضاء على الوحدة لكل من الزوج والزوجة. ومن هنا لابد أن أشير إلى أن زواج كبار السن ببعضهما يقضى على الكثير من المشاكل، أهمها انشغال الأبناء بحياتهم كما أنه الحل الأمثل لأمراض القلب والضغط، وغيرها من أمراض المسنين المعتادة، لأن معظم هذه الأمراض يتعرض لها المسن عندما يشعر بالحزن والاكتئاب من الوحدة وأنه أصبح بلا قيمه ولايوجد من يهتم به أو بمشاكله أو بحياته. أيضًا هو الحل الأمثل للقضاء على الإصابة المبكرة بأمراض الشيخوخة مثل الزهايمر وغيرها من الأمراض الأخرى النفسية مثل الاكتئاب والحزن. فعندما يتزوج كبار السن يشعرون بأن هناك من يؤنس وحدتهم وإذا شعروا بأى ألم يجدون من يهتم بهم ويذكرهم بميعاد الدواء، ويجدون من يفرح لفرحهم ويحزن لحزنهم وهذا الزواج لا يعيق سؤالهم على أبنائهم ورعايتهم لهم، ولكن إذا قصر الأبناء فى حقهم وقتها شعورهم بالقهر والوحدة سيقل لأن الأم أو الأب يشعرون بالاكتئاب إذا وجدوا ما سعوا اليه من رعاية لأبنائهم يقابله تجاهل أبنائهم لهم بعدما بذلوا جهودا كبيرة لرعايتهم وإسعادهم. وأضاف عبد الهادى أنا لا أعلم لماذا هذا النوع من الزواج مرفوض اجتماعيا على الرغم من أنه فى بلاد الغرب يهتمون جدا بهذه النوعية من الزواج ويحرصون عليه كما أن الأبناء فى الغرب يشجعون آباءهم وأمهاتهم على هذه النوعية من الزواج ، وهناك منهم من يتزوجون بعد سن الثمانين. كما أن هذا النوع من الزواج غير مرفوض دينيا فلا يوجد أى مبرر لرفضه اجتماعيا فلابد أن يكون لدينا وعى وثقافة أكثر من ذلك وأن يحرص الأبناء على هذه النوعية من الزواج طالما أنها غير مرفوضة دينيا وهى الحل الأمثل للآباء والأمهات للقضاء على وحدتهم. ويقول الدكتور هشام حتاتة أستاذ علم النفس إن زواج المسنين الحل الأمثل للقضاء على ما يعنيه المسن من ضغوط نفسية قد تؤثر عل صحته بالسلب خاصة مع تجاهل أبنائه له وعدم اهتمامهم به. وأضاف: حتى لو قام الأبناء بالاهتمام بالأب أو الأم فلن يستطيعوا ترك حياتهم والعيش معهم لرعايتهم خاصة إذا كان لهؤلاء الأبناء حياة متكاملة وأسرة مكونة من زوج وأبناء. لذا لابد ألا يكونوا أنانين وإذا فكر الأب أو الأم فى الزواج يوافقون دون إبداء أى أستياء لأن ذلك سيكون الأفضل للأب أو الأم المسنين. كما أن التفكير فى وضع الأب أو الأم فى دار مسنين أمر مرفوض نفسيا لأن الأب والأم وقتها يشعران بأنهما أصبحا عبئا على أبنائهما مما يسبب أمراضا نفسية كثيرة لهم.