رئيس جامعة كفرالشيخ يستقبل لجنة تعيين أعضاء هيئة تدريس قسم اللغة الإيطالية بكلية الألسن    مرصد الأزهر لمكافحة التطرف يكشف عن توصيات منتدى «اسمع واتكلم»    صناعة النواب: ارتفاع الاحتياطي النقدي يعكس الثقة في الاقتصاد المصري    دعم منصة سلفة في السعودية يصل إلى 25،000 ريال سعودي.. تعرف على الشروط المطلوبة    حماس: نتنياهو يراوغ لاستمرار الحرب في غزة    محمود مسلم: الموقف في غزة صعب.. وعلى المجتمع الدولي تحمل مسؤوليته    كوارث خلفتها الأمطار الغزيرة بكينيا ووفاة 238 شخصا في أسبوعين.. ماذا حدث؟    "دموع الخطيب وحضور رئيس الزمالك".. مشاهد من تأبين العامري فاروق (صور)    «الداخلية» تُحبط عملية غسل 40 مليون جنيه حصيلة تجارة المخدرات بقنا    المركز القومي للسينما يفتتح نادي سينما الإسماعيلية |الصور    «لا نعرف شيئًا عنها».. أول رد من «تكوين» على «زجاجة البيرة» في مؤتمرها التأسيسي    تعرف على فضل صيام الأيام البيض لشهر ذي القعدة    حزب العدل: مستمرون في تجميد عضويتنا بالحركة المدنية.. ولم نحضر اجتماع اليوم    موعد وعدد أيام إجازة عيد الأضحى 2024    تحرير 11 محضرا تموينيا متنوعا في أسواق شمال سيناء    وزير التعليم يُناقش رسالة ماجستير عن المواطنة الرقمية في جامعة الزقازيق - صور    حلقة نقاشية حول تأسيس شركة مساهمة بجامعة قناة السويس    سلمى الشماع: مهرجان بردية للسينما الومضة يحمل اسم عاطف الطيب    لوكاشينكو: يحاولون عزل دول الاتحاد الاقتصادي الأوراسي ولكنها تمضي قدما    بالفيديو.. هل تدريج الشعر حرام؟ أمين الفتوى يكشف مفاجأة    نائب محافظ الوادي الجديد توجه بتوفير طبيب لمرضى الغسيل الكلوي بمستشفى باريس    عام المليار جنيه.. مكافآت كأس العالم للأندية تحفز الأهلي في 2025    توت عنخ آمون يتوج ب كأس مصر للسيدات    «البترول» تواصل تسجيل قراءة عداد الغاز للمنازل لشهر مايو 2024    الخارجية الأمريكية: نراجع شحنات أسلحة أخرى لإسرائيل    «التجارية البرازيلية»: مصر تستحوذ على 63% من صادرات الأغذية العربية للبرازيل    لفترة ثانية .. معلومات عن سحر السنباطي أمين المجلس القومي للطفولة والأمومة    حسن الرداد يكشف عن انجازات مسيرته الفنية    «اسمع واتكلم».. المحاضرون بمنتدى الأزهر يحذرون الشباب من الاستخدام العشوائي للذكاء الاصطناعي    السجن 5 سنوات لنائب رئيس جهاز مدينة القاهرة الجديدة بتهمة الرشوة    محافظ أسوان: مشروع متكامل للصرف الصحي ب«عزبة الفرن» بتكلفة 30 مليون جنيه    وكيل وزارة الصحة بالشرقية يتفقد مستشفى الصدر والحميات بالزقازيق    رئيسة المنظمة الدولية للهجرة: اللاجئون الروهينجا في بنجلاديش بحاجة إلى ملاجئ آمنة    مناقشة تحديات المرأة العاملة في محاضرة لقصور الثقافة بالغربية    التعاون الإسلامي والخارجية الفلسطينية يرحبان بقرار جزر البهاما الاعتراف بدولة فلسطين    أسهم أوروبا تصعد مدعومة بتفاؤل مرتبط بنتائج أعمال    كريستيانو رونالدو يأمر بضم نجم مانشستر يونايتد لصفوف النصر.. والهلال يترقب    المشدد 10 سنوات لطالبين بتهمة سرقة مبلغ مالي من شخص بالإكراه في القليوبية    أمين الفتوى يحذر من تصرفات تفسد الحج.. تعرف عليها    أحدثهم هاني شاكر وريم البارودي.. تفاصيل 4 قضايا تطارد نجوم الفن    11 جثة بسبب ماكينة ري.. قرار قضائي جديد بشأن المتهمين في "مجزرة أبوحزام" بقنا    فرقة الحرملك تحيي حفلًا على خشبة المسرح المكشوف بالأوبرا الجمعة    «8 أفعال عليك تجنبها».. «الإفتاء» توضح محظورات الإحرام لحجاج بيت الله    رئيس قطاع التكافل ببنك ناصر: حصة الاقتصاد الأخضر السوقية الربحية 6 تريليونات دولار حاليا    تعمد الكذب.. الإفتاء: اليمين الغموس ليس له كفارة إلا التوبة والندم والاستغفار    الزمالك يكشف مفاجآت في قضية خالد بوطيب وإيقاف القيد    ذكرى وفاة فارس السينما.. محطات فنية في حياة أحمد مظهر    صحة المنيا تقدم الخدمات العلاجية ل10 آلاف مواطن فى 8 قوافل طبية    صالح جمعة معلقا على عقوبة إيقافه بالدوري العراقي: «تعرضت لظلم كبير»    مصرع سيدة صدمها قطار خلال محاولة عبورها السكة الحديد بأبو النمرس    محافظ كفر الشيخ: نقل جميع المرافق المتعارضة مع مسار إنشاء كوبري سخا العلوي    لمواليد 8 مايو.. ماذا تقول لك نصيحة خبيرة الأبراج في 2024؟    الصحة: فحص 13 مليون مواطن ضمن مبادرة الكشف المبكر عن الأمراض المزمنة    إخماد حريق في شقة وسط الإسكندرية دون إصابات| صور    سيد معوض: الأهلي حقق مكاسب كثيرة من مباراة الاتحاد.. والعشري فاجئ كولر    إعلام فلسطيني: شهيدتان جراء قصف إسرائيلي على خان يونس    «النقل»: تصنيع وتوريد 55 قطارا للخط الأول للمترو بالتعاون مع شركة فرنسية    رئيس إنبي: نحن الأحق بالمشاركة في الكونفدرالية من المصري البورسعيدي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عقلك بيهنج .. وذاكرتك صفحة بيضاء؟!

أظهرت دراسة أوروبية حديثة أن هناك حالة جديدة كل سبع ثوان من مرض الزهايمر تضاف إلى 42مليون مريض فى العالم بالفعل و053 ألفاً منهم فى مصر وهذا معناه أننا أمام 053 ألف أسرة مصرية تعانى من آثار هذا المرض وللأسف فى مجتمعنا نقف مشلولين أمام هذا المريض الذى ضاع من الشعور بالزمن وتاهت منه الشخوص والأماكن كأنه صفحة بيضاء تم تفريغها بالكامل ورغم هذا الزحف الشرس لهذا المرض على خريطة الأمراض المنتشرة ورغم وجود تخصص «طب للمسنين» فإننا ما زلنا نفتقر للنجدة والرعاية المتخصصة للمريض ونصبح مشتتين بين العناية بالمريض وتعليم الأهل كيفية مراعاة حالته النفسية وتقبل تصرفاته التى تفتقر للاتزان لأن للأسف معظم الأسر تتعرض لضغط شديد نتيجة صدمتهم وافتقارهم لآليات التعامل معه..



وبالرغم من وجود تخصص طب المسنين فإننا نفتقر الاهتمام بتلك الشريحة من المرضى الذين لم تضع فقط ذكرياتهم وإنما تضيع حقوقهم فى العناية على أيدى متخصصين ذوى خبرة فى التعامل والرعاية مع كل هذا فلا معين ولا وجود لإرشاد وتأهيل، مما يمثل ضغطا نفسيا شديدا عليهم ويمثل صدمة ومأساة لعديد من الأسر.

∎أصعب إحساس
بكل الحزن تحكى السيدة ليلى موافى حكاية حماتها ناظرة المدرسة التى كان لها شنة ورنة على حد قولها وكانت تخاف من قوة شخصيتها الطالبات وتعمل لها المدرسات ألف حساب عندما خرجت على المعاش وبعد عدة سنوات ظهر عليها بعد العوارض الغريبة كالنسيان المبالغ فيه وليس الذى نتعرض له معظم الوقت كأن تنسى عنوان زوجى ابنها الوحيد وتنسى عمر حفيدها، ثم وصل الأمر لنسيان حفيدها نفسه وأصبحت عصبية أكثر من المعتاد ففهمنا أنها أعراض الشيخوخة وذهبنا للطبيب الذى نصحنا بالإقامة معا لمنع تداعيات مرض الزهايمر الذى أصيبت به ومع أنها فى معظم الأحيان تكون واعية وطبيعية فإنها تغيب لبعض الوقت فتصبح تائهة وغير مركزة وتأثرت نفسية زوجى كثيرا فهو شديد التعلق بأمه وحزين على حالتها التى وصلت لها وأنا وابنى دائما نلازمها ولا نتركها وأحاول أن أحرص على مواعيد الأدوية وإقناعها بتناولها والمشكلة فى أنها شخصية عنيدة وتعودت أن تدير حياتها بطريقتها ولا تتقبل أن يملى عليها أحد أى شىء ولو لصالحها من غذاء أو دواء وأحيانا أشعر بأنها «صعبانة عليها نفسها» فأحاول إشعارها بأننا نحن من نحتاج إليها وإلى رأيها ولكن للأسف لا أشعر بأننا قادرون على التعامل مع عصبيتها على الوجه الأمثل.
من أنت؟
«أن ينظر لك أقرب وأعز إنسان لقلبك فلا يعرفك فهذا أصعب إحساس»، هكذا بدأت معى السيدة ليلى فوزى ربة منزل وتبلغ الخمسين من عمرها حكايتها فالشيخوخة غلبت والدتها التى تبلغ الثانية والسبعين من عمرها وذلك منذ أكثر من خمس سنوات وتصف حالة والدتها: بدأت تقوم بتصرفات غريبة وتنسى أشياء أساسية وشخصها الطبيب على الزهايمر ونصحنى وإخوتى ألا نتركها بمفردها ولظروف عملهم وسفرهم اخترت أن تجلس معى أمى فأنا أرملة وولدى تخرج فى الجامعة وعندى من الوقت أن ألازمها.. أحيانا تكون عادية وطبيعية، ولكنها فترات قصيرة وأحيانا أكثر تتعصب على ثم تسألنى: من أنت؟ وأحيانا تظل تحكى أشياء ومواقف من طفولتها وتسأل عن ناس لا أعرفهم تقريبا زملاؤها فى دراستها وأحيانا تطلب منى أن أعيدها لبيتها وتقصد بيتها وهى طفلة، أول الأمر لم أكن أعرف كيف أتعامل معها، ولكنى بالوقت تعودت على طريقتها واعتبرت أنها واحدة من حفيداتى أدلعها وأحنو عليها وأتقبل ردود أفعالها الغريبة، ولكن هذا أفقدنى الكثير من حياتى الاجتماعية فأخاف أن أتركها لحضور مناسبة أو للقاء صديقة ولا أستطيع فى نفس الوقت الخروج بها لأنها أحيانا تصبح عصبية وعنيدة ولم تعد صحتى كالسابق لأستطيع خدمتها، وأحضرت العديد من الممرضات ولكن لا توجد منهن واحدة أستطيع الاعتماد عليها أثناء غيابى فى التعامل مع أمى فهن غير مدربات للتعامل مع هذه الحالات وفوق هذا فميزانيتهم مرتفعة لا أقدر عليها.

∎خائفة عليه
أما المهندسة فريدة 33 سنة فتقول: صدمت عندما أخبرنى الطبيب أن أبى الذى لم يتعد السادسة والستين أصيب بالزهايمر ولكن لايزال بمرحلة مبكرة ويحتاج لمن يسانده ويعتنى به خاصة فى المستقبل القريب فقد كنت أرفض الاعتراف بأن أبى أصابه أى ضعف فى قدراته الذهنية، فقد كان دائما شخصية قوية ومسيطرة ومع أنه أصيب بالسكر والضغط وهو لايزال شابا إلا أننا لم نشعر يوما بضعفه أو مرضه، لذا عندما بدأ فى نسيان أمور مهمة وبدأ يتهمنا بأننا نحن المخطئون فى أى موقف سيئ كان نسيانه هو السبب فيه، وأصبح يتهم أمى بأنها تضع أشياءه فى أماكن أخرى لتضايقه وينسى أنه هو من وضعها، وكنت أعتقد أنها عصبية زائدة لتقدمه فى السن، المشكلة أنه يرفض أن يقيم مع أى منا أنا وإخوتى لأننا متزوجون ولا يشعر بالراحة إلا فى بيته ويكتئب إذا أقام عندنا لأكثر من ليلة فنحاول باستمرار التواجد كأبناء وأحفاد حوله لأن أمى لا تقدر على خدمته بمفردها فعصبيته عليها طوال الوقت وطلباته التى لا تنتهى أصابتها بأمراض عديدة، ولكن ظروف العمل والدراسة تشغلنا أحيانا فأكون مرعوبة عليه وخائفة أن ينزل من البيت بمفرده فهو عنيد جدا ويرفض حتى العلاج وأدوية الضغط والسكر مهمل فيها وأحيانا نحاول أن نحتويه كطفل صغير وأصبح أحيانا ينظر لنا باندهاش ثم يسألنا نفس السؤال، فقد يسألنا عن عمرنا مثلا ويسأل نفس السؤال لأكثر من 01 مرات، وأنا خائفة عليه ولا أستطيع إلا أن أراقبه وأحميه، أحضرنا له ممرضا يقيم معه للعناية به ولكن أظل قلقة عليه وضميرى يؤنبنى لعدم إقامتى معه طول الوقت.

∎سلامة العقل أهم
أما «س. م» فهى تبلغ الستين من عمرها تصف نفسها بأنها هاربة من الزهايمر عن طريق اتجاهها للالتحاق بكورال الكبار فى ساقية الصاوى لتغنى وتحيى تلك الموهبة القديمة والهواية التى تعشقها ومنعها زواجها وأولادها وظروف حياتها وعملها كمحاسبة فى أحد البنوك من مواصلتها وبعد تخرج الأبناء وزواجهم وسفرهم ووفاة زوجها أصبح البيت فارغا إلا من والدتها التى تعانى من متاعب الزهايمر وبعض الأمراض الأخرى ووصلت بها الحالة إلى أن تنسى أبسط الأشياء مثل الملعقة والشوكة فكانت تنظر إليهما كشىء غريب كالطفلة الصغيرة وتعيش تائهة خائفة طول الوقت وجمعت أكبر قدر من المعلومات حول ذلك المرض الذى توفيت به أمها بعد ذلك وأصبح يمثل لها شبحا فتقول: سلامة العقل والذهن أهم من سلامة الجسم وما عانيته مع أمى لا أريد أن يعانيه أولادى معى فكانت تنسانى لبعض الوقت وكانت لا تستطيع خدمة نفسها فأنا من أحميها وأساعدها فى دخول الحمام وأغير لها ملابسها وكانت تبكى إذا منعت عنها طعاما مضرا لها وتتهمنى بأنى أريدها أن تموت فكنت أبكى حرقة على أمى التى تحولت لطفلة صغيرة خائفة طول الوقت ولجأت لطبيبها لم يتعد الأمر سوى النصيحة بالالتزام بالأدوية وهو ما دفعنى للذهاب لطبيب نفسى للتعامل مع أمى أولا ثم للتعامل مع مخاوفى ثانيا وهو الذى نصحنى بممارسة هواية تبعد تفكيرى عن الخوف من المستقبل وشغل نفسى بأشياء أحبها وإشراك أمى بالغناء والفرحة لأن توترى ينعكس عليها وينعكس لى تعاملى معها فتبدأ فى الخوف والارتباك.
∎كلنا بنهنج
لنقترب أكثر من المرض وأسبابه، تكلمنا مع الدكتور محمد فتحى استشارى جراحة المخ والأعصاب والمدرس بجامعة الأزهر فقال: الزهايمر هو إصابة خلايا المخ بالشيخوخة، وهى عندما تشيخ تفقد وظائفها ولا يقتصر ذلك فقط على تعرض المريض لفقدان تدريجى للذاكرة كما هو متعارف عليه وإنما يمتد الأمروتظهر أعراض أخرى كعدم القدرة على الحكم على الأمور ولخبطة فى الأسماء والعصبية الشديدة فجأة وبدون مقدمات والنرفزة على أبسط الأشياء، كما أن النشاط يقل ويصبح هناك عدم رغبة فى العمل أو الحركة.
ويضيف الدكتور محمد فتحى: إن هناك زهايمر أولى وآخر ثانوى، الأولى يكون فى السن الذى يتعدى الستين غالبا وينتج من قصور الدورة الدموية وتصلب الشرايين والسكر والضغط علاجه يعتمد على العلاج المستمر لكل هذه الأمراض التى تنتج غالبا من العادات الحياتية الخاطئة مثل عدم ممارسة الرياضة والسمنة والتعرض للملوثات.
أما النوع الثانوى فهو بالمعنى الدارج أن «تهنج» وهو أن تكون مجهدا طول الوقت وعقلك يود حفظ أكثر من شىء وتنسى كثيرا من كثرة ما عليك من مهام، وهنا قاطعته بأننا كلنا مهنجين وننسى إذا كلنا عندنا زهايمر ثانوى؟ فأجاب: هذه بوادره لأن أسلوب حياتنا غير صحى ونتعرض للضغوط والملوثات ولا نمارس الرياضة ولا نهتم بالغذاء الصحى ولا بتدريب العقل وإنعاشه وهذه هو بداية الطريق ومؤشر لأسلوب الحياة الخاطئ الذى يوصلنا لهذا المرض.
∎العودة للطفولة
يصف الدكتور محمد حالة مريض الزهايمر بأنه يعود لمرحلة شبيهة بمرحلة الطفولة فى ردود الأفعال كصعوبة فى الكلام والحركة والكتابة واختلاف طريقة المشى ثم يتطور الأمر فيفقد خلالها المريض القدرة على القيام بأساسيات الحياة كالأكل والشرب وقضاء الحاجة حتى حركاته تشبه الأطفال فينظر ليديه وكأنه يتعرف عليهما لأول مرة، والغريب أنه يتذكر أشياء قديمة وقد يعتقد أنه لا يزال طفلائويسأل عن والدته أو والده حتى لو كانا متوفيين، مما يسبب مجهودا كبيرا لمن حوله فى التعامل معه بصورة صحية وطريقة تحافظ على حالته النفسية وقد تحدث هذه الحالة من التوهان على فترات متقطعة أو تكون متصلة، وعن تشخيص المرض يضيف الدكتور محمد فتحى: لا يظهر إلا بالرنين المغناطيسى والأشعة على المخ، ويشخص الطبيب الزهايمر وللأسف فليس له علاج ولكن يتم علاج مضاعفات الأمراض المزمنة التى يعانى منها المريض كالسكر والضغط، وعن صحة مقولة أن هناك أسلوب حياة يقى ويقلل من الزهايمر يقول الدكتور محمد: الرياضة والتمارين العقلية وحفظ القرآن والبعد عن الوجبات السريعة وتناول الطعام الصحى يقى بالفعل من الزهايمر لأنه يحافظ على صحة الجسم وخلايا المخ من التلف والشيخوخة المبكرة.
∎لكنه ليس طفلا
الدكتور عمرو سليمان أخصائى الطب النفسى وعلاج الإدمان بالمركز الاستشارى البريطانى فى رسالته تناول مناقشة هذا المرض لأهميته وزحفه الآن بصورة كبيرة مست العديد من الأسر وللأسف نقف جاهلين كمجتمع بكنه المرض وأعراضه وبوادره، والأهم هو أسلوب التعامل معه.
يقول الدكتور عمر: إن الزهايمر من أمراض الشيخوخة والذى يتسم بأنه يمثل السبب الرئيسى للخرف، حيث إنه مرض يهاجم الخلايا العصبية وخصوصا الخلايا المسئولة عن الوظائف العليا للمخ والذى بدوره يؤدى لتدهور هذه الوظائف بصورة تدريجية عنيفة فى سلوكها المرضى.. وأنواع الزهايمر تتباين ما بين النوع المبكر وهو ما قبل ال 56 سنة والمتأخر بعد 56 سنة.. لذلك من المهم معرفة الصورة العيادية للمرض وذلك فى محاولة لزيادة التثقيف الصحى والمجتمعى تجاه هذا المرض، حيث إن الأعراض المبكرة لهذا المرض تتميز بزيادة النسيان بصورة غير طبيعية عن المعتاد وتحديدا للأحداث الحالية سواء كانت الاجتماعية أو الشخصية للمريض ويزداد اضطراب الذاكرة لدى المريض مع الوقت، ويكون التدهور فى الوظائف العليا الأخرى للمخ مثل اضطرابات اللغة وعدم القدرة على القيام بالمهارات الحركية اليومية والذى يؤدى إلى تدهور الأنشطة اليومية للمريض أيضا خلل القدرات التنفيذية للمريض مثل القدرة على التخطيط، التنظيم، القدرة على حل المشكلات، اتخاذ القرارات.. كل هذه الأعراض وغيرها تؤدى إلى فقدان المريض لجودة حياته وفقدان قدرته على الاستمتاع بحياته رويدا رويدا والذى يؤدى بدوره إلى ظهور الأعراض النفسية للمرض وأهمها الاكتئاب الذى يؤدى إلى تدهور حالة المريض بصورة ملحوظة ولنا أن نتخيل أننا نعيش بغير الوظائف العليا لعقولنا بماذا سنشعر وكيف سنتألم من ذلك هكذا يشعرون هم.. ولذلك يجب أن نضع أنفسنا مكانهم كى نستطيع أن نساعدهم ولهذا يظهر تساؤل مهم وهو: كيف نرعاهم ؟
إن الرعاية لمريض الزهايمر لا تتوافر فقط فى العلاج الدوائى وحسب، ولكن محاولة تنشيط الوظائف العليا للمخ والذى يؤدى إلى مساعدة المريض ليس دوائيا فقط، ولكن نفسيا واجتماعيا أيضا وهذا يساعد بدوره على انحسار المرض بشكل جزئى.. ومن الأشياء المهمة التى تحسن من وظائف المخ لهؤلاء المرضى محاولة تذكيرهم بالمواعيد المهمة مثل المناسبات الاجتماعية، الشخصية، السياسية محاولة تحفيز المريض على القيام بمهامه الحياتية اليومية وهذا فى إطار من التفهم للأعراض التى ذكرناها سابقا لأن هذا يؤدى بدوره لزيادة قدرة المحيطين بالمريض للتعامل معه وفهم حالته بشكل يساعد المريض على تخطى صعوبات مرضه، أيضا يجب الاهتمام بالأمراض المصاحبة للشيخوخة ومحاولة السيطرة عليها لما لهذه الأمراض من أثر سلبى على حالة مريض الزهايمر مثل أمراض القلب والسكر، ولكن من الخطأ معاملة المريض كأنه طفل وهذا خطأ يقع فيه العديد من الناس معتقدين أنه لا يدرك ذلك، مما يكون له تأثير سيئ جدا وغير مرغوب فيه على المريض.
∎ثقافة التعامل مع الإعاقات:
وعن افتقارنا كمجتمع للتوعية بهذا المرض وأسلوب التعامل معه يضيف الدكتور عمر سليمان: للأسف فى مجتمعنا نفتقد لثقافة التعامل مع الإعاقات وتنقصنا الثقافة المعرفية فى كل ما يدور حولنا، فما نحتاجه هو مشروع قومى لمواجهة كل أنواع الإعاقات التى تقف حائلا دون تمتع الإنسان بحياته فبالرغم من وجود الجمعية المصرية لمرضى الزهايمر فإننا نرى جهلا شديدا بالمرض وليس هناك أى توعية به وبطرق التعامل معه على المستوى الطبى والنفسى.
فمن الأشياء التى يجب لفت الانتباه إليها أهمية وجود طواقم طبية وكوادر بشرية على درجة عالية من العلم والتفهم لهذا المرض لأن هذا يوفر كثيرا من الوقت والمجهود فى توفير الرعاية لهؤلاء المرضى وهو عامل مهم نجد فيه نقصا يساعد الطبيب على القيام بمهمته على الوجه الأمثل فى سبيل الرعاية الكافية للمريض.. أيضا إنشاء المراكز المتخصصة لرعاية مرضى الزهايمر وما يشبههم من حالات نتيجة أمراض الشيخوخة أصبحت حاجة ملحة الآن لتوفير الرعاية الصحية المناسبة لهؤلاء الآباء والأمهات، وهذا يتطلب عمل حملات قومية للتوعية بهذا المرض وتبنى الدولة فكرة رعاية المسنين بشكل عام وتوفير الرعاية اللازمة لهم فهم من علمونا وربونا فلا يصح أبدا أن نتخلى عنهم فى كبرهم فلا خير فينا إن كنا كذلك فقد صدق رسول الله حين قال: «بروا آباءكم تبركم أبناؤكم».
∎احم نفسك بالغذاء
الدكتورة سوسن فاروق استشارى التغذية تؤكد أن للغذاء دورا أساسيا وهو عامل من عوامل عديدة يمكن أن تقى من هذا المرض وتتكلم عن أفضل أنواع العذاء فمثلا تناول مضادات الأكسدة فى غذائنا يحافظ على الخلية العصبية ويقاوم ما قد يحدث من ضعف فى الذاكرة.. ومن أهم الأغذية الغنية بمضادات الأكسدة الخضروات والفواكه هناك الأسماك المحتوية على الأحماض الذهنية أوميجا3 مثل سمك الماكريل والتونا والسالمون والسردين كذلك زيت بذر الكتان وزيت الزيتون وزيت السمك الذى يدعم مقدرة توصيل الإشارات بين الخلايا العصبية فيرفع كفاءة المخ من حيث الذاكرة والتركيز والتعلم.
وكذلك البيض المفيد للجهاز العصبى ولكن يكفى تناول بيضتين أسبوعيا لتفى بالغرض ولا تسبب أضراراً لاحتوائه على الكوليسترول، بالإضافة إلى الخضروات الورقية كالجرجير والبقدونس والخس وغيرها وتناول الخميرة أيضاً.. وكلها غنية بحمض الفوليك الذى يزيد كفاءة المخ.

ريشة: نسرين بهاء


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.