«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حتى لا ننسى أهالينا الذين نسوا:
نشر في شباب مصر يوم 20 - 03 - 2012

- الأمل فى العلاج الجينى بزرع خلايا داخل المخ بدلاعن المصابة بالضمور
- حين تصبح ابا لوالديك المرضى ولاتستطع تخفيف آلامهم ولا تأمل فى شفائهم ماذا يكون حالك وشعورك ؟!
لا تعرف السيدة من يكون فتحى ومتى التقت به لاول مرة منذ اكثر من50 سنة فى حفل عائلى باحدى قرى محافظة المنوفية حيث قال النصيب كلمته وتزوجا فى العام 1956 ،واصبح لديها منه ابنة وحيدة واربع رجال فى ارفع المناصب.
السيدة ناهد صاحبة ال73 عاما، ظلت تبحث وذويها لسنوات عن سبب لحالتها ، بعد ان باتت تنسى اسمها ولا تتعرف بسهولة على أقرب المحيطين بها ،اما مفتاح الشقة فتارة تتركه فى الثلاجة وأخرى فى صندوق الأحذية ومرات عديدة تضع ملابسها فى غير اماكنها الطبيعة ، فإن حاولت ارتدائها بمفردها استغرقت وقتا طويلا والمحصلة ارتداءالملابس من غير مواضعها الصحية ، حتى ادرك الجميع منذ 4 سنوات فقط انها واحدة من 200 الف مصاب بمرض الزهايمر فى مصر، ضمن 1.3 مليون مصاب على مستوى قارة أفريقيا بالكامل.
منذ 2001 والأسرة فى رحلة عذاب شاقة ليل نهار بحثا عن علاج أو نهاية لعذابات الأم وأحزان الأسرة وويلات الساهرين على راحتها المتابعين لحالتها دون أمل .لاحظت الابنة الوحيدة لناهد ان والدتها تعانى من تدهورمتدرج فى مستوى الذاكرة للأحداث القربية والبعيدة ،حيث بدأت
ترديد كلمات غير مفهومة وتكرار الفاظ بلا معنى،كما بدأت تنسى اين تقطن وكم تبلغ من العمر ، اما زوجها الذى يكبرها بعامين والذى امضت معه اكثر من نصف قرن لم تعد تذكر سوى اسمه .حتى الاماكن لم تعد تتعرف عليها بسهولة، وحين ضلت الام طريقها الى منزلها وتاهت لساعات فى الشارع قرر الأبناء حبسها الى الابد فى المنزل لتجنيبها مخاطر التوهان والضياع ، و اما ان تشفى او تموت !
وحين اكتشفت الابنة اكثر من مرة ،ان امها المسنة نسيت الطعام على النار لساعات قررت جلب جليسة ومقيمة ليلية تبيت مع الام التى تعرض شريط ذكرياتها للمحو والنسيان والتلاشى، وليتها تقبلت الممرضة التى جلبتها الاسرة لرعايتها ، لكن ما حدث انها نظرت اليها بارتياب وشك حيث تتخيل مرة انها تحاول قتلها ، ومرات تتصور انها جاءت لتسرقها وتستولى على حاجياتها، ومرات عديدة تتشاجر معها بدون سبب واضح سوى خيالات فى الذاكرة ، لا وجود لها فى الواقع.
ينسي الكثير من الناس خاصة الشباب أشياء صغيرة، مثل مكان مفاتيح السيارة أو ما حدث بالضبط الأسبوع الماضي.ودائما ما يؤخذ الامر على سبيل الدعابة فتسمع من يردد" عفوا انا عندى زهايمر مبكر"ً ولكن إذا تكررت حالة النسيان بشكل دائم أو إذا تضمنت أشياء بسيطة تحدث بشكل يومي مثل عنوان المنزل أو أشياء من هذا القبيل، فيمكن أن تكون هذه الحالة من أعراض مرض الزهايمر، الذى يعمل على السلب التدريجي للذاكرة وقدرة المرضى على الاعتناء بأنفسهم وينتهى الى موت المريض خلال فترة من 6 – 10 سنوات منذ اكتشافه وحتى حدوث الوفاة ويمكن ان تقع بين 2- 20 سنة وقد تحدث الوفاة لأسباب أخرى قبل تفاقم الزهايمركالازمات القلبية المفاجئة والالتهابات الرئوية الحادة. ولا يوجد علاج معروف للمرض حتى الان الا ان الادوية المستخدمة تعمل على تخفيف الاعراض.
الطب يؤكد أن اضطراب الذاكرة يحدث بشكل طبيعي مع التقدم بالعمر ولدينا بمصر نحو 11مليون مسن وهو رقم مخيف قياسا للتعداد الكلى للسكان فوق ال 80 مليون نسمة .وفي حالة الإصابة بالزهايمر فإن هذا الاضطراب يأخذ الشكل المرضي. ومن المظاهر التي تتعلق بهذا المرض ايضا فقدان حاسة الشم التي تعتبر دليلا مبكرا على المرض.
وحيث توضح معظم الدراسات أن متوسط العمر المتوقع للإناث أعلى من نظيره للذكور مما يؤكد بقاء المراة بمفردها عدد معين من السنوات و هو ما قد يؤثر عليها نفسياً و اجتماعياً و اقتصادياً تصبح مسألة رعاية المسنين ومريضات الزهايمر تحديدا مسألة مهمة فى مصر وافريقيا بالكامل.
الطبيب الألماني لويس الزهايمر له الفضل في اكتشاف هذا المرض قبل أكثر من قرن من الزمان وبالتحديد فى عام 1906،وقد أطلق اسمه على المرض عند تشريحه لمريضة في الخمسين من عمرها عقب موتها ، لقد كانت تعاني من فقدان الذاكرة.
فكرونى!
بالطبع ليس كل نسيان هو من زهايمر كما يؤكد الأطباء ، فهناك فارق بين الزهايمر والنسيان والعته، حيث يقلق البعض خشية أن يكون النسيان لديهم هو البدء للزهايمر ، فالكثيرون ينسون بعض الأشياء ، وليس لذلك دلالة تواجد الزهايمر إلا إذا زادت ظاهرة النسيان وصعب القيام بالوظائف الأخرى،ومرض العته أو الخرف الذي يبرز الآن على أثر الشيخوخة ، فيكون نتاجا لتغيرات في وظائف المخ على أثر تصلب الشرايين، أو الجلطات، الأورام ، السكتات المخية أو اضطراب الغدة الدرقية ، أو الإصابة بمرض الزهري المتقدم ، أو على أثر الكحول وسوء التغذية ، وأيضا الانهيار العصبي والإصابة بمرض باركنسون .ومريض الزهايمر يختلف عن المعتوه فى ان الاول يتملل بسرعة ويفتقد الحماس والاهتمام والمبادرة ويميل مع تقدم العمر الى التجول على غير هدى خاصة فى الليل.
المرض كما تؤكد النشرة الدورية للجمعية الامريكية للزهايمر ، تتلف فيه خلايا الدماغ ويسبب تدهوراً متدرجاً لا عودة عنه في القدرات العقلية التي تؤثر على الذاكرة والتفكير والسلوك ولغة الكلام. يصيب 10% ممن هم فوق الخامسة والستين من العمر، وترتفع النسبة مع زيادة عشر سنوات من العمر، أي 30% بين من هم فوق الخامسة والثمانين. وبهذا فإن الزهايمر هو أكبر سبب للخرف في العالم. وتلعب الوراثة دوراً صغيراً في نشوئه إذْ ان 5% فقط من المصابين به لديهم أقارب سبقت إصابتهم به أيضاً.
الدكتور عبدالمنعم عاشور أستاذ طب المسنين ورئيس الجمعية المصرية للزهايمر‏,‏ أكد أنه يتم حل مشكلة‏90%‏ من هؤلاء المرضى داخل الاسرة وتحت رعاية ابنائها‏..‏ بتوفير أحد الحلول إما بحصول العائل علي إجازة بدون مرتب وتعويض أو توفير الرعاة المدربين لمن ليس لديه من يرعاه‏,‏ اما ال‏10%‏ الباقية فهي حالات تستعصي خدمتها داخل الاسرة وتتطلب الإقامة في المستشفي‏,‏ وفى كل الاحوال تظل الحاجة قائمة الى إنشاء دور رعاية متخصصة، و لاتقل تكلفة علاج المريض عن 5 آلاف جنيه شهريا، وهو رقم متواضع قياسا للارقام العالمية .
والمأساة التى تحكيها اسرة ناهد المصابة بالزهايمر تفوق ملايين الدولارات وبحيث لاتصفها السطور عن الحالة النفسية لمن يتحولوا رعاة لذويهم أو أباء لوالديهم وفى بعض الأحيان حراس لمصابى الزهايمر وهم للأسف فى مصر وأفريقيا قليلى الخبرة ولا يجدون من يقدم لهم برامج الاعداد والتدريب على الرعاية لمرضى لا يعرف أحد على وجه الدقة تعدادهم الفعلى فى مصر لا لشىء سوى لان الزهايمر ضمن سلسلة طويلة من الأمراض سيئة السمعة يستحى المصاب به او اهله مجرد الفصاح عنه او التحدث مع الغير بشأنه.
الأعراض
تختلف الأعراض فيما بين المرضى،كما يشير الدكتور أسامة الغنام أستاذ المخ والأعصاب وعميد كلية الطب جامعة الأزهر، لكن أهمها النسيان وهو ما به يبدأ مع فقدان تدريجى فى الذاكرة يؤثر على الأداء العام واداء الاعمال المعتادة وصعوبات فى النطق والكلام وفقدان الاحساس بالزمان والمكان او القدرة على التقويم والحكم على الأشياء ومشكلات فى الفهم وضعف التركيز مع تغير ملحوظ فى السلوك والحالة المزاجية وتغير حاد فى الشخصية، الخمول والبطء والكسل وفقدان روح المبادرة ،ومع مرور الوقت يزداد أمر النسيان سوءا، ويبدأ زملاء العمل أو أفراد الأسرة المحيطون بملاحظة الأمر، ثم يواجه المريض صعوبات في التعامل مع الأشياء المكتوبة فيصعب عليه تذكر الأحداث أو الأشخاص أو الأشياء،مع الميل للانسحاب والهروب من التفاعل الاجتماعى او الحوار المطول مع الاخرين ، ثم يتطور الأمر الى اختلاط المشاعر وتظهر أفكار معتقدات خاطئة أو هلوسة سماع أصوات والقلق وقلة النوم وكثرة النشاط بالليل وغيرها ليصل به الأمر في الحالات المتقدمة الى تشويش الذهن وفقدان الإحساس بالواقع من حوله فيفقد بالتالي القدرة على العناية بشؤونه الخاصة من المأكل والمشرب وحتى دخول الحمام والنظافة.
وقد جرى الاعتقاد بين العلماء على ان الزهايمر يبدأ في مهاجمة المخ بسنوات او حتى عقود قبل ابتداء اعراض النسيان في الظهور واذا ثبت صحة هذا الاعتقاد فان هذه التغيرات يجب ان تترك اثراً في النخاع الشوكي.
يصيب الزهايمر المخ و يتطور ليفقد الإنسان ذاكرته و قدرته علي التركيز و التعلم ،وكما يشير الدكتور عبد المنعم عاشور استاذ طب المسنين بجامعة عين شمس ورئيس الجمعية المصرية للزهايمر ،تكمن مشكلة الزهايمر في انه يجعل من صاحبه شخصا معاقا يحتاج إلي اكثر من مرافق لخدمته والحفاظ عليه ، وكما يصيب المرض من تجاوزوا الستين فانه يمكن أن يصيب أشخاص في سن الأربعين. ويتسبب في أمراض أخرى (اختلال العقل) وانخفاض القدرات العقلية لكبار السن.
خلل الذاكرة
يؤكد د. سعيد عبد العظيم أستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة و رئيس الجمعية المصرية للطب النفسي انه توجد لدى المريض أعراض أولية تؤكد على بدء تغلغل الداء إلى مخ المصاب، وتعد هذه التغيرات جوهرية متناقضة في الوقت ذاته ، جوهرية لأنها تتعلق بقدرة المصاب على استغلال ما لديه من مخزون تجارب في الوقت الملائم ، مثل تقدير الخطر، أو الإدراك في الوقت المناسب للخطر واتخاذ الإجراءات الملائمة لتحاشيه،مثلا عند عبور للطريق، حين ترى سيارة على بعد ، تبدأ حسابات عقلية لتقدير المسافة ، وسعة الخطوة حتى تستطيع العبور قبل وصول السيارة لموقعك بوقت كاف ، وحين ترى النار مشتعلة في البيت تدرك الخطر وحجمه ، وتتخذ الإجراء الملائم حسب الأهمية ، إما بالمغادرة للمكان، أو الاتصال بقوات الإطفاء ، أو إنقاذ الصغار قبل الاتصال، وإيقاظ النائمين،هذه بدائل يطرحها المخ لتحاشي الخطر، ولكن المصاب بالزهايمر وخاصة في المراحل المتأخرة لا يدرك ذلك كله.
في البداية يفاجئ المصاب أهله، ومن حوله بعدم القدرة على تذكر أحداث وقعت له قبل مدة قصيرة مع ضعف في أدائه الكلامي لدرجة أنه يصل إلى حالة من الهذيان في بدء الإصابة، وهو ضيف ثقيل يصيب مساحة كبيرة من الذاكرة وقشرة المخ ويؤدي إلى فقدان تدريجي للذاكرة والوظائف اليومية الاعتيادية التي يقوم بها كل فرد منّا، وتتطور الحالة بفقدان التمييز وعدم معرفة الأماكن وزيادة الوساوس و الهلوسة، فتجد أن بعض كبار السن يخرج الواحد منهم من المنزل ولا يتذكر العنوان بسبب حدوث خلل في الذاكرة.
أسباب المرض
لا يذكر المتخصصون أسبابا محددة تؤدي إلى الإصابة بالمرض، ولكن هناك معطيات تلازم الإصابة تم اكتشافها عقب التشريح مثل : تراكم كميات كبيرة من العناصر الثقيلة في المخ ، كالألمنيوم في منطقة " قرن آمون " المخّية علاوة على وجود كثافة من بعض العناصر كالزئبق، والرصاص مما يؤدي إلى حدوث تقلص مستمر، حيث قام المتخصصون بتشريح المخ لعدد ممن الذين لقوا حتفهم على أثر التأكد من الإصابة بالزهايمر.
كذلك فإن النقص في فيتامينات ب1 و ب12 و حمض الفوليك ، والالتهابات التي تتجمع على مدي سنين عده أو خلل في عمل الغدة الدرقية أو اضطرا بات مستويات الأملاح المختلفة في الدم و حتى ألان لا يوجد علاج شافي لمرض و لكن مرضي الزهايمر يتم علاجهم حسب الأعراض و يحتاجون إلى جهد بالغ في الرعاية و المراقبة لئلا يقومون بتصرفات قد تؤذيهم و قد يمتد بهم العمر لسنوات طويلة و هم بحاجة لرعاية و عناية مكثفة و للأسف لا توجد مؤسسات أو دور مؤهلة لهؤلاء المرضى في مصر و الذين يشكلون عبئاً نفسياً و مادياً عظيماً على عائلاتهم و قد تمر عدد من الحالات بدون الاكتشاف خاصة في الفئات غير المتعلمة من المجتمع و يتعرضون لسوء المعاملة و قله الصبر و الإهمال لعلاج حالتهم و متطلباتهم.
ويشير المتخصصون إلى أن سوء التغذية يؤثر على المخ وينعكس سلبا على أدائه الوظيفي , فالمخ يعمل أثناء اليقظة وأثناء النوم ويستهلك طاقة الجسم رغم قلة وزنه وتتركز مغذيات المخ التي تساعد على صفاء الذهن وحسن التركيز والتذكر الجيد في الأحماض الدهنية غير المشبعة " أو ميجا 3 " وتوجد في بعض الزيوت والأسماك التي تحافظ على سلامة الأعصاب والمكسرات أيضا والأحماض الروتينية " تبروزين " وهى تساعد على التركيز أثناء التوتر النفسي وتتوافر في الفول السوداني واللوز وفيتامين " ب المركب " وبه مادة " كولين " وهى مادة موصلة للإشارات العصبية مهمة جدا في عملية التذكرة.
أسباب محتملة
كذلك تم الإعلان في الاجتماع السنوي لطب الأعصاب في سانتياجو أن ارتفاع نسبة الكوليسترول يؤدي بالضرورة إلى زيادة لإنتاج صفائح البيتا أميلويد المسببة لمرض الزهايمر .و تبين أن هناك جينات متوارثة تزيد من احتمالات الإصابة ب " الزهايمر "بين أفراد العائلة الواحدة، وتتناقل من جيل لأخر فيما يعرف بالزهايمر العائلى، ويصيب المريض من عمر 35 50 عاماَ، حيث FAD ينتقل عن طريق الجينات الوراثية من أحد الوالدين ، عبر الصبغيات الوراثية اللاجنسية المورثة وهو قليل الانتشار ، ولا يشكل إلا حوالي 5 % من اجمالى المصابين بالمرض أما الزهايمر الفردى فيصيب كبار السن ممن تجاوزوا ال60 عاما .
ويربط العلماء من مؤسسة جامعة «فلاندرز» للتقنية الحيوية التابعة لجامعة «أنترب» بين حصول تسريب من الأوعية الدموية في الدماغ تؤدي الى تلف خلايا الدماغ في البقع التي يتميز بها المرض تشريحياً. ومن الناحية التشريحية فان الزهايمر يصيب الدماغ بتكوين بقع تتشكل من بروتينات وخلايا دماغية ميتة، هذه التجمع من البروتين يؤثر على قدرة الخلايا الدماغية الأخرى وبالتالي تتأثر الذاكرة والقدرات الذهنية الأخرى، وإجابة السؤال حول ما الذي يجمع البروتين بهذا الشكل هو حل المشكلة وبداية العلاج، فنحن حتى اليوم لا نملك علاجاً لا لوقف تطور المرض ولا لإزالة ما تكون منه.
بداية النهاية
يبدأ التدهور تدريجيا لتراكم صفائح " الأميلويد بي " في الخلايا العصبية بالمخ ، هذه الصفائح مؤلفة من مواد بروتينية ينتجها الجسم بصورة طبيعية ، ويوجد صنف آخر هو "البيتاأميلويد" beta amyloid protein التي تتصيد بواكير الأميلويد،وتؤدى الى موت الخلايا العصبيةوالتى بفقدها تسبب عجزا فى موصلات او ناقلات الاشارات العصبية .
في المخ السليم تتكسر المواد البروتينية ويتضاعف حجمها وتظل على هذه الحالة من الهدم والبناء ، ولكن عندما تتراكم في المخ على شكل صفائح صلبة غير قابلة للذوبان ، تؤدي إلى تلف التعرجات العصبية والألياف وأنابيبها ومحاورها ، يضاف لذلك حدوث انكماش في قشرة المخ وزيادة فجواته وتضخم حجرات المخ ، وتكسر خلايا "قرن آمون " حينها تتأكد إصابة الإنسان ب " الزهايمر " .
واذا كان العدد الراهن للمصابين بالزهايمر حول العالم هو 25 مليون مصاب ،فإن الاحصائيات العالمية تتوقع ان يصل عدد المصابين بالمرض الى 42 مليون عام 2020 وان يصلوا الى 81 مليون عام 2040 .
تصوير الزهايمر!
ترفض أسرة ناهد الحلول المؤقتة والمسكنات والادوية التى حولت الام الى ما يشبه الهيكل العظمى، كما ترفض فى الوقت نفسه منطق رصاصة الرحمة حتى لو كان الثمن عذاب الجميع ولو بمجرد فتح سيرة مرض الأم مع الآخرين .وبينما الوضع هكذا يحاول العلماء الآن فى مارثون البحث العلمى وبانفاق ملايين الدولارات ، التوصل إلى بصمة محتملة لمرض الزهايمر مختبئة في النخاع الشوكي باستعمال تكنولوجيا تسمى بالبروتيمكس ومن خلال فحص نموذج مكون من عدد ضخم من البروتينات السابحة فيه لدى أشخاص توفوا ثم ثم اكتشفت آثار الزهايمر لديهم بعد خضوعهم للتشريح ومقارنة النتائج باشخاص طبيعيين، في خطوة قد تشير الى احتمال ايجاد اختبار يكشف عن وجود المرض السالب للذاكرة ، ووفقاً لنشرة منظمة سجلات علم الاعصاب فانه بالفعل قد بدأ العلماء في الاعداد لدراسات اخرى اعمق للتأكد من صحة البصمة المحتملة للزهايمر.
أحدث وسيلة لتشخيص الزهايمر في العالم الآن هي استخدام جهاز الرنين المغناطيسي الطيفي لرصد التغيرات التشريحية والكيميائية التي يسببها المرض بالمخ وقبل أن تتطور أعراضه الدكتور محمد ناصر الدين محمد السيد قاسم بقسم الأشعة التشخيصية بكلية الطب جامعة الأزهر تدرب على هذة الطريقة فى امريكا وحصل علي درجة الدكتوراه فى الجهاز الذي يمثل ثورة في عالم الأشعة التشخيصية للكشف المبكر عن المرض الذي تزايدت معدلات الإصابة به في السنوات الأخيرة.
وعن كيفية تشخيص مرض الزهايمر وفوائد الكشف المبكر عنه يقول د.محمد ناصر الدين إنه حتي وقت قريب لم تكن هناك طريقة لتشخيص المرض إلا عن طريق استبعاد باقي أسباب العته وبعض الأمراض الشبيهة بالزهايمر مثل اضطرابات الغدة الدرقية ونقصان فيتامين ب12 والإصابات الدماغية والأورام والاكتئاب ويكون ذلك عن طريق فحص إكلينيكي وعصبي ونفسي شامل للمريض.وقبل سنوات لم يكن ممكنا التأكد من صحة التشخيص بنسبة 100 % إلا بعد وفاة المريض والقيام بفحص الأنسجة الدماغية تحت المجهر للبحث عن الإصابات الخاصة بمرض الزهايمر أما الآن فعن طريق الرنين المغناطيسي الطيفي أمكن اكتشاف التغيرات التشريحية والكيميائية التي سببها هذا المرض بالمخ خاصة في منطقة قرن آمون المسئولة عن الذاكرة أول ما يتأثر بهذا المرض ويؤكد الباحث أن التشخيص المبكر لهذا المرض يساعد في تقليل المضاعفات وعلاج اسبابها في مراحلها الأولي،
الجديد فى التشخيص يعتمدعلى المزج بين صور الرنين المغناطيسىMR- PET IMAGING وصور CT لتوضيح الاداء الوظيفى للخلايا ، وبالتالى نحن أمام ثورة فى هذا المجال تعتمد على التصوير التشريحى والوظيفى معا .
وحتى الآن لا يوجد علاج للشفاء من الزهايمر، ولكن هناك بعض الأدوية تمنع تفاقم المرض وتحد من تدهور القدرات العقلية للمريض، بالإضافة إلى العلاج التأهيلى، حيث يتم تعليم المريض كيفية معايشته للمرض وممارسة حياته بعيدا عن التعرض للخطر نتيجة قلة تركيزه، وقد أثبتت التجارب الفعلية أن العلاج الجراحى لا يفيد فى علاج المرضى، ولكن العلاج الجينى هو الأمل لهؤلاء المرضى إما عن طريق زرع خلايا داخل المخ مكان الخلايا التى أصابها الضمور، أو عن طريق أخذ خلايا من الأجنة. وزرعها فى المخ .
مارثون علمى
وبينما كانت أ سرة السيدة ناهد التعيسة فى سباق مع الزمن بحثا عن علاج لتخفيف آلام الأم المعذبة ،بدافع رد الجميل حينا ، ولابراء زمة الابناء وابعاد شبهة التقصير فى حق الأم فى أحيان كثيرة، كان الباحث روبرت روشنبرجر فى علم النفس المعرفى قد بدأ مارثون علمى، يفحص المخ فى دراسة مشتركة مع البروفيسور فرانس فيرستراتن من جامعة ايترخت والبروفيسور توم كارلسون من جامعة هارفارد معتمدا على تقنية التصوير بالرنين المغناطيسى MR Tomography .حاول الفريق البحثى رصد شكل المخ اثناء نشاطه الادراكى ، اثناء التفكير والفهم والعد والحساب والاسترجاع والتذكر ، الا انهم اكدوا ان ملايين الخلايا العصبية بالمخ تجعل منه لغزا فى غير متناول الباحثين .
أسئلة فقراء العالم
كان القدر اسرع كثيرا فى سباق أسرة ناهد مع المرض ،ففى 21 سبتمبر من العام 2004 ماتت السيدة ناهد عن عمر يناهز ال79 عاما بعد رحلة عذاب مع المرض استمرت نحو عشر سنوات، ماتت ناهد فى نفس اليوم الذى يحتفل العالم فيه باليوم العالمى للزهايمر ، ماتت ناهد كواحدة من مئات الالاف ممن يموتون بالمرض سنويا، ماتت تاركة ورائها أسئلة 25 مليون مصاب بالزهايمر فى العالم ، يبحثون عن تشخيص دقيق وعلاج للمرض.
ماتت ناهد وتفرغت ابنتها متطوعة لرعاية بعض المصابين بالمرض، مثلما فعلت زوجة الرئيس الأمريكى الراحل ريجان اشهر ضحايا الزهايمر . تساءلت الابنة وقالت:هل ينجح العلماء بالفعل فى تصوير أعطاب المخ وامراضه بدقة ،وهل صور نشاط المخ خارج نطاق الوعى تختلف عنها فى حالة وعيه، وهل من الممكن التحكم فى الظروف المعقدة والمتشابكة التى قد تتحكم فى عمل المخ ( تحت الضغط والضيق والتوتر وفى الحرب وتحت ضغط الامتحانات وأثناء نظر قضية امام المحكمة ولحظة ارتكاب جريمة وخلال الصلاة وما صور المخ فى حالة الحب واتخاذ القرارات والكلام وغيرها .
سمير محمود
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.