سجلت نسبة حالات الطلاق المبكر 43% من نسبة حالات الطلاق فى مصر، وفقًا لما أكدته إحصاءات رسمية، الأمر الذى يمثل ظاهرة خطيرة ومؤشرًا يستوجب التوقف أمامها لمعرفة أسبابها وكيفية مواجهتها. بداية رصدت «أكتوبر» بعض حالات الطلاق المبكر خلال زيارتها لمحكمة الأسرة لسيدات ورجال لم يمر على فترة زواجهن عام ومن أبرز هذه الحالات :م.ش موظفة 27 عاما تزوجت خمسة أشهر فقط وذهبت لمحكمة الأسرة طالبة الخلع من زوجها الذى تجاهلها وتجاهل بيته بعد الزواج بشهر واحد واتجه لإدمان المخدرات بأنواعها وحاولت معه خلال هذه الفترة القليلة التى عاشا فيها معًا كى يتعالج رفض تماما وقام بالاعتداء عليها وسرقة مصاغها لشراء البودرة والحشيش لذلك طلبت الطلاق أو الخلع. وعلى لسان أحد الأزواج يدعى «أ.ع» قال طلقت زوجتى فى السنة الأولى لأنها ترفض أن تعطينى حقوقى الشرعية فكلما اقتربت منها تصرخ وترفضنى وحاولت معها بكافة الطرق ولكنها ترفض بشدة وحدث بسبب ذلك خلافات كثيرة بين الأهل لذلك طلقتها خلال ستة أشهر من زواجنا. وعلى لسان إحدى المطلقات فى محكمة الأسرة إنها طلقت من زوجها بعد اكتشاف خيانته لها بعد مرور خمسة أشهر من زواجهما حيث كانت عند والدتها مقيمة معها فى فترة مرضها فقررت الرجوع إلى شقتها لزوجها بدون أن يعلم على سبيل المفاجأة وعندما دخلت الشقة وجدت زوجها فى وضع مخل بالآداب مع عاهرات لذلك أصرت على الطلاق. وأصرت إحدى الزوجات فى محكمة الأسرة على الطلاق من زوجها لأنه كان يعمل فى إحدى الشركات الخاصة وكان دخله المادى جيد يعول الأسرة ولكنه ترك الشركة وظهرت الخلافات الكثيرة وبدأ يبيع أساس المنزل ويبيع كل ما يملكه وتدهور الحال ولم يستطع أن يعول نفسه ولم يجد شغلًا يأكل منه عيش ولذلك أصبح الاستمرار فى هذا الوضع مستحيلا لذلك طلبت الطلاق. وتقول داليا محمد 25 عاما: تزوجت سريعا وطلقت سريعا، تم التعارف والخطبة فى فترة ستة أشهر وتزوجنا وتم طلاقى بعد زواجى بشهرين والسبب هو أنه كان يريد السيطرة على وهو حاد فى الطباع كثيرًا فهو كان لا يريد أن أذهب لأهلى أو أندمج مع أصدقائى كما أنه كان يريدنى أن أخدم والدته، وشعرت وقتها أننى مجرد خادمة أحمل اسم زوجة لذا رفضت الاستمرار معه وتم الطلاق. ويقول شريف على 30 عاما: تزوجتها بعد قصة حب وخطبة استمرت لأكثر من عشرة أعوام وتم الطلاق بعد شهر من الزواج والسبب أننى وجدت أمامى إنسانة أخرى تختلف كثيرا عن تلك التى تعرفت عليها فهى كانت دائمة الصراخ وكثيرة المشاكل وكانت تدخل أهلها كثيرًا فى حياتنا مما جعلنى لا أطيق العيش معها وتم الطلاق بعد شهر واحد فقط. حملنا تلك النماذج إلى الدكتورة نهاد أبو القمصان المحامية والناشطة فى مجال حقوق المرأة ورئيس المركز المصرى لحقوق المرأة التى قالت إن هناك ما يقرب من 240 حكماً بالطلاق تصدر يومياً عن محكمة الأحوال الشخصية وهو رقم غير قليل، فهناك ما يقرب من 88 ألف حالة طلاق تحدث كل عام، هذا ما يؤكده آخر إحصاء رسمى صادر عن الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء فى مصر. وأضافت أنه طبقاً لأحدث إحصاء سكانى فإن النسبة الأكبر من حالات الطلاق تقع بين المتزوجين حديثاً، حيث تصل نسبة الطلاق فى العام الأول إلى 43 %، بينما تقل النسبة إلى 21.5% خلال العام الثانى من الزواج. وتابعت بحسب دراسة أخرى نشرها مركز معلومات «دعم واتخاذ القرار»، التابع لمجلس الوزراء المصرى، احتلت مصر المرتبة الأولى على مستوى العالم فى معدلات الطلاق، كما أكدت الدراسة ارتفاع معدلات الطلاق خلال الخمسين عاماً الماضية من 7 % إلى 40 %، ليصل متوسط حالات الطلاق اليومية إلى 240 حالة طلاق. وأشارت إلى أن مجموع عدد المطلقات فى مصر 2.5 مليون مطلقة ونصف هذه الحالات فى السنة الأولى من الزواج، ومعظم هذه الحالات من الفئة العمرية الثلاثين، مشيرة إلى أن معظم حالات الطلاق تحدث فى بداية الزواج ويسمى هذا الطلاق ب «الطلاق المبكر» وأن من أسباب هذا الطلاق هو اختلاف الطباع فالعشرة بعد الزواج تختلف تماما عن فترة التعارف والخطبة فمهما اعتقد الزوجان أنهما بإطالة فترة الخطبة أو التعرف أنهما سيتعارفان بشكل أعمق فإنهما لن يتعارفا على بعضهما بشكل واضح أو كامل إلا بعد الزواج . ما أدى على انتشار ظاهرة الطلاق المبكر نظرا لأن الفتيات والشباب أصبحوا ينظرون للحياة بشكل سطحى للغاية ولا يعرفون ما هو معنى الزواج الصحيح وما هو حجم المسئولية الملقاة على عاتقهم. من جانبها أرجعت أستاذ الطب النفسى الدكتورة هبة عيسوى: أسباب انتشار الطلاق المبكر لاختلاف الطباع بين الزوجين فالرجل عندما يتزوج يجد أنه يتحمل مسئولية ضخمة وهو لم يعتد ذلك فيصدم كثيرًا خاصة أنه يجد نفسه قد تسرع بهذا الزواج، حيث يأتى دور الأصدقاء خاصة إذا كانوا غير متزوجين. وأضافت: أما الفتاة والتى لم تعتد على فعل أى شىء فى منزل والدها ولم تقم الأم بإلقاء بعض من مسئوليات المنزل عليها تجد نفسها أمام مسئولية ضخمة مثل الطهى والتنظيف وغيرها من المسئوليات المنزلية . لذا يبدأ الصراع فيما بينهما خاصة إذا اختلفت الطباع، فالزوج يعشق الهدوء والزوجة تحب الاجتماع مع أهلها وأصدقائها فى المنزل وغيره من التناقضات فى شخصية إحداهما والآخر ومن هنا يحدث الصدام .