مطلقات تحت العشرين !

من الصعب أن تجد موضوعاً كل مقدماته موجعة ومؤسفة .. فهل نبدأ بتقرير الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء فى مصر الذى صدر منذ أيام عن إرتفاع معدلات الطلاق فى مصر وأشار إلي وقوع حالة طلاق كل 6 دقائق و88 ألف حالة طلاق سنوياً ، أم تقارير وزارة العدل التى ترصد 240 حكما بالطلاق تصدر يوميا فى محاكم الأحوال الشخصية ، أم إحصائيات أجراها مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار الذى يتبع مجلس الوزراء وتؤكد أن مصر هي الاولى على العالم كله فى عدد حالات الطلاق .. هل شعرت بالصدمة ؟! تابع الموضوع لتدرك أن الكارثة أكبر ..
طبقا لأحدث إحصاء تم اصداره مؤخرا .. فإن النسبة الأكبر من حالات الطلاق تقع بين المتزوجين حديثا ، حيث تصل نسبه الطلاق فى العام الأول إلى 34% بينما تقل النسبة الى 21.5% خلال العام الثانى من الزواج ، وطبقا لأخر بيان يوضح زيادة عدد إشهارات الطلاق إلى حوالي 151 ألف إشهار عام 2011، وطبقا للحالة التعليمية سجلت أعلى نسبة طلاق في الحاصلين على شهادة متوسطة، بينما سجلت أقل نسبة طلاق في الحاصلين على درجة جامعية ، ورغم عدم وجود احصاء حديث كامل لعدد المطلقات في 2013 .. لكن الرقم الصادر منذ 7 سنوات كارثي لأنه يرصد مليون و 495 ألف مطلقة .. وهو رقم بالطبع قابل للزيادة الكبيرة حالياً .
سكة الندامة
الزواج حلم لكل فتاة .. خاصة عندما تكون سنها صغيرة ، لكن عندما يتحول الحلم إلي كابوس بسبب الطلاق المبكر يصبح " طريق السعادة " هو " سكة الندامة " ، وهناك تجارب كثيرة منها نهى سامى 18 سنة والتى تزوجت فى سن مبكرة لأسباب مادية ، حيث أن طليقها كان من عائلة ثرية تمتلك أموالا كثيرة وعقارات ، وهو ما اعتبره أهلها " فرصة لن تعوض " ، لكن كان مقابل هذا أن طليقها " مختل عقليا " ، ورغم ذلك وافقت على الزواج منه لأنه "عريس لقطة" فى نظر أهلها ، وكانت النتيجة أنها لم تستطع التعايش معه وأنتهى زواجها بالطلاق بعد عدة أشهر .
أما سها أنور 20 سنة فهي تعيش الأن مع أبنها الذى يبلغ من العمر 3 سنوات ، وقد طلقت بعد زواجها بسنتين بسبب مشاكلها الكثيرة مع زوجها الذى كان يعتدى عليها بالضرب والإهانة ، بل وكان يخونها فى أول شهر من زواجهما ويتركها وحيدة بالمنزل لعدة أيام دون أن يهتم بها ،وقد حاولت أن تتحمل من أجل طفلها الصغير لكى لا ينشأ بعيدا عن والده ، لكن دون جدوى ، فإضطرت إلي رفع دعوي طلاق وتم الانفصال بعد سنة من المعاناة في المحاكم .
أما نسمة صلاح 19 سنة فأضطرت للزواج المبكر بعد ضغوط من اسرتها ، فهي أخت لأربع بنات واسرتها ظروفها المادية صعبة ، ولذلك قرروا تزويج البنات مع أول عريس يدق الباب ليتخلصوا من عبء الانفاق عليهم ، لكن من أول يوم فى خطبتها كانت المشاكل واضحة ، وازدادت مشاكلها بعد الزواج فتم الطلاق من قبل حتى أن يخرج طفلها الأولي إلي الحياة ، وبدأت الدعاوى فى المحاكم واتهمها طليقها هى واهلها بسرقة اثاث منزلهما ، وانتهت القصة المآساوية بالطلاق ليتربى طفلها الذى ستلده بعد شهور بعيداً والده .
تصادم فكرى
ويرجع الدكتور عادل الحلوانى اخصائي التحليل النفسى أسباب طلاق الفتيات تحت سن العشرين إلى عدم النضج الذهنى والعقلى فى مرحلة المراهقة لتحمل الحياة الزوجية ، ففى هذه السن يكون لدى الفتاة حالة من التقلب العاطفى ، بالإضافة الى التصادم الذى يحدث فى التفكير بين الزوج والزوجة ، فالبنت تتفوق على الولد فى التفكير العقلى بنسبة تتراوح من 3 إلي 5 سنوات كما تؤكد الدراسات النفسية ، وبما أننا فى مجتمع ذكورى فالزوج يعتقد أنه يتفوق على البنت فى التفكير كموروث إجتماعى ، مما يحدث عملية عدم تلاقى فى مستوى التفكير بينهم فيؤدى للطلاق،فالمجتمع الذكورى موروث إجتماعى من عشرات السنين لأن الشاب ينشأ أمام والده الذى يراه الامر الناهى فى بيته، وبالنسبة للفتيات تحت سن العشرين فهن لس لديهن أى نضج إجتماعى يكفى لتحمل مسؤلية زواج وأسرة ، وكذلك تدخل أهالى المتزجين فى حياتهم الزوجية كثيرا ما يفسدها، والحالة الإقتصادية للزوج تؤثر طبعاً لأنه يصطدم بمتطلبات الحياة الزوجية ، وغالبا لا تتحمل الزوجة النقص المادى وتطلب الطلاق ، ويوصى الحلوانى لمحاولة الحد من تفشى ظاهرة المطلقات تحت العشرين بزيادة توعية البنات بالحياة الزوجية وكيفية تحمل المسؤلية وحقوقهم وواجباتهم ، وهذا الدور يعود على الأم بشكل كبير.