" الطلاق " كلمة باتت نسمعها كثيرا هذه الأيام ، وانعكست آثاره على المجتمع بأكمله فصار المجتمع ضعيفاً لا يستطيع حماية أفراده أو تقويمهم في ظل زيادة نسبة التفكك التي تحدث بسبب الطلاق ، فمن الطبيعي أن يتزوج المرء سواء كان ذكرا أو أنثى ولكن الغير طبيعي حدوث الطلاق في مرحلة مبكرة قد تبدأ ليلة الزفاف في بعض الأحيان وأحيانا كثيرة فى السنة الأولى للزواج. وإذا كان إجمالى عدد المطلقات في مصر يصل إلى 2.5 مليون مطلقة وتزداد النسبة يوما تلو الآخر فإن النسبة الأكبر من هؤلاء تخص المتزوجات حديثاً ممن تتراوح أعمارهن بين العشرين و الثلاثين و هو ما يدعونا للتوقف لدراسة تلك الظاهرة ، والتي بدأت تتنامى و البحث عن سبل لمواجهتها، وإلا فالبديل هو تفكك وانهيار عشرات الآلاف من الأسر. الإحصائيات الصادرة عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء كشفت عن مؤشر خطير وهو وقوع حالة طلاق واحدة كل 6 دقائق، وأن هناك 88 ألف حالة طلاق تحدث كل عام ،ورصدت الإحصاءات240 حكماً بالطلاق، تصدر كل يوم في محاكم الأحوال الشخصية. كما أشارت الإحصائيات إلى ارتفاع عدد عقود الزواج خلال عام 2011، بنسبة 3,8%، ليسجل 897,969 ألف عقد، مقارنة ب 864,857 ألف عقد في 2010، فيما ارتفعت حالة الطلاق خلال العام بنحو 1,7%، لتبلغ 151 ألف حالة تقريبًا. وسجل التقرير أعلى نسبة طلاق بين الرجال في الفئة العمرية ما بين 30 إلى 35 سنة، حيث بلغ عدد الإشهادات بها 299,25 إشهاداً بنسبة 19,7 %، بينما سجلت أقل نسبة طلاق فالفئة العمرية من 18 إلى 20 سنة، حيث بلغ عدد الإشهادات بها 572 إشهاداً بنسبة 0,4%من جملة الإشهادات . وبالنسبة للسيدات، فقد سجلت أعلى نسبة طلاق في الفئة العمرية من 25 إلى أقل من 30 سنة، حيث بلغ عدد الإشهادات بها 35,397 إشهاداً بنسبة 23,3% بينما سجلت أقل نسبة طلاق في الفئة العمرية من 65 سنة فأكثر حيث بلغ عدد الإشهادات بها 893 إشهاداً بنسبة 0,6 % من جملة الإشهادات . كما كشفت دراسة حديثة أن 75% من أسباب الطلاق، ترجع إلى عدم التوافق الجنسي بين الزوجين، وعدم اهتمامهما بمناقشة هذا الأمر، وتجاهل "عذابهما النفسي "الناجم عنه ، وحسب الدراسة، فإن نسبة لا تزيد على 25% من المتزوجات، يصلن إلى قمة النشوة، خلال معاشرة أزواجهن، وأن هناك مفاهيم خاطئة، تؤدى بصورة كبيرة، إلى حرمان الزوجين من سعادتهما العاطفية وتسبب الطلاق . وعن أسباب الطلاق تعددت أراء أساتذة الاجتماع والمتخصصين في شئون الأسرة فيرى الدكتور جمال حماد أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب جامعة المنوفية أن الزواج السريع أحد الأسباب الرئيسية وراء سهولة الطلاق في السنة الأولى من الزواج، والتي تعتبر من أصعب السنوات في عملية فهم كل طرف للآخر ، بالإضافة إلى أن عدم الإنجاب يعتبر أحد الأسباب المباشرة للطلاق حيث تنظر الأسرة المصرية والعربية عموما إلى الإنجاب أحد أهم العوامل لاستمرار البناء الأسري. وأضاف الدكتور عبد الفتاح درويش أستاذ علم النفس بكلية الآداب جامعة المنوفية أن أهل الزوج أو أهل الزوجة في بعض الأحيان يكون العامل الاساسى في الطلاق وهم الذين يفكروا في عملية الانفصال، مشيرا إلى أن أهل الزوج يكونوا أكثر ميلا إلى التفكير في عملية الانفصال من أهل الزوجة ، وهذا يرجع إلى الثقافة المصرية التي تؤكد اتجاه أهل البنت للحفاظ على حياتها الأسرية وعدم هدم بيتها والخوف عليها من الانفصال. وأوضح درويش أن هناك عوامل ترتبط بالزوجة يكون نتيجتها الطلاق وهي عصبية الزوجة وضعف قدرتها على تحمل الزوج وتصرفاته وهذا يمثل 42.3 %من أسباب الطلاق ، يليه عدم طاعة الزوجة لأوامر زوجها وعدم احترامها له والاعتراض على توجيهاته باستمرار، ثم الإهمال وعدم تحمل المسؤولية ثم ضعف مشاركتها في تحمل أعباء الأسرة والشؤون الأسرية مع التشاجر مع أهل الزوج وعدم التجاوب العاطفي. و أضافت الدكتورة إنشاد عز الدين أستاذ علم الاجتماع وحل المشكلات بكلية الآداب جامعة المنوفية أن نسبة الطلاق في الطبقات الفقيرة وفى الأرياف بصفة عامة قليلة أو تكاد تكون منعدمة بالمقارنة بمثيلاتها في الطبقة الراقية و ذلك بسبب النظرة المشوهة التي تتعرض لها الفتاه المطلقة في المجتمع الذي دائماً ينظر بعين الشك فلا تجد مفراً سوى التحمل حتى لا تحمل لقب مطلقة . وأضافت أن هناك عوامل بيولوجية مثل عدم التوافق الجنسي بين الزوجين و مما لا شك فيه أن الزواج نظام إجتماعى جنسي ، فالجنس حاجة طبيعية مثل الطعام و الشراب ، و عدم التوافق الجنسي بين الزوجين قد يؤدى إلى فتور في العلاقة الزوجية التي هي في الأساس علاقة واقعية متكاملة الأركان و حدوث خلل في أي ركن من ركائزها قد يؤدى للفشل . وتروى مطلقات معاناتهم مع الزواج وبعد الطلاق ، "وفاء . أ" قالت "ذقت الآمرين في بيت أهلى وتزوجت هربا مما أعانيه ، وارتبطت بشخص تقدم لى من الصعيد وكنا لا نعرفه ولا نعرف عنه شئ سوى انه مقتدر ماديا ، وتم الزواج وسافرت معه إلى بلدته في قنا وذقت الأمرين معه وأنجبت منه طفلين ولد وبنت و بدأت الحياة في الانحدار بعدما عرف زوجي طريقه للمخدرات والسهر و بدأ يعاملني بقسوة و امتنع عن الإنفاق على و على أبنائه الصغار ، و في جلسة معاتبة له محاولة منى لإصلاحه لم يكلف نفسه خاطراً سوى أن يرمى يمين الطلاق و أصبحت مطلقة .
أما منى . م فقد تم طلاقها بعد شهرين فقط من زواجها لتصبح مطلقة في شهر العسل و قالت تخرجت من كلية التربية لأشق طريقي في الحياة العملية التي كانت بالنسبة لى نافذة للعالم الذي طالما حلمت ولكني تربيت في عائلة لا تعترف بعمل المرأة والمبدأ المتعارف عليه هو المثل اللي بيقول " البنت مالهاش غير بيت جوزها " و بالفعل تمت خطبتي على الشخص الذي وجدوا انه مناسب ( شقة وشبكة ) .. و تم الزواج بالفعل لاصطدم بالواقع و يصدق حدسى فالرجل الذي تزوجته لا يصلح للزواج أصلاً و اضطررت تحت ضغوط المعيشة معه إلى طلب الطلاق ،و هو لم يتردد في التفكير و أرسل لى ورقة طلاقي لأصبح مطلقة بعد شهرين من الزواج . كما تعددت أسباب الطلاق من عدم التوفيق في الاختيار وصدمة ما بعد الزواج بسبب اختلاف الطباع و المزاج و الميول، بالإضافة لانتشار عادات التلفظ بالطلاق ووقوعه في حالات كثيرة، كما أن الفقر والجهل والتدليل أو الرفاهية والضغط النفسي على الفتاة لقبول الزواج قد تكون عوامل مساعدة على حدوث الطلاق.