أسباب كثيرة قد تكون سببا فى إنهاء الحياة الزوجية مبكرا، فيما يعرف ب «الطلاق السريع».. وقد تكون تلك الأسباب عدم التنشئة السليمة والتأهيل فى الصغر للزوجين، أو تدخل الأهل، أو تراجع المستوى التعليمى، أو التدليل، أو غيرها من الأسباب.. ورغم تحفظ المجتمع المصرى على الطلاق بشكل عام، ونظرته القاسية للمرأة بشكل خاص، إلا أن إحدى الدراسات أكدت وقوع حالة طلاق كل 6 دقائق فى مصر، وهو ما يهدد الأمن المجتمعى ويثير المخاوف بشأن المستقبل، وهو ما تناقشه «أكتوبر» فى السطور القادمة.. أشارت دراسة للجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء إلى وجود 778 ألف حالة طلاق منها 12 ألفا قبل انتهاء السنة الأولى من الزواج وتتراجع النسب فى السنوات الأخرى، وفى مقابل ذلك كانت حالات الزواج 641 ألف زيجة، أما تقارير وزارة العدل فرصدت 240 حكما بالطلاق تصدر يوميا فى محاكم الأحوال الشخصية، وبالإضافة إلى ذلك هناك إحصائيات أجراها مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار الذى يتبع مجلس الوزراء، يؤكد أن مصر هى الأولى على العالم كله فى عدد حالات الطلاق. وقد كشفت جمعية المأذونين الشرعيين فى مصر عن أن متوسط عدد حالات الطلاق التى تسجلها يبلغ 300 ألف حالة سنويا، كشفت أيضا أن 42% من حالات الطلاق كانت بين المتزوجين حديثا. ولقد أثبتت الدراسات أن هناك ارتفاعا فى معدلات الطلاق لدى سكان المدن أكثر منها فى الريف، ولعل السبب فى ذلك يعود إلى أن أهل الريف ما زالوا أكثر تمسكاً بقيم الأسرة وتماسكها، إضافة إلى أن المرأة الريفية تعمل أيضاً فى الحقل وتقدر قيمة المال والكسب والحياة الشاقة وتقدر زوجها الذى يعمل أيضاً لإعالة الأسرة، وكما أن أهل الريف أكثر إنجاباً للأطفال، مما يزيد من تماسك الأسرة وعدم وجود وقت أو فراغ لديها للنزاعات السخيفة والمشاكل التافهة. وأكدت البيانات أن هناك زيادة فى عدد إشهارات الطلاق إلى حوالى 151 ألف إشهار عام 2011، وطبقا للحالة التعليمية سجلت أعلى نسبة طلاق فى الحاصلين على شهادة متوسطة، بينما سجلت أقل نسبة طلاق فى الحاصلين على درجة جامعية. بالطبع ستشعر بالصدمة عندما تعلم أن نسبة الطلاق فى العام الأول تصل إلى 34%، بينما تقل النسبة إلى 21.5% خلال العام الثانى من الزواج وهذا طبقا لأحدث إحصاء. وأكد الدكتور أحمد يحيى أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس أن السبب فى الطلاق المبكر هو الارتباط السريع دون معرفة جيدة بشريك الحياة وصفاته المختلفة، يسرع من الطلاق، وهناك، أيضاً التكاليف المادية للزواج، وتدخل البعض كالأهل والأصدقاء بحياة الزوجين. وأيضا انعدام التوافق الزوجى، وهو قدرة كل من الزوجين على التواؤم مع الآخرين ومع مطالب الزواج. وأضاف: ويحدث التوافق إما بتلبية الزوجة لمطالب الزوج أو تلبية الزوج مطالب زوجته، وإضافة إلى أن عدم التنشئة السليمة للأبناء والبنات وتأهيلهم كى يكونوا أزواجاً هى السبب وراء 60 % من حالات الطلاق المبكر، كما أن الفقر والجهل والتدليل أو الرفاهية قد تكون عوامل مساعدة على حدوث الطلاق. وتابع: قد ينتج الطلاق المبكر أيضا عن الزواج فى سن مبكرة وهو يعنى أن الزوج والزوجة قد يكونان فى سن صغيرة، بالتالى تنعدم الخبرة الحياتية للزوجين، أما إذا كانت الزوجة صغيرة والزوج يكبرها بسنوات كثيرة، فليست هناك مشكلة فقد تمر سفينة الحياة بسلام. وأوضح أستاذ علم الاجتماع أن سوء التنشئة الزوجية بسبب عدم اهتمام الأهل بتعليم الأبناء منذ الصغر كيفية التعامل مع الطرف الآخر تؤدى إلى حدوث «صدمة» بعد الزواج بسبب عدم اعتيادهم على تحمل المسئولية من قبل، وبالتالى يختارون الحل الأسهل وهو الطلاق. وأشار دكتور يحيى إلى أن انطلاق الفتاة إلى الحياة العملية وإحساسها بأنها ند للرجل سواء فى التعليم أو الفكر يدعوها إلى الصدام معه باستمرار، وهذه الندية وذلك العناد يؤديان إلى ضياع الاحترام بين الطرفين، والزواج السليم لابد أن يقوم على الاحترام قبل الحب. ويرجع الدكتور محمد البسيونى أستاذ علم النفس أسباب طلاق الفتيات تحت سن العشرين الى عدم النضج الذهنى والعقلى فى مرحلة المراهقة لتحمل الحياة الزوجية. ففى هذه السن يكون لدى الفتاة حالة من التقلب العاطفى، بالإضافة إلى التقادم الذى يحدث فى التفكير بين الزوج والزوجة، فالبنت تتفوق على الولد فى التفكير العقلى بنسبة تتراوح ما بين 3 إلى 5 سنوات ولأننا فى مجتمع ذكورى، فالزوج يعتقد أنه يتفوق على البنت فى التفكير، مما يحدث عملية عدم تلاق فى مستوى التفكير بينهم فيؤدى للطلاق، مشيرا إلى أن المجتمع الذكورى موروث اجتماعى لأن الشاب ينشأ أمام والده الذى يراه يأمر وينهى فى البيت، أما الفتيات تحت العشرين فهن ليس لديهن أى نضج اجتماعى يكفى لتحمل مسئولية زوج وأسرة.