96 ساعة تفصلنا عن الحدث الذى ينتظره العالم فى أكبر احتفال أسطورى لمشروع قناة السويس الجديد وقبيل الافتتاح كانت قوافل العمل تعمل على مدار 24 ساعة استعدادًا لافتتاح المشروع القومى فى احتفالية أكتوبر كانت شاهد على الحدث.. وتأتى أولى الفعاليات التى من المتوقع أن تبهر العالم، هو مشاركة يخت «الحرية» (المحروسة سابقاً)، والذى يعتبر أقدم سفينة عائمة فى العالم.وتوالت أنباء بأن الاحتفال يتضمن مشاركة سفن تجارية من 50 دولة تقل فرقا للفنون الشعبية تقدم عروضا فلكلورية تمثل ثقافاتها، ومن المقرر أن يصل الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى موقع الاحتفال على يخت ''الحرية'' (المحروسة سابقا)، وفى نفس التوقيت تطلق سفينة واحدة فى كل ميناء من نحو 40 من الموانى العالمية ساريناتها تحية لافتتاح الممر الملاحى العالمى الجديد. كما تستعد قناة السويس الجديدة لإبهار العالم بإبحار أحدث فرقاطة بحرية فى العالم داخل مياه القناة الجديدة، وهى الفرقاطة الفرنسية ''فريم'' التى ستنضم إلى القوات البحرية المصرية فى غضون أسابيع وتعد الأحدث من نوعها فى العالم. ومن المقرر أن تشارك خلال الاحتفال طائرات ''الرافال'' الثلاث التى وصلت مؤخرًا كدفعة أولى من هذه الصفقة من المقاتلات المتطورة التى تم إبرامها مع فرنسا، كما ستظهر أحدث دفعة من طائرات ''إف-16'' التى قررت الولاياتالمتحدة تسليمها إلى مصر، وتعد الجيل الأكثر تطورًا من هذه الطائرات متعددة المهام. كما سيتم تزيين المجرى الملاحى برًا وبحرًا وجوًا بالأعلام المصرية، بمحافظات القناة الثلاث بورسعيد والإسماعيليةوالسويس. كما يشارك فريق الأكروبات الجوية يقدم أقوى العروض فى سماء الإسماعيليةوالسويس وبورسعيد. ويضم تصور الحفل، الاعتماد على الطابع البحرى، مع عرض جداريات وعلامات أرضية تحكى تاريخ مصر، ويتم الاستعانة فيها بأحد خبراء الفنون الجميلة وإدارة المتاحف العسكرية. بالإضافة إلى إنشاء 20 نصبا تذكاريا بارتفاعات مختلفة لا تقل عن 30 مترًا وهى تعبر عن تاريخ مصر بمراحله المختلفة حيث تم اختيار مواقع تلك النصب على الطبيعة خلال جولة بحرية للموقع وسيتم وضعها على جانبى منصة الافتتاح وعلى ضفتى القناة الجديدة. وقالت المصادر إن الحفل سيحضره ملوك وأمراء ورؤساء العالم، أبرزهم الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، والرئيس الفرنسى فرانسوا أولاند، ليكون احتفالا أسطوريًا بإنجاز مصرى جديد يبهر العالم أجمع. كما أن الاحتفال سيعكس هوية الشعب المصرى وإرادته القوية، وسيعرف بمميزات المشروع وما يتيحه من فرص استثمارية متنوعة وواعدة، فضلاً عن إيصال رسالة صداقة وسلام من مصر إلى العالم أجمع ليتعرف على مصر الجديدة القادرة الآمنة والمزدهرة. تم الاعتماد فى تمويل الاحتفال على عدة مصادر متنوعة تشمل مشاركة الشركات المتحالفة لإتمام عملية التكريك بالإضافة إلى عدد من الشركات الوطنية والمستثمرين المصريين، وتم تمويل الاحتفال ليتم بعيدًا عن موازنة الدولة. فى الوقت ذاته تزينت شوارع مدن الإسماعيليةوالسويس وبورسعيد وتم إقامة ثلاث نصب تذكارية بالإسماعيلية فى الطريق الدائرى المؤدى إلى المعدية نمرة 6 حيث يتم عبور الوفود إلى الضفة الشرقية للقناة الجديدة وصولا إلى منصة الاحتفال. كما يشارك أكثر من 3 آلاف مهندس وفنى وعامل فى التجهيز للاحتفال الكبير، كما تم إقامة أربعة نصب تذكارية على المجرى الملاحى أحدها فى مواجهة المنصة الرئيسية وهو لمصر وقد احتضنها جناحا حورس ومن خلفها المسلة الفرعونية وذلك على يمين قناة الاتصال التى تقع فى القطاع الأوسط للقناة وفى مواجهة المنصة الرئيسية ويقابل هذا النصب التذكارى نصب آخر للعامل المصرى وهو يحفر القناة الجديدة وهو تخليد لدور العامل المصرى فى حفر القناة، وعلى يسار المنصة أقيم نصب تذكارى لقرص الشمس وقد احتضنته مصر ومفتاح الحياة دليلا على النمو والرخاء والازدهار. وسوف تشارك كافة المحافظات والهيئات فى الاحتفال لتشهد ربوع مصر كلها والعالم أضخم احتفال، يدلل على قوة وعظمة الانسان المصرى وقدرته على الانجاز ففى الاسكندرية سوف ترفع أعلام مصر على أعمدة الإنارة بطول كورنيش الإسكندرية، وينظم عرض بالسفن والموتوسيكلات المائية فى البحر المتوسط من الميناء الشرقى حتى المنتزه. وستوضع شاشات ومسرح ودى جى بجميع ميادين المحافظة لنقل فاعليات الافتتاح، لافتا إلى أنه سيتم مراعاة وضع شاشة عرض كبيرة فى كل حى من أحياء المحافظة. بالإضافة إلى كرنفالات بطول الكورنيش بعربات مزينة بالورود وعربات من المتحف القومى وكلية الفنون التطبيقية تحكى تاريخ الإسكندرية منذ إنشائها وحتى الآن. كما أن القوات المسلحة سوف تشارك بعروض فنية عسكرية، وعرض أوبريت يحكى تاريخ القناة من جهات مختلفة وتكليف مديرية الثقافة باختيار أحد العروض المقدمة ليكون العرض الرئيسى بقلعة قايتباى. كما تقوم جميع السفن فى كافة موانىء العالم بإطلاق صافراتها إعلانا ببدء تشغيل القناة الجديدة واحتفالا بالحدث العالمى وتاكيدًا على أهمية المشروع للملاحة البحرية. كما سيتم افتتاح قرية الأمل وكذلك مدينة الإسماعيلية الجديدة. قبل الاحتفال وقبيل الاحتفال زرنا منطقة المشروع فى الضفة الشرقية للقناة ومن أمام المنصة فى القطاع الأوسط بالقناة الجديدة حيث يجرى العمل على قدم وساق خلية نحل تعمل على مدار اربعة وعشرين ساعة لا توقفها حرارة شمس النهار ولا برودة الليل، ولكنه الحلم الذى يتسابق الجميع للمشاركة فيه وإنجازه ليكون بمثابة شهادة جديدة تدلل على عظمة المواطن المصرى. أكثر من 43 ألفا يعملون ليل نهار فقد حولوا ليل منطقة القناة الجديدة إلى نهار بأضواء المعدات التى لا يتوقف هديرها لحظة واحدة فقد اقتربت ساعة العرس الذى ينتظره العالم. زرنا منطقة العمل يومى الاثنين والأربعاء الماضيين التقينا عددًا من العاملين تحدثنا معهم وآخرون رفضوا الحديث لالتزامهم بتنفيذ مهام مكلفين بها لتسليمها فى الوقت المحدد، عبور جديد وملحمة مصرية مائة بالمائة، الأرض معالمها تتغير فى كل لحظة حتى تجدها عندما تعود إليها فى اليوم التالى مكانا مختلفا تماما عما شاهدته بالأمس مدينة سكنية تشق الأفق «الإسماعيلية الجديدة» تؤكد أن الدولة المصرية جادة فى تنمية سيناء والوفاء بالعهد والوعد للشهداء الذين ضحوا بدمائهم من أجل عودة أرض سيناء. التقينا عم «أحمد عبد الله» من قرية الإرسال -51 سنة - قال: لدى ولدان وهما يشتغلان فى هذا المشروع الذى يمثل هرما جديدا ويشرف مصر وربنا ينصر مصر ويوفق قائدها.. أما مصطفى - طالب 14 سنة - من قرية الإرسال أيضا ويعمل خلال الإجازة الصيفية فى المشروع مشروع عظيم يدل على عظمة الشعب المصرى وهو أمل مصر وإن شاء الله القادم أفضل. «ضياء ربيع» من الشرقية من العاملين فى اللاند سكيب الخاص بالمشروع وحاصل على دبلوم صنايع هذا مشروع ضخم ومن لا يراه أعمى. كل العاملين فى المشروع مدنيون، الهيئة الهندسية فقط تخطط للمشروع والشركات المدنية هى العاملة والمنفذة له، والقوات المسلحة هى التى تتابع التنفيذ على أرض الواقع وهو ما يجعل المشروع يسير على قدم وساق. الكل يعمل فى المشروع بحب وسعادة شديدة لأن اسمه سيكتب فى التاريخ إنه شارك فى حفر قناة السويس الجديدة، ما يحدث هنا هو حدث تاريخى. ويضيف «ضياء» أن العمل مع القوات المسلحة أكبر ضمانة على جدية المشروع وتسليمه فى المواعيد المقررة دون تأخير ونحن نعمل كشركة مدنية منذ خمس سنوات. وفى مسجد قناة السويس الجديدة كانت الأعمال النهائية تجرى على قدم وساق وفى الدور الأرضى التقينا بشاب أربعينى يعمل أستورجى وهو قادم من محافظة الدقهلية ويعمل بالمشروع منذ ثلاثة أشهر.. «أحمد» جاء إلى المشروع ولم يصدق نفسه وفى الأسبوع التالى أحضر ولديه معه ليريا المشروع الحلم وهو يتحقق، أحمد قال: « أشارك فى هذا المشروع ليس من أجلى ولكن من أجل أولادى ولذلك أحضرتها إلى هنا.. أما أنا فأحصل على راتب مقابل العمل وفى ذات الوقت أجهز مستقبل أولادى، المشروع سيوفر فرص عمل جديدة أظن أن أبنائى هم من سينتفعون بها ليكون مستقبلهم أفضل منا بكثير.. كل منا يتمنى أن يصبح ابنه أفضل منه وهذا المشروع سيحقق ذلك، أنا عندى 42 عاما ولا أطمع فى شىء أكثر مما لدى، ولكن أبحث عن مستقبل أفضل لابنى فى هذا المشروع. لقد أوصى الرسول بالوطن ومن يخون وطنه فقد خان دينه وليس له الحق أن يعيش فى هذا الوطن. وقاطعنا أحد العمال قائلا وهو يرفع علامات النصر: «حفرنا القنال، وجبنا الرافال، وعاش اللى قال تحيا مصر». أما القبطان خالد عبد الله وهو أحد العاملين فى هيئة قناة السويس قال: « ما حدث هو إنجاز لا يحدث بسهولة، ولم يكن أحد يصدق أن هذا سيحدث.. الناس لم تقتنع سوى مؤخرًا عندما شاهدت السفن تعبر القناة الجديدة وأصبحت واقعا». ويضيف القبطان خالد هذا المشروع سيغير وجه المنطقة أولا: مواعيد القافلة بالكامل سوف تتغير، الموانى الجديدة ستكون قيمة مضافة، وكذلك المشروعات التى ستقام فى الإقليم الاقتصادى لمحور قناة السويس.. وكذلك الأحواض السمكية التى ستقام على جانب القناة وهو من المشروعات العملاقة، وسوف تؤدى القناة إلى مضاعفة عدد السفن العابرة للقناة. ووجه حديثه للشعب قائلا: من يستطع أن يصنع هذا الإنجاز يستطيع أن يفعل أى شيء. وقال محمد موسى - ريس بحرى للقاطرة السلام - كل الناس قامت بمجهود أكثر من المطلوب منهم، وما حدث هو جزء من رد الجميل للدماء التى سالت على أرض سيناء، وإن كنا ما زلنا لم نرد لهم شيئا مما يستحقونه. أتمنى أن ما حدث يكون بداية لتطور حقيقى فى هذا الوطن.