ماسبيرو يخصص أكثر من 60 كاميرا لتغطية الحفل40 ميناءً عالميًا يحتفل بافتتاح قناة السويس الجديدة و15 ألف جندى لتأمين الاحتفال

*سفن تجارية من 50 دولة تشارك وتحمل فرقًا للفنون الشعبية تقدم عروضًا فلكلورية
*مهابط للطائرات لاستقبال الوفود الرئاسية.. وتحالف يضم 7 شركات عالمية يرتب للحفل
*إنشاء نصب تذكارية ترمز لكفاح المصريين تضم تمثال أبو الهول ونهضة مصر ومسلة و3 أهرامات
*طائرات الرافال وإف 16 والفرقاطة الفرنسية فريم تشارك فى الاحتفال
تتجه أنظار العالم إلى مصر يوم 6 أغسطس موعد الاحتفال بافتتاح قناة السويس الجديدة، ليتكرر مشهد الحفل الأسطورى الذى شهده العالم قبل 146 عامًا فى افتتاح قناة السويس بحضور ملوك وأمراء أوروبا، وتعكف إدارة هيئة قناة السويس لإعداد حفل ضخم فى افتتاح القناة الجديدة، حيث يجرى حاليًا وضع اللمسات النهائية على الحفل العالمى، وسط توقعات بحضور دولى كبير، ومن المقرر أن تشهد المحافظات عدة احتفالات تتزامن مع افتتاح القناة، فيما رفعت أجهزة الأمن مستوى استعداداتها تحسبًا لأعمال عنف.
وتضم لجنة افتتاح القناة الجديدة، المسئولة والمشرفة على تنفيذ فعاليات وأنشطة الاحتفالية الكبرى الفريق مهاب مميش، رئيس هيئة قناة السويس، واللواء محسن عبدالنبى، مدير إدارة الشئون المعنوية للقوات المسلحة، بجانب ممثلين عن رئاسة الجمهورية والقوات المسلحة ووزارتى الآثار والسياحة، فضلًا عن مشاركة خاصة من قبل الهيئة الهندسية للقوات المسلحة والقيادة العسكرية بالجيش الثانى الميدانى.
وأعلن رئيس هيئة قناة السويس مهاب مميش أن الإعداد للحفل لم يكلف ميزانية الدولة جنيهًا واحدًا، وأن تكلفة الحفل تم جمعها من خلال تبرّعات المصريين على رقم حساب القناة فى البنوك المصرية.
وأكد أن الحدث سيكون مصريًا، وسيكون الشعب المصرى العظيم هو عريس الحفل، وأن التحالف المنظم للحفل يضم 7 شركات عالمية تعمل بموافقة هيئة الأمن الوطنى.
ووفق مصادر مطلّعة فإن شركة «دبليو بى بى» التى تشرف على الحفل نظير 30 مليون دولار، إنجليزية الأصل، وسبق أن شاركت فى تنظيم مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادى فى مارس الماضى، وهى تعمل من خلال ثلاث شركات تتولى عملية الإعداد والتنفيذ، وهى «جى دبليو تى» و«أوجليفى»، و«ميند شير» المسئولة عن الحملات الإعلانية لحفل الافتتاح.
وأكدت المصادر أن الشركة الإنجليزية تقوم بحملات إعلانية للترويج لأهمية المجرى الملاحى فى حركة التجارة العالمية، وعمل شاشات عرض كعد تنازلى لافتتاحها فى مطارات العواصم الكبرى، ونشر أفلام وثائقية فى الفضائيات العالمية عن الحدث فضلًا عن دعوة شخصيات عالمية والتنسيق مع أكبر الموانئ العالمية والعواصم العربية.
ويعكف القائمون على تصميم مراسم افتتاح القناة الجديدة، على التحضير للفقرات المنتظر عرضها، على أن تتسم بالطابع البحرى الذى تتميز به القناة، ومن المقرر أن يشهد الاحتفال مشاركة سفن تجارية من 50 دولة تحمل فرقًا للفنون الشعبية تقدم عروضًا فلكلورية تمثل ثقافاتها.
وقال مصدر بالهيئة الهندسية للقوات المسلحة إن الاحتفالية ستتم فى منطقة الإسماعيلية شرق القناة وغرب القناة، وأن مكان المنصة الرئيسية أمام قناة الاتصال التى تربط بين القناتين التى يربط محورها بين المنصة وقصر الإمبراطورة أوجينى التى كانت ضيفة الشرف لافتتاح القناة القديمة العام 1869، وأكد أنه تم توجيه دعوة شخصية من الرئيس السيسى للرؤساء لحضور الاحتفال، مشيرًا إلى أن رجال الأعمال المصريين والمستثمرين الأجانب على رأس المدعوين، وأن حضور المواطنين سيكون بتوجيه الدعوات إليهم من الدواوين العامة للمحافظات على مستوى الجمهورية.
ووفق المصدر فإن الاحتفال يبدأ باستقلال الرئيس السيسى ليخت المحروسة الذى يعد أقدم اليخوت فى العالم إذ يصل عمره أكثر من 150 عامًا وأبحر به كل رؤساء مصر، ويعد أحد القصور العائمة، ويضم مجموعة من المقتنيات الذهبية الخالصة.
ومن المقرر أن ينطلق اليخت من منطقة طوسون مرورًا بجميع المنصات حيث يقدم الرئيس التحية لجموع المصريين والضيوف إلى أن يصل للمنصة الرئيسية الخاصة بزعماء ورؤساء العالم، وفى نفس التوقيت تطلق سفينة واحدة فى كل ميناء من نحو 40 من الموانئ العالمية سارينتها تحية لافتتاح الممر الملاحى العالمى الجديد، وبعدها يصطحب الرئيس السيسى الضيوف إلى فندق ميركيور أو النادى الاجتماعى بمدينة الإسماعيلية الجديدة لحضور ومشاهدة عدد من الفقرات الخاصة باحتفالية الافتتاح بعد الانتهاء من تدشين القناة الجديدة، والمقامة على ضفاف المجرى الملاحى حيث يتم تحضير مأدبة غداء.
وأكدت مصادر مسئولة أنه تم عمل بعض الترتيبات للخروج بالحفل على الوجه الذى يتناسب مع أهمية وضخامة الحدث منها تزيين المجرى الملاحى برًا وبحرًا وجوًا بالأعلام المصرية، بمحافظات القناة الثلاث بورسعيد والإسماعيلية والسويس، وإنشاء عدة نصب تذكارية بارتفاعات مختلفة ترمز لقصة كفاح المصريين عبر العصور من أجل تأمين مستقبلهم، من بينها تمثال «نهضة مصر» على الضفة الشرقية فى مدخل القناة، وتمثال «العروسة» الذى يجسد المرأة وكفاحها على مدى العصور، تمثال أبوالهول وهو يعبر عن قوة الإنسان المصرى و3 مجسمات للأهرامات ومسلة سيتم وضعها على ضفة قناة السويس بالقرب من منصة الافتتاح على ضفتى القناة الجديدة.
وذكرت مصادر مسئولة أنه تم إعداد اللمسات النهائية لمواكبة الحضور الكبير المتوقع من زعماء دول العالم، وتمت مراعاة أن تكون المنصة الرئيسية للاحتفال سهلة التأمين، كما تم الانتهاء من إنشاء مهابط طيران لاستقبال الوفود الرئاسية لصعوبة التأمين البرى، وإنشاء مراسى للقادمين بسفن أو ببواخر من القناة القديمة إلى الجديدة بالإضافة إلى الزوار القادمين من مطارى القاهرة والإسماعيلية ثم برًا إلى منطقة الاحتفال، نظرًا لضخامة عدد الضيوف الوافدين فى التوقيت نفسه على منطقة القناة، أبرزهم الرئيس الروسى بوتين، الذى كان من المفترض أن يزور القناة الجديدة خلال زيارته الأخيرة لمصر، ولكنه أجّلها حتى يأتى خلال الافتتاح، فضلًا عن ترحيب الرئيس الفرنسى فرانسوا هولاند بالزيارة، إلى جانب عدد من الملوك والأمراء، كما تم توجيه الدعوات إلى شخصيات عالمية وعدد من كبار رجال الإعلام والفنانين العالميين.
وعن استعدادات الاحتفال بافتتاح المشروع، أكد مصدر أمنى مسئول ضمن برنامج الاحتفال العالمى بافتتاح القناة أن ملف تأمين الحفل يأتى على رأس الأولويات التى يجرى التأكيد عليها، حيث يجرى العمل على سد كل الثغرات الأمنية التى من شأنها أن تفسد فرحة الاحتفال، مشيرًا إلى أن هناك استعدادات لوجستية كبيرة للتأمين بالتنسيق مع كل الجهات السيادية فى الدولة، إلى جانب الأجهزة الأمنية.
وأشار المصدر إلى أنه تم رفع مستوى الاستعدادات إلى الدرجة القصوى تخوفًا من اندلاع أعمال عنف أو أى محاولة من شأنها تعكير صفو الاحتفال، موضحًا أنه فى حال الإقدام على أىّ من هذه الأمور سيكون هناك رد حاسم وقاسٍ.
وأكد انتشار عناصر التأمين بطول مجرى القناة من بورتوفيق حتى جنيفة، فضلًا عن الكمائن الثابتة المنتشرة بطول الطريق الموازى للمجرى الملاحى، وتأمين نفق الشهيد أحمد حمدى، والتأكد من هوية العابرين من الاتجاهين، موضحًا أن ما يقرب من 15 ألف عنصر من القوات المسلحة ستشارك فى التأمين، وأن الأمن الوطنى يقوم بعمل تحريات واسعة فى مدن القناة للقبض على العناصر المشتبه بهم كإجراء احترازى.
ومن ضمن برنامج الاحتفال تحليق طائرات «الرافال» التى وصلت مصر قبل أيام كدفعة أولى ضمن صفقة وقعتها مصر مع فرنسا، كما ستظهر أحدث دفعة من طائرات «إف -16» التى قررت الولايات المتحدة تسليمها إلى مصر، وتعد الجيل الأكثر تطورًا من هذه الطائرات متعددة المهام، وستبحر فى مياه القناة الجديدة الفرقاطة الفرنسية «فريم» متعددة الاستخدامات التى تعد الأحدث من نوعها فى العالم التى ستكون رأس حربة للقوات البحرية، ومهمتها تعزيز الأمن فى قناة السويس بشكل خاص، ويبلغ طول الفرقاطة 142 مترًا ووزنها 6 آلاف طن وهى قطعة بحرية مضادة للغواصات والسفن والطائرات وفيها مهبط للمروحيات وصواريخ أرض - جو، وأخرى مضادة للسفن إضافة إلى 19 «طوربيد» وأربعة رشاشات.
ويشمل برنامج الاحتفال، قيام وزارة الآثار بالتحضير لإقامة 3 معارض فوتوغرافية وأثرية تروى جوانب من ذاكرة مصر خلال حفر القناة فى ستينيات القرن التاسع عشر، وتستمر مدة شهر فى ثلاثة متاحف فى القاهرة والسويس والإسماعيلية تعاطيًا مع الحدث المهم الذى يعد نقطة تحول فى تاريخ البلاد.
واستعانت الوزارة بالدكتور عبد السلام عيد الأستاذ بكلية الفنون الجميلة بجامعة الإسكندرية وطلاب من الفنون الجميلة وإدارة المتاحف العسكرية لعرض جداريات وعلامات أرضية تحكى تاريخ مصر، كما أنه تقرر عرض قطع أثرية مهمة تم اكتشافها من قبل البعثات الفرنسية أثناء حفر قناة السويس بين العامين 1859 و1869 على أن يكون عرضها فى متحف الإسماعيلية باعتباره أول متحف إقليمى تم إنشاؤه فى مصر أثناء حفر القناة بتمويل شركة قناة السويس العالمية.
على صعيد ذى صلة، ستتم الاستعانة باليخوت الرابضة فى مياة شرم الشيخ لنقل الأمراء والملوك والرؤساء وكبار الزوار، المشاركين فى احتفالية افتتاح قناة السويس الجديدة، وبالتوازى مع افتتاح القناة الجديدة ستقام احتفالية بحرية بشرم الشيخ بمشاركة أكثر من ألف سائح، حيث سيقوم أكثر من 20 يختًا سياحيًا، فى هذا اليوم بالمرور على جميع شواطئ الفنادق السياحية بشرم الشيخ للمشاركة فى هذه الاحتفالية الضخمة، وإشعارهم بالحماس والفرحة.
أما عن التغطية الإعلامية للحفل، فقد تقرر أن يقوم قطاع الأخبار بالتليفزيون المصرى بتغطية حفل الافتتاح، كتقليد معروف بعدما أسند إليه من قبل تغطية حفلات تنصيب الرئيس والمؤتمر الاقتصادى ومؤتمر القمة العربية، وأعلنت صفاء حجازى رئيس قطاع الأخبار حالة الطوارئ بعد عودتها من إجازة عيد الفطر، ودخلت فى اجتماعات مكثفة مع أعضاء فريق التحضير للاحتفالية للخروج بأفضل شكل لهذه المناسبة حيث زار نائبا رئيس القطاع موقع القناة بالإسماعيلية، لرصد الموقع بشكل كامل، ومعرفة متطلبات التغطية الإخبارية والحية للقناة خلال حفل الافتتاح.
ووفق مصادر بماسبيرو فإنه تم تخصيص أكثر من 60 كاميرا تصوير لرصد الحفل برًا وبحرًا وجوًا، ومن عدة زوايا مختلفة حتى يخرج بالشكل اللائق، فضلًا عن الاستعانة بفريق عمل كامل من مصورى ومخرجى قطاع الأخبار، ورفض جميع الإجازات والاعتذارات، فيما انتهى المخرج مجدى الهوارى من إعداد فيلم وثائقى يؤرخ لفترة حفر القناة منذ اليوم الأول متضمنًا شهادات العاملين بالمشروع وتصوير مراحل الحفر والتكريك، بالتعاون مع إدارة الشئون المعنوية بالقوات المسلحة.
وقالت مصادر بهيئة قناة السويس، أنه سيتم تنظيم احتفالية ليلية وعدد من الأوبريتات الغنائية على الشاطئ الغربى للقناة، يشارك فيها فرق الموسيقى العربية، ونجوم شباب وعرب وغربيون لإضفاء طابع عالمى على الاحتفال.